اخر الاخبار

في الوقت الذي يستعد فيه منتخبنا الوطني لخوض غمار الملحق الآسيوي الحاسم، تزداد أهمية الإعلام الرياضي ودوره المؤثر في دعم رحلة المنتخب نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

فالمواجهة المرتقبة أمام منتخبي إندونيسيا والسعودية بعد أيام قليلة، تمثل لحظة مفصلية في تاريخ الكرة العراقية، حيث إن مباريات الملحق تُعدّ الأصعب والأكثر حساسية مقارنة بمواجهات التصفيات السابقة، الأمر الذي يتطلب تضافر جميع الجهود من لاعبين، واتحاد، وجماهير، وإعلام، من أجل هدف واحد هو رفع اسم العراق عالياً في المحفل العالمي.

اللاعبون اليوم أمام فرصة أخيرة لإثبات الذات، وتأكيد أن الكرة العراقية ما زالت قادرة على المنافسة والتألق. عليهم أن يبذلوا أقصى ما لديهم من جهد وتركيز في هذه المرحلة المصيرية، فيما يُنتظر من الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، ويتجاوز الخلافات والمشاحنات والحساسيات من أجل رفعة الكرة العراقية، إدراكاً لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه.

أما جماهيرنا الوفية، فهي السند الحقيقي والداعم الأول، وعليها أن تواصل مؤازرتها لمنتخبنا الوطني بكل طاقتها، وأن تبتعد عن كل ما يثير الخلاف أو يشوّش على أجواء المنافسة، فدور الجماهير المعنوي لا يقل أهمية عن أداء اللاعبين في الميدان.

ويبقى الدور الحاسم الآخر على عاتق الإعلام الرياضي، الذي نطالبه بأن يكون إيجابياً وموضوعياً في هذه المرحلة الدقيقة، بعيداً عن كشف الأخطاء أو تضخيمها أمام الخصوم، لأن الهدف الأساس هو مساندة المنتخب لا النيل منه. على الإعلام أن يرفع من معنويات اللاعبين، ويشدّ أزرهم بالكلمة الصادقة والتحليل البنّاء، وأن يكون مقدّمو البرامج الرياضية على مستوى الحدث، بالابتعاد عن المواقف الشخصية والحساسيات التي لا تخدم المصلحة العامة.

إن رفع شعار المحبة والتعاون والتكاتف من أجل الوطن هو الطريق الأمثل لتحقيق النجاح. فالرياضة كانت وستبقى عاملاً للوحدة والفرح، ومن واجب الجميع أن يجعل منها رسالة وطنية راقية تُسهم في تعزيز صورة العراق في المحافل الدولية.

وفي هذه الأيام المفصلية، أدعو زملائي الإعلاميين ومقدّمي البرامج الرياضية إلى الارتقاء بمستوى الخطاب الرياضي، وأن يجعلوا من منابرهم مساحة للدعم والتحفيز، لا لتصفية الحسابات أو تبادل الاتهامات. وليكن شعارنا جميعاً: مع المنتخب.. من أجل التأهل إلى المونديال.