في السياسة، تظهر الغطرسة على شكل سلوك طاووسي. الخيلاء الفارغة. الزهو بالمظهر. الاستعراضية. الانفة. تصغير الاخرين، وإذا ما أمكن قهرهم، وتبرز، على نحو كوميدي، عندما يتحدث السياسي عن نفسه بانه قوة لا تقهر، وفي التأويل السايكولوجي لمثل هذه الحال، ليس غير الجبان من يحتاج الى الزعم بانه قوة لاتقهر، ولاتُكسر، ولاتبارى. الفارس يتحدث الاخرون والتاريخ عن مآثره وشجاعته وانتصاراته.
خارج السياسة تترك الطاووسية اثارا مؤذية محدودة قد تقتصر على صاحبها، او على دائرة من المضلَلين والاتباع، لكنها في السياسة قد تلحق الاذى بدائرة اوسع. اوطان كثيرة وامم دفعت ثمن عارض طاووسي ضرب قادتها، فالطاووسي هنا عدو للحسابات الواقعية. عدو للنصيحة والتبصير والاستشارة. عدو للحكمة ودروس الاخرين وخبرتهم.
السياسي الطاووسي مولع بالخطابات والتصريحات. انها توحي له بالقوة المشكوك فيها، فيما هو يضيق بحكم التغيرات وتقلبات الاقدار واتجاهات الرياح، فينزل منزلة دون كيشوت في مقارعة الانواء بسيف من خشب، ويخوض معاركه حتى نهايتها على الرغم من انها خاسرة.
*قالوا:
"تأبَى صروفُ الليالي أن تُديمَ لنا/ حالا، فصبراً إِذا جاءتْك بالعَجَبِ".
الطغرائي