الفشل، صفة مخففة لصورة الحال الذي وصل اليه العراق، وهو يعبر عاما اخر من عمر عملية التغيير السياسي الذي راهن الشعب على تحقيقها بعد سقوط حكم الكتاتورية البغيض، فيما يتقاذف اركان بيت الحُكم مسؤولية الفشل، مرة فيما بينهم، ومرة اخرى، فيما بينهم وبين الفئات السياسية الاخرى، ومرة ثالثة يقذفون بها الى خارج الحدود، لكن التقاذف استقرّ في الاونة الاخيرة على مسؤولية آخر رئيس حكومة، وتبرئة الذمة عما حدث،على الرغم من انه اختير من ضرعهم، ووُضع تحت توجيههم، واحيط بوزرائهم، وبالغالبية الساحقة من كبار المسؤولين، المدنيين والعسكريين.
من زاوية مقربة، فان المسؤول المباشر، والجزئي، هو رئيس الحكومة (ومن سبَقَه) وذلك بتحيّزه، وتصرفه الكيفي بسلطة القرار، وإخضاعه المؤسسات العامة، المدنية والعسكرية الى مشيئة ولاء واحد، وقمع معارضي ومنتقدى نهج السلطة واحزابها، لكن، لا يُعتبر براءة اختراع القول بان المسؤول عن الفشل المتواصل في بناء الدولة وبسط الامن وحماية سيادة البلاد هو (في نهاية الامر) الطبقة السياسية النافذة والشريكة في الادارة، بزعاماتها وفئاتها ورؤساء حكوماتها، والقوى الخارجية التي تقف وراءها، وتغطي فشلها وفسادها.
*قالوا:
"رجال اطفاء الحرائق لايكافحون النار بالنار".
شكسبير