احتفى منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد صباح السبت الماضي، بالناقد والقاص جاسم عاصي، بمناسبة بلوغ الثمانين وتقديرا لمسيرته الإبداعية الطويلة ومساهماته المؤثرة في المشهد الثقافي العراقي،
جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الثقافي. فيما أدارها الناقد حسب الله يحيى، واستهلها بإلقاء الضوء على مسيرة المحتفى به، وبالإشارة إلى أهمية الاحتفاء بالقامات الثقافية التي كان لها حضور فاعل في الفضاء الأدبي العراقي.
أول المتحدثين في الجلسة، كان الروائي حنون مجيد، الذي قدم قراءة نقدية حول أسلوبية كتابات المحتفى به، متناولا أبرز السمات الفنية والفكرية في تجربته السردية، وما تميّزت به من اقتراب عميق من الواقع الاجتماعي العراقي. أعقبه الناقد علوان سلمان الذي قدّم بحثًا تناول فيه عددا من مجموعات جاسم عاصي القصصية، مسلّطًا الضوء على التحولات الأسلوبية في نصوصه وثراء الجانب الإنساني في منجزه الأدبي بعامة.
وكانت للقاص سلام القريني مداخلة أشاد فيها بدور جاسم عاصي في الحياة الثقافية العراقية، مستعيدا أولى محطات تعرّفه به وتواصلهما الثقافي معا في كربلاء، ودور عاصي البارز في نشاطات اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.
كما ذكّر القريني بالاحتفاء الذي سبق ان أقيم لجاسم عاصي في كربلاء، مبرزا جهوده في جمع المثقفين ورعاية النشاط الثقافي وإحياء المشهد الإبداعي في المحافظة.
بعد ذلك، اعتلى المحتفى به المنصة. واستعاد في حديثه أهم المحطات التي أثّرت في تكوينه الفكري ومسيرته الإبداعية. فيما تطرق إلى فترة اعتقاله مطلع الستينيات في البصرة بسبب انتمائه للحزب الشيوعي. ثم عرّج على تجربته كمعلم في الصحراء، والتي شكّلت لديه وعيا إنسانيا واجتماعيا عميقا.
وتوقف عاصي أيضا عند سنوات انغماسه في أهوار الناصرية وتعرّفه على حياة الفلاحين، قبل انتقاله لاحقًا إلى مدينة كربلاء. وهي محطات وصفها بأنها كانت "المعمل الحقيقي لتكوّن رؤيته الأدبية".
وفي ختام الجلسة، قدّم الرفيق مفيد الجزائري شهادة تقدير باسم المنتدى إلى المحتفى به، مع باقة ورد وكلمات مؤثرة عبّر فيها عن الامتنان لمسيرته الإبداعية الغنية ودوره المتميز في الثقافة العراقية.