لدينا أزمة مسؤولية تضرب الاشخاص الموكلة لهم مهام ادارة السياسة وتأمين الخدمة على حد سواء، وتظهر في احوال ومواقف لا حصر لها على مدار الساعة، وتثير تعليقات واحتجاجات، وبخاصة ما يتعلق بالانتخابات، اذ تُمرغ بالوحل المدونات التي تعرّف المسؤولية كالتزام بموصوف شرف الانسان.
المسؤولية علم. من مسؤولية ادارة فندق الى مسؤولية ادارة حكومة. ومنذ اكثر من مائة عام بدأ علم الادارة والمسؤولية يغزو المعاهد والاكاديميات ورفوف الكتب، حتى ان العالم الفرنسي "سان سيمون" فضّل ان يشحذ شعوره بالمسؤولية دائما، حيث املى على حارسه ان يوقظه، كل صباح، بعبارة "إنهض سيدي الكونت.. فان امامك مهام عظيمة لتؤديها الى البشرية" فيستيقظ بهمة، ممتلئا بشعور الغيرة على شعبه ومسؤوليته الادبية التي لم تكن سوى القراءة والتاليف والتبشير بفكرة السلام الاهلي، وفي برنامج تلفزيوني امريكي عنوانه "علّمي طفلك المسؤولية" يحرص مقدّم البرنامج ان يقدم نماذج من مسؤولي الدولة الذين فشلوا في مهمتهم، وذلك لانهم لم يوفروا الثقة باعمالهم بين المحيطين بهم، وفي حوار ذي مغزى مع طفل (لم يكن ذكيا بالضرورة) عن رأيه في رئيس حكومة ولايته، يقول: لا احبه. انه يتكلم كثيرا. ويَعِد كثيرا. انه يفزعني حين يطوّح بيديه كثيرا وهو يخطب".
*قالوا:
"اذا شعرت انك قليل الادب فانت مؤدب، لأن قليلي الادب لا يشعرون".
مارك توين