خيرٌ من ألا تأتي!
بالتنسيق مع الجهات القضائية المحلية والدولية، تمكّنت هيئة النزاهة من استرداد 17 مليون دولار التي سبق ونهبها الفاسدون، وذلك إضافةً إلى فتح نافذة آمنة على منصة (goAML) لمتابعة جرائم تمويل الإرهاب وغسل الأموال ومتابعة حركتها المشبوهة خارج البلاد. كما شرعت الهيئة وبالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني في فتح نافذة للاستعلام الفوري عن بيانات المطلوبين. ورغم تأخر الهيئة كثيراً في تطوير عملها، فقد أبدى الناس دعمهم لهذه الإجراءات، عسى أن تحد من الفساد الذي نهب ما بين 450 و1400 مليار دولار من الثروة الوطنية، ودفع بالعراق إلى مراتب مخجلة على مؤشرات الفساد العالمية.
الاعتراف سيد الأدلة
بعد أن تحولت مشاريع الجهد الخدمي المتلكئة في نينوى إلى عبء كبير على المواطنين، قرر مجلس المحافظة تشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على أسباب التلكؤ ومحاسبة الجهات المقصرة، معترفاً بأن الجهد الخدمي في المحافظة لم ينفذ أي مشاريع جديدة خلال الفترة الماضية ومبرراً ذلك بتدني قدراته التشغيلية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن صفقات الفساد المتحكمة بإحالة عقود العمل، تقف وراء قيام المقاولين والشركات المسؤولة بتنفيذ نسبة بسيطة من المشروع ثم اهمال الباقي، مستندين لحماية المتنفذين أو السلاح المنفلت، وغير عابئين بالمعاناة الكبيرة لسكان مناطق متعددة ليس في نينوى وحدها، بل في عموم البلاد.
لا تقول سمسم
أعلنت السلطات عن نيتها بناء 15 مدينة صناعية على طول طريق التنمية، متوقعة ضخ استثمارات كبيرة في تلك المدن نظرًا لمواقعها الاستراتيجية على طول الطريق، الذي سيشمل خط سكة حديد عالي السرعة لنقل حوالي 14 مليون مسافر سنوياً وثلاثة مطارات رئيسية. وفي الوقت الذي يعترض فيه الفساد والبيروقراطية والاعتماد على النفط بأسعاره المتذبذبة وهشاشة الاستقرار السياسي إنجاز هذا المشروع الكبير، لا يجد الناس لدى "أولي الأمر" استراتيجية واضحة للتنمية الصناعية، كتوفير مرافق خدمية ولوجستية (ماء وكهرباء وطرق ومواصلات وغيرها)، وسكنية متكاملة، وبيئة عمل تنافسية جاذبة للاستثمار الوطني والأجنبي، ورعاية مناسبة للشراكة بين القطاعين العام والخاص.
استحوا واسكتوا على الأقل
توفيت طالبة وأصيبت أربع أخريات بحالات اختناق بسبب تسرب غازات قاتلة في مبنى الأقسام الداخلية التابعة لجامعة الموصل، وتأخر وصول سيارات الإسعاف لأكثر من ساعتين. وقد رفض المعنيون تفسير الجامعة لما وقع باعتباره إهمالاً شخصياً، بسبب وجود شكاوى سابقة بشأن الصيانة، وضعف إجراءات السلامة، وقدَم منظومات التدفئة، ونقص معدات الطوارئ. هذا وتجدر الإشارة إلى وقوع حوادث مشابهة سابقاً، كوفاة 14 شخصاً وإصابة 18 آخرين في حريق جامعة سوران، وفاة طالبة في جامعة الأنبار، ووقوع حريق في سكن طالبات جامعة بغداد وسكن مماثل لجامعة أهلية في واسط، دون أن يتحرك "أولو الأمر" لمعالجة المشكلة.
كون تغركَون بالزبَل
كشفت دائرة الإحصاءات البيئية أن ثلث العراقيين لا يحصلون على خدمات التخلص من النفايات، فيما لا تتوفر في 95 في المائة من مواقع التجميع المؤقت الاشتراطات البيئية اللازمة. ويبدو أن تقصير الحكومة في تقديم هذه الخدمة "طبيعي" في سياق غياب الخدمات الأساسية الأخرى أو تدني مستوى المتوفر منها، حيث يعاني 40 في المائة من المواطنين من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، و37 في المائة منهم من غياب الصرف الصحي، وغالبيتهم من عدم التجهيز الكافي بالكهرباء. كما يعيش حوالي 7 ملايين شخص في العشوائيات، ويقاسي 30 في المائة منهم من الفقر الشديد.