اخر الاخبار

صناديق اسرار واموال لا يسمح بالوصول اليها.. هكذا  يسمّون الهيئات المستقلة، الواحد والعشرين، في اشارة الى الصلاحيات الاسطورية التي تتمتع بها، والموازنات المالية المليارية التي تديرها، والسطوات القضائية والامنية والمليشياوية التي تلوّح لها. اما الاستقلال، فهي نفسها لا تتشرف كثيرا بهذه الصفة بعد ان توزعت منذ ما بعد انتخابات العام 2005 على اسياد مجلس الفساد والمحاصصة، وفق اعتبارات اثنية وطائفية، فيما حدثت محاولة فقيرة واحدة مسجلة باسم رئيس حكومة العام 2015 حيدر العبادي الذي فاجأ الجميع بالقول: "ان الهيئات المستقلة يجب ان تخرج من المحاصصة وان تكون مستقلة فعلا" ولم يكتف بذلك بل اعلن في 16 آب من ذلك العام عن فتح باب الترشيح لرئاسة هذه الهيئات من اصحاب الكفاءة والخبرة بعيدا عن تدخل الاحزاب السياسية، وذلك قبل ان تنكفئ المحاولة، وتدور الدوائر، ليجري تكريس محاصصة اكثر بُغضا، ليس فقط في توزيع المناصب الرئيسية والقيادية بل وفي سياقات تعيين الموظفين وحتى الشغيلة، والاخطر، في عسكرة الاجراءات والتعبئة والعقوبات، ومن ثم لم تنفع جميع المحاولات التي اتجهت الى تلطيف سمعة وهيكلية وخطيئة إبنة برايمر المدللة كما وصفت آنذاك.. والصفة تتبع الموصوف دائما.

*قالوا:

"لقي المنصور فقيها في الطواف، والفقيه لا يعرفه، فأمسكه من يديه، وقال: أتعرفني؟

 قال: لا أعرفك..ولكن قبضتك قبضة جبار".

 

من كتاب "الامامة والسياسة"