اخر الاخبار

باستثناء الحروب التي تسفر عن هزيمة طرف من اطرافها، ويملي المنتصرون شروطهم (هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية، مثلا) فان جميع الحروب التي تدور في توصيف لا غالب ولا مغلوب، ولا أمل لنهايتها، وتنذر بالتوسع والاهوال وتغيير الخرائط، تتوقف (في الكثير من الاحوال) بموجب مفاوضات، فصفقة، قد تحقق سلاما راسخا، او سلاما هشّا، بحسب توازن القوى ما بعد ايقاف الحرب، او تبعاً للرغبة الحقيقية باستتباب السلام لدى المتحاربين، والنأي عن نزعة ليّ الذراع، طالما ان الهدنة، ومن ثم السلام، يوفران بشراً آمنين، كانوا سيدفنون تحت الانقاض، والامر في تضاعيفه يشغِل ويدخل، بالمقام الاول، في مسؤولية انصار السلام الذين عليهم ان لا يتركوا ملعب المفاوضات لخصومهم، المتمرسين في دس الالغام طي النصوص، او كما لخّص مارن لوثر كنغ، داعية السلام والحقوق المدنية، هذه المسؤولية، بالقول "على الذين يحبون السلام أن يتعلموا التنظيم بكفاءة وفعالية مثل أولئك الذين يحبون الحروب".

حرب غزة، بكل جولاتها، ونتائجها، خرجت عن المصطلحات المدرسية للحرب، حين اضطرت القوة العدوانية الغاشمة، المدعومة باحدث الاساطيل ومنظومات الحرب الالكترونية، القبول بالهدنة والسلام، الامر الذي يستجيب لمصالح الفلسطينيين، فيما يبدو (من زاوية معينة) انه لا الحرب كانت حربا، مثل سائر الحروب، ولا السلام يعني سلاما يشبه ما نعرفه عن سلام الشجعان.. ولا تصدقوا ما يقال في الاحتفالات.

*قالوا:

"لا تكتفى الحروب بالكشف عن أسوأ غرائزنا ،بل تصنعها".

امين معلوف