يقول مختصون إنّ “تنظيم داعش الإرهابي” ينشط خلال النصف الاول من 2023 أكثر من السنوات الماضية، بعد ان تم توجيه ضربات قوية له، خصوصاً بعد مقتل زعيمه، بداية العام الحالي.

وتشير تقارير إعلامية إلى وجود تحركات للتنظيم الإرهابي في دول إفريقية وآسيوية، وجرى لفت الانتباه إلى حركة العصيان في سجن غويران السوري، وكذلك مقتل الجنود الفرنسيين الذين شاركوا في العملية ضد التنظيم في العراق.

خطر عودته قائم

وذكر خبراء في الأمم المتحدة، ان تهديد تنظيم داعش الإرهابي ارتفع خلال النصف الأول من عام 2023 وانه لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق.

وقدمت لجنة الخبراء تقريرا الى مجلس الامن الدولي قالت فيه: ان “الوضع العام لا يزال نشطا، ورغم الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعة وتراجع نشاطها في سوريا والعراق، لا يزال خطر عودتها للظهور قائما”.

وأضافت، “كيّف داعش استراتيجية واندمج مع السكان المحليين، وانه يتوخى الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، أثناء إعادة مرحلة إعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة”.

وذكرت اللجنة، أن ما يقرب من 11 ألف مسلح يشتبه في أنهم من مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا محتجزون في منشآت تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

تهديده منخفض ولكن..

من جانبه، قال فلاديمير فرونكوف نائب الامين العام لمكتب الامم المتحدة لمكافحة الارهاب، ان “تنظيم داعش الارهابي لا يزال يشكل تهديداً كبيراً في المناطق التي تشهد نزاعات”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في جلسة مجلس الامن الدولي التي عقدت، اخيرا، بشأن التقرير الذي أعدته الامانة العامة للامم المتحدة بخصوص تنظيم داعش الارهابي، موضحاً أن “تهديد داعش منخفض في المناطق التي تشهد نزاعات، لكن لا يزال التنظيم الارهابي يشكل تهديداً كبيراً في مناطق النزاع”.

وأضاف فرونكوف، ان “التنظيم الإرهابي يسير على خطى تنظيم القاعدة حيث انتقل لبناء هياكل لا مركزية وأقل هرمية وأكثر شبكية بسبب جهود مكافحة الإرهاب”. وشدد على أن “التنظيم لا يزال يمثل تهديدا خطيرا في مناطق الصراع والدول المجاورة”.

وأشار الى أنه “على الرغم من عدم وجود أدلة تذكر على أن القيادة الأساسية في تنظيم داعش تمارس القيادة والسيطرة على الفروع الإقليمية، إلا أن روابط مالية ودعائية واتصالات أخرى لا تزال سارية”.

وأوضح إنه تم “إحراز تقدم في استهداف الموارد المالية لداعش وكوادره القيادية، بما في ذلك مقتل زعيم التنظيم في وقت سابق من هذا العام، مما كان له تأثير كبير على قدرة داعش على العمل في العراق وسوريا وأماكن أخرى”.

تحركات التنظيم

الى ذلك، تشير التقارير الى ان تنظيم داعش ضاعف الأراضي التي يسيطر عليها في مالي في أقل من عام، وان تعثر تنفيذ اتفاق السلام والهجمات المستمرة على المجتمعات، أتاح لتنظيم داعش والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة فرصة لإعادة سيناريو عام 2012.

في الاثناء، أعلن البيت الأبيض أن “مهربا له علاقات بجماعة أجنبية متطرفة ساعد مهاجرين أوزبكيين على دخول الولايات المتحدة من المكسيك، مما يثير تساؤلات بشأن تهديد أمني محتمل”.

وأفاد مسؤول أميركي حسب رويترز، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن “المهرب له صلات بتنظيم داعش ويعمل انطلاقا من تركيا، علما أن شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية سبق أن تحدثت عن الواقعة”.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إن “السلطات ليس لديها ما يشير إلى أن المهاجرين الذين ساعدتهم شبكة التهريب، كانوا مرتبطين بجماعات متطرفة أو يخططون لهجمات إرهابية”.

وأضافت، أن مكتب التحقيقات الاتحادي إف بي آي يحاول تحديد موقع نحو 15 من 120 مهاجرا أوزبكيا، دخلوا الولايات المتحدة من خلال المعابر الحدودية القانونية عن طريق الشبكة.

وتتحدث تقارير اعلامية عن وجود حالة من العصيان بمحيط سجن الصناعة “غويران” بمدينة الحسكة السورية، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي أغلقت المداخل المؤدية للسجن، وسط معلومات أولية وغير مؤكدة عن استعصاء وهروب سجناء من تنظيم داعش الإرهابي.

في الأثناء، أفاد بيان من مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً، أمس الثلاثاء، برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد خلاله مجدداً دعم فرنسا للمعركة ضد تنظيم “داعش”.

وتأتي محادثاتهما بعد مقتل ثلاثة جنود فرنسيين أخيراً خلال المشاركة في عمليات بالعراق.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الثلاثاء، مقتل جندي من القوات الخاصة وإصابة عدد آخر، في عملية لمكافحة الإرهاب بالعراق.

واكد مسؤول امني في صلاح الدين عن عملية ملاحقة وتعقب لعناصر داعش في جزيرة (العيث) الساخنة على خلفية عملية أمنية سقط خلالها 5 جنود بين قتيل وجريح بينهم جنود فرنسيين.