اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى خارج حدوده في العاصمة الأوكرانية كييف، حسبما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية للتكتل القاري جوزيب بوريل، امس الإثنين. ورحّب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بالاجتماع “ضمن الحدود المستقبلية” للاتحاد الأوروبي، على حد وصفه.

وعلّق الكرملين على ذلك بأن “الغرب سيتعب من تقديم الدعم لأوكرانيا سيزداد في حين يسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى إثبات العكس من خلال اجتماعهم في كييف.

اجتماع تاريخي

وصرّح بوريل في بيان على منصات التواصل: “نعقد اجتماعا تاريخيا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي. نحن هنا للتعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني”.

ورحّب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بالاجتماع وقال: “هذا حدث تاريخي لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مجلس الشؤون الخارجية خارج حدوده الراهنة، خارج حدود الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن الحدود المستقبلية للاتحاد الأوروبي”.

من جانبها، رأت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في الاجتماع رسالة إلى موسكو تعكس عزم التكتل على الوقوف إلى جانب أوكرانيا.

وقالت للصحافيين في كييف: “إنه تعبير عن دعمنا الراسخ والدائم لأوكرانيا، إلى أن تتمكن من الانتصار. إنها رسالة أيضا إلى روسيا بأن عليها عدم الاعتماد على احتمال إرهاقنا”.

استراتيجية للشتاء

بدوره، أكد وزير الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت أنه “من المهم حقا بأن نجتمع هنا اليوم للتعبير عن تضامننا مع أوكرانيا”.

ويأتي الاجتماع فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة دعم أوكرانيا وفيما تحقق كييف مكاسب محدودة في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى وضع استراتيجية لحماية أوكرانيا من تبعات الضربات الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية في الأشهر المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة.

وقالت: “أوكرانيا تحتاج إلى خطة حماية في الشتاء تشمل دفاعا جويا ومولدات وتعزيز إمدادات الطاقة”.

ولم يحضر وزراء خارجية المجر وبولندا ولاتفيا القمة، وفق ما أفاد مسؤول في الحكومة الأوكرانية لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه، موضحا أن ممثلي بولندا ولاتفيا تغيبا بسبب المرض.

موقف الكرملين

وأكد الكرملين، امس، أن “تعب الغرب من تقديم الدعم لأوكرانيا سيزداد في حين يسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى إثبات العكس من خلال اجتماعهم في كييف.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن “التعب من الدعم العبثي تماما لنظام كييف سيزداد في بلدان مختلفة، لا سيما في الولايات المتحدة”.

واكد أن “واشنطن ستواصل انخراطها في هذا النزاع بعد استبعاد المساعدات لكييف من الاتفاق حول الميزانية الفيدرالية الأميركية، على أن يشملها قانون منفصل”.

 ضحية الحسابات السياسية

وبعد أقل من أسبوع على زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجل مناشدتها تقديم المزيد من التمويل، ألغت تسوية تم التوصل إليها في الكونغرس في وقت متأخر، الأحد، أي تمويل جديد مخصص لأوكرانيا استجابة لمطالب جمهوريين متشددين.

ويؤكد بايدن وحزبه الديمقراطي، أن “الولايات المتحدة ملزمة مساعدة أوكرانيا على مواجهة الحرب الروسية، محذّرا من أن الإخفاق في ذلك يمكن أن يقوي شوكة زعماء استبداديين مثل الرئيس فلاديمير بوتين في المستقبل.

وحضّ بايدن رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي الأحد على “الكف عن المناورات وأكّد بأنه يتوقّع (منه) تماما بأن يضمن تمرير مشروع قانون منفصل قريبا بشأن تمويل أوكرانيا”.

وقال بايدن في خطاب من البيت الأبيض “أريد طمأنة حلفائنا والشعب الأميركي والشعب الأوكراني أنه بإمكانكم الاعتماد على دعمنا. لن نتخلى عنكم”.

بدورها، قللت أوكرانيا من أهمية الانتكاسة، قائلة الأحد إنها تعمل “بشكل نشط مع شركائنا الأميركيين” لضمان الحصول على مساعدات جديدة.

تدمير مستودعات الوقود

على الارض أفادت وزارة الدفاع الروسية، امس، بأن “الجيش الروسي دمر مستودعات الوقود وأسلحة الطيران التابعة للقوات الجوية الأوكرانية في مقاطعة دنيبروبتروفسك”.

وقالت الدفاع الروسية: “تم تدمير مستودعات الوقود والعتاد الجوي التابعة للقوات الجوية الأوكرانية في مطار دولغينتسيفو في مقاطعة دنيبروبتروفسك”.

وأضافت: “تم تدمير 45 طائرة دون طيار في مناطق عدة في جمهورية لوغانسك الشعبية، وجمهورية دونيتسك الشعبية، ومقاطعة زابوروجيه وخاركوف”.