ارتفع عديد ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب، مساء الجمعة – السبت، إلى 1037 قتيلا و672 مصابا، منهم 205 في حالة خطيرة، حسب ما اعلنت وزارة الداخلية المغربية.

وتواصلت عمليات الانقاذ اذ يقول معنيون ان “أعداد الضحايا قابلة للزيادة، إذ ضرب الزلزال ثلث البلاد تقريبا، وتواجه فرق الإنقاذ صعوبة كبيرة في الوصول إلى القرى في جبال الأطلس التي تضررت كثيرا بالزلزال”.

وكان مركز الزلزال في جبال الأطلس الكبير، على بعد 71 كم جنوب غرب مراكش، وشعر به سكان الرباط والدار البيضاء وعدة مناطق جنوب مراكش ويعتقد أن العديد من الضحايا في سكان القرى النائية، خاصة في جبال الأطلس.

وناشدت السلطات السكان للتبرع بالدم، إذ تشهد المستشفيات تدفقا كبيرا للجرحى.

صعوبات تواجه المتطوعين

وكثفت السلطات المغربية من انتشارها في مناطق مركز الزلزال، وذكرت وكالة أنباء المغرب الاستعانة بالقوات البرية والجوية، إضافة إلى وحدات التدخل المتخصصة، وتتكون من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني.

وسيّرت الإمارات جسرا جويا لنقل مساعدات إغاثة عاجلة إلى المتضررين من الزلزال، وعرض رؤساء العالم المساعدة للمغرب، وقدم الكثير منهم التعازي في هذه الكارثة.

وذكر مدير الهلال الأحمر المغربي بمراكش لموقع الجزيرة نت، انه “لا نستطيع معرفة عدد العالقين تحت أنقاض الزلزال”، مبيناً ان “السكان المتضررين يحتاجون إلى الماء والغذاء والخيام”.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن “زلزال المغرب أدى إلى تضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش وضواحيها”.

الجيش يتدخل

وأعلن الجيش المغربي نشر وحدات للتدخل ومروحيات وطائرات مسيّرة ووسائل هندسية ومراكز لوجستية لدعم المناطق المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب عددًا من الأقاليم والمدن المغربية. وأشار الجيش إلى أنه نشر بشكل عاجل وسائل بشرية ولوجستية مهمة جوية وبرية في المناطق المتضررة. وقال عضو البرلمان المغربي فرفار العياشي، إن “السلطات المغربية الملكية، تدخلت برا وجوا لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي وقع في العديد من مناطق المملكة”. ولفت في تصريح لـ”سبوتنيك”، أن “مئات المنازل تضررت نتيجة الزلزال، خاصة المدن القديمة والمنازل التراثية، نظرا لهشاشتها”، مؤكدا أن الحصيلة المعلنة حتى الآن مرشحة للارتفاع، خاصة في ظل عدم الانتهاء من عملية انتشال الضحايا. وأشار إلى أن “المستشفيات العسكرية الميدانية تعمل في الوقت الراهن في المناطق المتضررة، بالإضافة للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة”.

الأعنف منذ قرون

من جهتها، قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن زلزال المغرب وقع على عمق 18.5 كم ومركزه جبال الأطلس، فيما قال المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب، إن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب مراكش هو الأعنف منذ قرن.

وحذر مركز رصد الزلازل الأورومتوسطي، السكان في المغرب من العودة إلى منازلهم في مناطق وقوع الزلزال المدمر، خوفا من الهزات الارتدادية.

وأعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم تأجيل مباراته مع ليبيريا، المقرّرة امس السبت، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا في كرة القدم إلى وقت لاحق.

وتضررت الكثير من الاماكن الاثرية المغربية إثر هذا الزلزال، واوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، لموقع “سكاي نيوز عربية” ما وراء التأثر السريع لهذه المواقع الأثرية بالزلزال، قائلا: ان المغرب ليس من الدول الواقعة على حزام الزلازل؛ وبالتالي المباني فيه ليست مصممة لمقاومة هذا النوع من الزلازل العنيفة.

وبين، ان “معظم الآثار في منطقة الزلزال تعود للعصر الإسلامي، وعمرها قرون”. وتابع، “توجد صعوبة في الوصول السريع لفرق الإنقاذ إلى هذه الآثار؛ لأنها تقع في حارات ضيقة، يوجد بها المهن التراثية، ومنها ما يوجد في أعالي الجبال، وبعض الطرق المؤدية إليها مدمرة نتيجة التشقق أو يوجد صخور وأشجار عليها”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، صورة مؤلمة لمرضى أحد المستشفيات في مدينة مراكش المغربية وهم بالعراء.

وافترش المرضى على أسرتهم الشوارع خوفا من تهدم المستشفيات من جراء الزلزال القوي الذي ضرب مدينة مراكش التاريخية.

من جانبها، دعت السلطات المغربية المواطنين للتبرع بالدم بشكل عاجل لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمر.