في وقتٍ يكتفي فيه مسؤولون عراقيون بالتأكيد على التزام الحياد في الحرب الروسية ـ الأوكرانية، يجري في المقابل تجاهل الأخبار المتداولة بشأن تجنيد شبّان عراقيين للقتال في هذه الحرب. فقد أكد السفير الروسي في بغداد، مقتل وإصابة مقاتلين عراقيين في الحرب الروسية ـ الأوكرانية، مشيرًا إلى أن موسكو منحت عوائل الضحايا العراقيين تأشيرات دخول لأسباب إنسانية.
وتشير معلومات أمنية إلى أن نحو 250 شابًا عراقيًا فُقدوا ولا يُعرف مصيرهم، إضافة إلى وجود مئات المقاتلين الذين يتلقون تدريبات خارج العراق قبل زجّهم في جبهات القتال. وفي هذا السياق، أكد مسؤول في وزارة الهجرة عدم وجود إحصائية دقيقة بعدد المقاتلين العراقيين، لافتًا إلى أن إدمان لعبة “بوبجي” يُعدّ أحد العوامل المشجعة للشباب على المشاركة في القتال.
لسنا هنا بصدد مناقشة مثل هذا الرأي السطحي، غير أن ثمة عوامل عديدة تسهم في دفع الشباب إلى الانخراط في مثل هذه الحروب، لعلّ أبرزها غياب احتكار الدولة للسلاح، ووجود قوى مسلحة لا تأتمر بأوامر المرجعيات العسكرية الرسمية، فضلًا عن الفقر والاستغلال والجهل وسواها من الأسباب.
غير أن السؤال الأهم يبقى: ماذا فعلت مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية إزاء هذه المعطيات؟ وما هي إجراءاتها حيال هذه المعلومات، أم أنها تتصرف، كما يُقال، مثل الأطرش بالزفّة؟