فرانس24/ أ ف ب
اعترف القادة المجتمعون في مدينة بيليم البرازيلية الخميس، قبيل انعقاد المؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب30)، بأن العالم فشل في الحد من ظاهرة احترار المناخ بما يتوافق مع اتفاق باريس الذي أبرم قبل عشر سنوات.
رغم ذلك، سعى الزعماء إلى إعطاء دفع جديد في مواجهة تراجع العديد من البلدان على هذا الصعيد.
العالم فشل في الوفاء بالتزاماته للحد من ارتفاع الحرارة
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن العالم فشل في الوفاء بالتزاماته للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى 1,5 درجة. وقال أمام قادة الدول إن عقودا من المماطلة والتجاهل أدت إلى "فشل في البقاء تحت مستوى 1,5 درجة" من ارتفاع حرارة الأرض مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية منتصف القرن التاسع عشر. وأضاف "هذا فشل أخلاقي وإهمال قاتل".
من جانبه، حذّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من أن "النافذة المتاحة" للتحرك بشأن المناخ "تُغلق سريعا"، وانتقد "القوى المتطرّفة التي تروّج لأخبار مضللة لأهداف انتخابية" وتساهم في تدهور البيئة.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فدعا إلى اختيار "التعددية بدلا من الانعزالية" و"العلم بدلا من الأيديولوجية".
من جهته، أعرب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي عن أسفه لأن التمويل الدولي للمناخ "غير كاف وغالبا ما يكون غير مستهدف بشكل جيد".
وأقرّ الرئيس الإيرلندي مايكل مارتن قائلا: "أصبح عددنا هنا في بيليم أقل، وقادة أقل مستعدون للتحدث بصراحة"، مضيفا: "لقد تحول انتباهنا إلى تهديدات وأزمات أخرى قد تبدو أقل إلحاحا"، في إشارة إلى التوترات الجيوسياسية والتجارية.
الصين تطالب برفع الحواجز التجارية أمام "المنتجات الخضراء"
من جهتها، اغتنمت الصين الفرصة للمطالبة برفع "الحواجز" التجارية أمام "المنتجات الخضراء"، في تذكير بالتوترات الجمركية الحالية.
في السياق، رجّحت الأمم المتحدة الخميس أن تكون 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرّا على الإطلاق، مختتمة أكثر من عقد من الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وشددت في الوقت نفسه على أنه لا يزال من الممكن عكس هذا الاتجاه.
ولبى حوالي 50 رئيس دولة وحكومة دعوة الرئيس البرازيلي لزيارة هذه المدينة الواقعة في منطقة الأمازون تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ (كوب30) الذي سيعقد بين 10 و21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وشاركت وفود من كل الدول تقريبا في المؤتمر، لكن واشنطن لم ترسل وفدا فيما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علم المناخ بأنه "خدعة".
وكان اختيار مدينة بيليم التي يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة نصفهم يعيشون في أحياء فقيرة وعشوائية، مثيرًا للجدل بسبب بنيتها التحتية المحدودة، وبالتالي تعقّد الأسعار المرتفعة لحجوز الفنادق مشاركة الوفود الصغيرة والمنظمات غير الحكومية.
وفي هذه المناسبة، نُشر حوالي 10 آلاف عنصر من القوات الأمنية، بالإضافة إلى 7500 من العسكريين.
صندوق استثماري لحماية الغابات
ولا تسعى البرازيل إلى اتخاذ قرارات رمزية جديدة في بيليم، لكنها تريد أن يكرس المؤتمر التزامات ملموسة وينظم متابعة للوعود السابقة، على سبيل المثال في ما يتعلق بتطوير مصادر الطاقة المتجددة.
وأطلقت برازيليا الخميس صندوقا استثماريا لحماية الغابات متعهدة تخصيص مليار دولار له. وعرضت النرويج تخصيص ثلاثة أضعاف هذا المبلغ وأكّدت في بيان أن إندونيسيا ستساهم بمبلغ مليار دولار.
وتعتزم برلين أيضا المساهمة في هذا الصندوق لكنها لم تقرر بعد حجم مساهمتها، فيما أعلن ماكرون أن فرنسا ستقدم "بحلول العام 2030 دعمًا إضافيا بقيمة 500 مليون يورو يمكن المساهمة بها للصندوق".
كذلك، ستساهم البرتغال بمبلغ رمزي مقداره مليون يورو.
وتشارك 170 دولة في مؤتمر المناخ، لكن الولايات المتحدة، ثاني أكبر ملوث في العالم، لن ترسل وفدا يمثلها، وهو أمر يريح أولئك الذين يخشون أن تضع إدارة ترامب عراقيل، كما فعلت أخيرا لإفشال خطة عالمية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة من النقل البحري.