في مناسبة اليوم العالمي للفلسفة 20 تشرين الثاني، احتضنت قاعة "غاليري مجيد" في بغداد، الجمعة الماضية، محاضرة عنوانها "لماذا الفلسفة، وما جدواها اليوم؟"، ألقاها د. فوزي حامد الهيتي، التدريسي في قسم الفلسفة بكلية الآداب في الجامعة المستنصرية.
المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في القضايا الفكرية، استهلت بالحديث عما دعا اليونسكو إلى تخصيص يوم عالمي للفلسفة، لا سيما بعد أن لاحظت ان الصراعات ترتفع في الأماكن التي يغيب عنها التفكير الحر.
وفي محاضرته، تحدث د. الهيتي عن الفائدة من الفلسفة عبر محاور عدة، مشيرا إلى أن الفلسفة تمنح الفرد القدرة على تحليل الأفكار بدلا من التقليد والاتباع الأعمى، وانها تساعده على تعرية العلم الزائف، ويمكن أن تجعل الحياة أفضل، متسمة بالفضيلة.
فيما ألقى الضوء على "مأساة الفلسفة"، من حيث ضعف حضورها رغم أهميتها الكبيرة في مواجهة المشكلات اليومية.
ثم تحدث عن حضور الفلسفة الأساسي في مجال العلم، والذي رآه يكمن بالدرجة الأولى في بناء البراديمات الكبرى (النماذج الفكرية أو نظم التفكير المعنية برؤية العالم وفهمه).
وأضاف قوله أن الفلسفة تكشف التحيّز المعرفي المُنغلق، وتهتم بإعادة صياغة الأخلاق بالشكل الأمثل، لافتا إلى أن "الفلسفة هي الوحيدة اليوم قادرة على تحدي الذكاء الاصطناعي، بدعوتها إلى تشريع أخلاقيات ضابطة للتكنولوجيا والبيئة".
وخلص المحاضر إلى ان الفلسفة يجب أن تكون دائما في خدمة الإنسان، وانها تعمل على ترقية الوعي الإنساني، وتحث البشر على التواضع وتقبّل الاختلاف في الرأي "فالفلسفة وجدت كي تقول لنا: لا حقيقة مطلقة أيها الإنسان.. تواضع، طريقك طويل نحو الإنسانية الأكثر نضجا".
وأثارت المحاضرة أسئلة ومداخلات طرحها العديد من الحاضرين، وعقّب عليها د. فوزي الهيتي بصورة ضافية.