لِماذا لا تكونُ هناكَ
حفلاتٌ في حياتِنا
نحنُ جيلَ الحربِ
مثلًا
نقرأُ إعلانًا عن حفلةٍ
في المسرحِ الوطنيِّ
لمُطربةٍ
تُشبهُ أُمَّ كَلثومَ
نرتدي أجمَلَ بَدَلاتِنا
نتعطَّرُ
نحجِزُ
في الصُّفوفِ الأُولى
ونذهبُ لكي نُصفِّقَ
نُصفِّقَ للفَرحِ داخلَ أرواحِنا
مَن كتبَ هؤلاءِ علينا
مَن أمكَنَهم من حياتِنا
مَن قالَ لهم كونوا
وكُنَّا
نحنُ نتيجةُ
تفاهاتِهم
المسرحُ مُظلِمٌ
ونحنُ نبكي
على خشبتِه
دَمٌ
دَمٌ
دَمٌ
ظلامٌ فقط
غادَرَ المُطربونَ
ماتتِ المُطربةُ
والأغاني
نسمعُها
في بيوتِنا
مثلَ نُواحٍ
هل تغافَلنا عنكم
كيفَ ورِثتُم البلادَ غَفلةً
كيفَ سمحتُم لظلِّ أقدامِكم
أن يمرَّ أمامَ
نخلٍ مُحترقٍ
في الطريقِ إلى بغدادَ
بغدادُ بلادُنا التي حمَلتُم رأسَها
على رُمحِ التمادي
وتركتُم ثوبَها في الطريقِ
لا يُشيرُ
عُيونُنا ألوانُها طبيعيةٌ جدًّا
نحنُ مواسِمُ النَّدَمِ
جلدنا أرواحَنا بالمسيرِ إلى أنهارِنا
نبحثُ عن الحنينِ للمُخلِّصِ
تأتينا أوقاتٌ نَشعُرُ فيها بالهَمِّ
الهَمُّ موجٌ فوقَ أرواحِنا
تأتينا أوقاتٌ نَدَّعي أنَّنا لا نَرى
ونسيرُ بلا اتِّجاهٍ
كيفَ سمحنا لأنفُسِنا أن نتنفَّسَكُم
كيفَ رأينا الحرائقَ وشممنا دُخانَها ومضَينا
وكأنَّ الأمرَ لا يعنينا
وجلسنا نَبكي ما تبقَّى
نَنظُرُ ونَسرِقُ الأُمنياتِ من فَمِ الوقتِ
هناكَ في أقصانا نُرتِّبُ الصَّبرَ
لن نَحكي
لن نَقول
لكنَّنا نَسألُ عن البيوتِ وسقوفِها
دموعِها وهي تتدفَّقُ أولادًا إلى الحروبِ
تدرَّعنا بالصَّبرِ
وكانَ الصَّدى
كيفَ ورِثتُم البلادَ غَفلةً
هل تغافَلنا
عنكم
وقُلنا سنواتٌ وتَمُرُّ
هل ذهبنا مع الرَّغباتِ
التي تُرينا كَهفَ البلادِ
نَنامُ
نَنامُ
نَنامُ
لِنَصحوَ على فِطرتِنا
والمُتاحِ من الحياةِ
المسالكُ كلُّها لا تَصِلُ
هل تغافَلنا