اخر الاخبار

في مناسبة الذكرى الخمسين للانقلاب الذي نفذه الدكتاتوري أوغستو بينوشيه في تشيلي، نظمت نساء للأبد مرة أخرى مسيرة نسوية تخليداً لضحايا الدكتاتور. في الاثناء، رفعت وزارة الخارجية الأميركية السرية عن وثائق حول ذلك الانقلاب، فيما جرد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز الديكتاتور التشيلي بينوشيه من الأوسمة الحكومية، وفق مرسوم جمهوري.

مسيرة السواد

ونظمت 1500 سيدة تشيلية مسيرة حزينة، ليلة الاحد، ارتدين خلالها ملابس سوداء وحملن الشموع أمام القصر الرئاسي التشيلي، تضامناً مع ضحايا الدكتاتور أوغستو بينوشيه ولمناسبة الذكرى الخمسين للانقلاب.

وحملت النساء لافتات تقول (يجب ألا تهدد الديمقراطية مرة أخرى) وأخرى استفسرت عن مصير مئات المختفين قسرا في الفترة التي حكم فيها شيلي في عام 1973 و1990.

ونظمت المظاهرة جمعية (نساء للأبد مرة أخرى) تذكيرا للألم والخسارة التي تكبدتها المرأة التشيلية خلال فترة الديكتاتورية.

وشددت غابي ريبيرا، رئيسة الجمعية، على الدور الذي قامت به المرأة التشيلية والتي بحثت بلا كلل عن مصير أفراد عائلتها المفقودين.

وقالت إن “غالبية المختفين كانوا من الرجال، تاركين النساء لتحمل العبء الثقيل للبحث والخسارة”.

وتمكنت لجنة تحقيق تشيلية من إثبات 2095 حالة قتل، و1102 حالة اختفاء، ويذكر التقرير وقوع أكثر من ثمانية وعشرين ألف حالة تعذيب.

وثائق عن الانقلاب

وكشفت المزيد من الوثائق السرية التي رفعت وزارة الخارجية الأميركية السرية عنها بعد مرور 50 عاما عليها، أنه تم إطلاع الرئيس الامريكي حينها، ريتشارد نيكسون على خطة الاستيلاء العسكري الوشيك على الحكم في تشيلي آنذاك، الذي مهّد لديكتاتورية استمرت 17 عامًا.

وتنضم هذه الحزمة إلى آلاف الوثائق الأخرى التي رُفعت عنها السرّية في السنوات القليلة الماضية، ضمن عمل روتيني تفعله الجهات الحكومية الأميركية بصورة دورية.

هناك المزيد!

وفي حديث مع الإذاعة الوطنية الأميركية، قال السفير التشيلي خوان غابرييل فالديس، إنه قدم التماسا رسميا لرفع السرية عن المزيد من الوثائق. وقال: “ما زلنا لا نعرف ما رآه الرئيس نيكسون على مكتبه صباح يوم 11 أيلول 1973”.

ورفعت وزارة الخارجية السرية عن إحاطتين استخباراتيين مرتبطتين بانقلاب تشيلي، وصلتا إلى مكتب ريتشارد نيكسون يوم الانقلاب، وقبله بأيام، إلا أن السفير التشيلي لدى واشنطن لا يرى ذلك كافيا.

وأضاف السفير، أن “شعب تشيلي يريد المزيد من الشفافية والوثائق والتفاصيل عما جرى. (...) نعرف نص الحوار بين نيكسون وهنرى كيسنجر، مستشار الأمن القومي آنذاك، وكيف رأيا خطرا كبيرا في انتخاب رئيس اشتراكي في إحدى دول أميركا اللاتينية، من هنا يجب أن نطلع على ما عرضته وكالة المخابرات المركزية على الرئيس نيكسون بهذا الخصوص”.

وكشفت إحدى الوثائق التي أُفرج عنها أنه في صباح يوم الانقلاب العسكري المدعوم من الولايات المتحدة، أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية الرئيس نيكسون أن ضباط الجيش التشيلي “مصممون على استعادة النظام السياسي والاقتصادي”، لكنهم “ربما يفتقرون إلى خطة منسقة بشكل فعال من شأنها الاستفادة من المعارضة المدنية الواسعة النطاق”.

كما رفعت “سي آي إيه” السرية جزئيا عن الملخص الاستخباري ليوم 8 ايلول 1973، الذي أُبلغ الرئيس نيكسون فيه خطأً أنه “لا يوجد دليل على وجود خطة انقلاب منسقة بين أفرع الجيش” في تشيلي. وقال إنه “إذا تصرف المتهورون في سلاح البحرية معتقدين أنهم سيتلقون تلقائيًا الدعم من الأسلحة الأخرى، فقد يجدون أنفسهم معزولين”.

وتُعدّ الملخصات الاستخبارية اليومية التي تقدم للرئيس من بين أكثر السجلات المفقودة عن انقلاب تشيلي العسكري، لأنها احتوت على معلومات تؤكد أن تشجيع الرئيس نيكسون وكبير مستشاريه هنري كيسنجر لاستيلاء الجيش على السلطة في تشيلي، قد أتت ثماره.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صحفي، إن “الحكومة الأميركية أكملت مراجعة رفع السرية عن هذه الوثائق، استجابة لطلب من حكومة تشيلي، وللسماح بفهم أعمق لتاريخنا المشترك”، وأن رفع السرية جاء “متوافقًا مع التزامنا بزيادة الشفافية”.

وبالمقابل، طلبت الحكومة التشيلية من إدارة الرئيس جو بايدن الإفراج عن سجلات أميركية أخرى ذات قيمة تاريخية، لكنها لا تزال سرية بشأن تشيلي تتعلق بالانقلاب وتداعياته.

تجريد من الاوسمة

ووقع الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز مرسوما جرد فيه الدكتاتور التشيلي أوغوستو بينوشيه من الأوسمة الحكومية الأرجنتينية.

وقالت غابرييلا سيروتي، المتحدثة باسم الرئيس فرنانديز للصحفيين، الاربعاء الفائت، “يلغى حق بينوشيه وخلفه في استخدام شارتي التميز ووسام مايو ووسام المحرر سان مارتين”.

وأضافت، أن “بينوشيه لا يستحق امتنان الأمة الأرجنتينية لأنه يعتبر شخصا مارس سياسة جعلت حياة الإنسان أسوأ، ومثلت تصرفاته إهانة للقيم والمبادئ الأساسية لبلادنا”.