يتطور الإبداع الرياضي باستمرار، ويحقق النجاحات والإنجازات في عالم الرياضة، ويقفز إلى مستويات أعلى بفضل مساهمة الإعلام الرياضي الواعي، الحريص على سمعة وطنه ورياضته. فوجود مخلصين ومختصين في الإعلام الرياضي يُعد عاملًا أساسيًا في رفع مستوى الأداء الإعلامي والرياضي معًا.
نحن اليوم نمر بظروف استثنائية في المشهد الإعلامي، حيث تتداخل التوجهات المتنوعة، ويختلط فيها الغث بالسمين. لذلك، أؤكد على أهمية أن يحرص المسؤولون عن القطاع الرياضي والاختصاصيون على دعم الإعلاميين الرياضيين القادرين على العمل بكفاءة واحترافية. فنحن نعيش مرحلة انتقالية من نظام شمولي كان يقيد حرية التعبير إلى نظام ديمقراطي يسمح للأفراد بالتفكير والتعبير بحرية، ولضمان استقرار العمل الإعلامي الرياضي ونضجه، يجب أن يكون الالتزام بالروح الرياضية والأخلاق والقيم أساس عملنا.
وهنا أوجه رسالة لنجوم الرياضة، مفادها أن شرف المنافسة وجوهرها يقومان على المبادئ الأخلاقية والرياضية الشريفة، بعيدًا عن التعصب والانحياز الأعمى. كما يجب على الجمهور الرياضي احترام قواعد المشاهدة، والمشاركة كشريك حقيقي في هذه المنافسات، أو على الأقل المساهمة فيها بروح إيجابية وبنّاءة.
إن تحقيق الإنجازات الرياضية وصناعة الأبطال يعتمد بشكل مباشر على دور الإعلام الرياضي في الدعم النفسي والمعنوي لهؤلاء الرياضيين. ومن واجب الإعلام الرياضي أن يشد من أزر أبطالنا في جميع الفعاليات والبطولات، فالدعم لا يقتصر على اللاعبين والمدربين فحسب، بل هو مسؤولية مشتركة لكل من يساهم في المشهد الرياضي، ولو بكلمة صادقة أو إشادة صادقة.
وفي ظل أجواء بطولة كأس العرب الحالية، أوجه دعوة صادقة لكل مقدمي البرامج الرياضية وضيوفهم للوقوف مع المنتخب الوطني حتى آخر لحظة، والابتعاد عن المناكفات والمشاجرات التي لا تفيد سوى التأثير السلبي على اللاعبين والكادر التدريبي. فالإعلام الرياضي الملتزم هو ركيزة رئيسية لتحقيق الإنجازات وصناعة أبطال قادرين على رفع اسم الوطن عاليًا.