اخر الاخبار

متابعة – طريق الشعب

 أكد الأمين للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمية الإقرار بأن ما حصل في 7 تشرين الاول الحالي، لم يأت من فراغ. وقال إن “الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق”.

جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، استمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بالقضية. وشارك في الجلسة - بالإضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر- نحو 90 متحدثا.

وفشل مجلس الامن حتى الان في التوصل الى اتفاق يدين الحرب على المدن الفلسطينية، والدعوة الى ايقاف الحرب او عقد هدنة انسانية مؤقتة.

وعبّر متحدث باسم الحكومة الألمانية، امس الأربعاء، عن ثقة الحكومة بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك بعد مطالبة سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة باستقالته.

 «حتى الحرب لها قواعد»

وقال غوتيريش، أن “الفلسطينيين رأوا أرضهم تلتهمها المستوطنات ويعمها العنف، واقتصادهم يُخنق، وشعبهم يُشرد، ومنازلهم تُهدم، وآمالهم في حل سياسي لمعاناتهم تتلاشى”.

وشدد على ضرورة مطالبة كل الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، واتخاذ الحيطة المستمرة في سير العمليات العسكرية لتجنب تعرض المدنيين للخطر، واحترام وحماية المستشفيات واحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة التي تؤوي اليوم أكثر من 600 ألف فلسطيني. وقال: “حتى الحرب لها قواعد”.

وأعرب عن قلقه بشأن القصف المتواصل على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ومستوى الضحايا المدنيين وحجم الدمار. وأبدى حزنه لمقتل 35 موظفا لدى وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أثناء قصف غزة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف، ان حماية المدنيين لا يمكن أن تعني استخدامهم دروعا بشرية. حماية المدنيين لا تعني إصدار أمر لأكثر من مليون شخص بالإجلاء نحو الجنوب حيث لا يوجد مأوى أو غذاء أو ماء أو دواء أو وقود، ثم قصف الجنوب نفسه.

وأعرب عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة. وأكد أن أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون.

 قطرة في بحر

وأشار غوتيريش إلى دخول المساعدات الإنسانية أخيرا إلى غزة، ولكنه قال إن تلك الإغاثة تعد قطرة في بحر بالنسبة لحجم الاحتياجات الهائل.

وحذر من أن إمدادات الأمم المتحدة للوقود في غزة ستنفد خلال أيام، ووصف ذلك بالكارثة الأخرى. وقال: “بدون وقود لا يمكن توصيل المساعدات الإنسانية، وستنقطع الكهرباء عن المستشفيات، ولن يمكن تنقية مياه الشرب أو حتى ضخها”.

 امتداد الصراع الى المنطقة

من جانبه، أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أن خطر تزايد تدهور الوضع في الضفة الغربية أو امتداد الصراع إلى المنطقة “لا يزال كبيرا”.

وأشار إلى تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والذي “كان بالفعل قد وصل إلى مستويات مثيرة للقلق قبل الحرب الحالية”.

وقال إن هذا التصعيد أدى إلى مقتل 95 فلسطينيا، بينهم 28 طفلا، على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين، وعنصر أمن إسرائيلي واحد في اشتباك مسلح.

وقال وينسلاند للمجلس: “من الأهمية بمكان أن نقوم، كمجتمع دولي موحد، بتوظيف كل جهودنا الجماعية لوقف إراقة الدماء ومنع أي توسع إضافي للأعمال العدائية – بما في ذلك في المنطقة. إن المخاطر كبيرة للغاية، وأناشد جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة أن تتصرف بمسؤولية. أي خطأ في التقدير يمكن أن تكون له عواقب لا تقدر”.

 لن يجعل اسرائيل أمينة

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام جلسة مجلس الأمن إنه لا يوجد ما يبرر “قتل المدنيين الفلسطينيين”، مؤكدا أن “المزيد من الظلم والمزيد من القتل” لن يجعل إسرائيل أكثر أمنا.

وأكد، أن السلام فقط مع فلسطين والشعب الفلسطيني هو ما سيجعل إسرائيل أكثر أمنا.

وأضاف، أنه لا يمكن أن يكون مصير الشعب الفلسطيني دوما هو السلب والتهجير وإنكار الحقوق والموت، مضيفا “حريتنا هي شرط السلام والأمن المشتركين”.

وأوضح، أنه لا يمكن تجنب وقوع كارثة إنسانية أكبر وامتدادها إلى المنطقة، “إلا من خلال وضع نهاية فورية للحرب الإسرائيلية التي تُشن ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأضاف، “لا يوجد أي قدر من المساعدات الإنسانية يمكن أن يعالج الوضع إذا فُرِض المزيد من الموت والدمار والخراب على أهلنا في غزة”.

ودعا المسؤول الفلسطيني مجلس الأمن إلى “الدعوة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإطلاق النار على شعبنا في قطاع غزة”، والعمل العاجل على تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء القطاع، “ومنع التهجير القسري، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة”.

 «تدمير حماس بالكامل»

من جانبه، علّق وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على كلمة الامين العام للأمم المتحدة بالقول: “في أي عالم تعيش؟ بالتأكيد ليس في عالمنا”. وقال إن “شراسة” الهجوم الذي نفذته حماس والجهاد الإسلامي “تجاوزت حتى أفعال داعش”.

وتابع، أن “الرد المناسب على مذبحة 7 تشرين هو التدمير الكامل لحماس”. وشدد على أن إسرائيل ليس لها الحق في فعل ذلك فحسب، بل عليها مسؤولية القيام بذلك.

 

صراع امريكي - روسي

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يجب أن يدين مجلس الامن بشكل لا لبس فيه هجوم حماس ضد إسرائيل.

في السياق، ذكر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن “عدد القتلى والجرحى يدل على أن نطاق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة قد فاق أسوأ تخيلاتنا”، متهما الولايات المتحدة بإحباط الحلول المحتملة للصراع طويل الأمد في المنطقة، حسب تعبيره.

وقال: إن بلاده وآخرين حذروا لسنوات من أن الوضع على حافة الانفجار، “وقد حدث الانفجار بالفعل”. وأضاف أن هذه الأزمة أظهرت مرة أخرى أن الاستقرار الإقليمي بعيد المنال إذا لم تتم تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة والقرارات الدولية المتفق عليها بشأن حل الدولتين.

وأكد موقف روسيا الداعي لإجراء عملية تفاوض، تتبعها إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل.