سياسات الحزب الشيوعي العراقي
اعتمد الحزب في رسم سياسته على الاسس والمبادئ التي وضعها الرفيق فهد والتي استقاها من ماركس وإنجلز وتجربة الحركة الشيوعية، وحددها بثلاثة أركان (1- بناء الحزب على الاسس اللينيني. 2- رسم سياسة الحزب من خلال برنامج الحزب الذي يعتمد تحديد طبيعة المرحلة" مرحلة تحرر وطني" ومهماتها الاساسية؛ مهمات وطنية اي استقلال حقيقي للعراق، ومهمات اقتصادية تحرير العراق من التخلف والتبعية، ومهمات سياسية بناء حكومة ديمقراطية حقيقية، تحديد الصراع التناحري الرئيسي بين غالبية ابناء الشعب وبين الاحتلال والاقطاع والكومبرادور وكبار البيروقراطيين من العسكريين والمدنيين. 3- وضع النظرية السياسية للحزب اي وضع الأساليب والوسائل لتحويل البرامج إلى ممارسة اي تحويل البرنامج إلى قوة تبناه الجماهير لتحويله إلى ممارسة يومية وهذا ما ادى إلى انبثاق 14 تموز).
لو انتقلنا من العرض العام إلى ما هو ملموس لوجدنا هذه الأركان الثلاثة جميعها في وثائق الكونفرنس الاول عام 1944 ووثائق المؤتمر الاول عام 1945. شعار المؤتمر" قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية”، الوثائق؛ النظام الداخلي، الميثاق الوطني اي منهاجنا اي التحليل النظري في مرحلتنا الراهنة، تقرير الرفيق فهد حول الوضع العالمي والداخلي، كيف نحقق ميثاقنا الوطني وتقوية التنظيم الحزبي اي النظرية السياسية او الممارسة، تقرير العمل بين الشباب للرفيق حازم، واجب الحزب التثقيفي تقرير الرفيق صارم، تقرير عن حل الأممية الشيوعية للرفيق فهد، تصديق ردود الرفاق الحزبيين حول استفتاء الوحدة" إعادة بعض المنشقين عن الحزب”.
أهمية تقييم الحزب الدورية لسياسته
إحدى مآثر الحزب الشيوعي العراقي وسر بقائه بالرغم من حملات القمع التي نادرا ما عانتها حركة سياسية اخرى هي:
1- تقويمه الدائم لنشاطه.
2- مكاشفة أعضائه وعموم الشعب بأخطائه" ساعدته على تجنب الاخطاء اللاحقة، واغنت قدرته القيادية وعززت مواقفه الطبقية المستقلة، وصانت وحدته الفكرية والتنظيمية والسياسية، وطورت اشكال واساليب نضاله، وساعدت على إعادة تربية كوادره واعضائه وجماهيره").
لذلك استغرب من تطير بعض الرفاق والاصدقاء من تناول فكرة مراجعة سياسة الحزب، ويمكن ايجاز تاريخ الحزب بانه تاريخ تدقيق ومراجعة سياساته وتطورها من مرحلة إلى اخرى.
وثائق الحزب التقييمية أصدر الحزب الشيوعي العراقي أربع وثائق هي:
1- وثيقة" تقييم سياسة حزبنا وخطه العام بين المجلس الحزبي الثاني عام 1956والمجلس الحزبي الثالث عام 1967" صادق عليها المجلس الحزبي الثالث.
2- وثيقة" تقييم تجربة حزبنا النضالية للسنوات 1868- 1979" اقرها المؤتمر الرابع عام 1985.
3- وثيقة" تقييم حركة الانصار التابعة إلى الحزب الشيوعي العراقي في الفترة ما بين 1979/1988" اقرها المؤتمر السادس عام 1997.
4- وثيقة" خيارنا الاشتراكي، دروس من بعض التجارب الاشتراكية" اقرها المؤتمر الثامن عام 2008.
5- ملاحظة: أصدر المجلس الحزبي السابع في 24/2/ 2023 قرارا نصه (تكلف اللجنة المركزية بتشكيل لجنة تقوم بإعداد دراسة تقييمية لسياسة الحزب منذ 2003 حتى الآن) ولم يصدر عن الحزب اي شيء علنا عن تشكيل اللجنة او الوثيقة التقييمية لحد الان.
6- من خلال استقرائي لتاريخ الحزب، ظهر لي ان الحزب يراجع ويقيم سياسته كل عشر سنوات تزيد او تنقص قليلا، اذ اعتبر عزيز سباهي ما فعله فهد بعد عودته من الدراسة في الاتحاد السوفييتي إعادة لتاسيس الحزب تجسد في انعقاد الكونفرنس والمؤتمر الاول ثم تم تطوير سياسة الحزب في اجتماع اللجنة المركزية عام 1955 الذي انتخب فيه سلام عادل سكرتيرا للجنة المركزية، وفي عام 1967 تم عقد الكونفرنس الثالث الذي صادق على الوثيقة التقييمية 1956إلى 1957، ثم وثيقة تقييم تجربة 1968 إلى 1978 التي صادق عليها المؤتمر الرابع.
الوثيقة الاولى: تقييم سياسة الحزب من عام 1956 إلى 1967
اقرها الكونفرنس الثالث عام 1967 ونشرت في" مناضل الحزب" العدد 100 في 1968. وتناولت عرضا لبدايات الحزب منذ تأسيسه، وكيف تصدر الحزب حركة العمال الاضرابية والنقابية، وكفاحه ضد الميول الانتهازية والكتل الانقسامية، ثم تناولت انعقاد المجلس الحزبي الاول عام 1944(الذي صاغ وثيقة"الميثاق الوطني") وأعقبه المؤتمر الوطني الأول عام 1945 (الذي أقر أول وثيقة رسمية للنظام الداخلي). كما اقر عددا من التقارير الاخرى. ويتطرق التمهيد إلى التعثر والاضطراب في عمل الحزب بعد إعدام قادة الحزب عام 1949.
كما جاء في التمهيد،"إن اجتماع ل. م في أيلول 1955وضع بداية جديدة للنهوض بعمله ونشاطه السياسي والتنظيمي". (1- اذ انتخب سلام عادل سكرتيرا للجنة المركزية. 2- نجح الحزب في تعزيز وحدته وتصفية الانقسامات في صفوف الشيوعيين 3- اتبع سياسة رصينة عززت مواقع الحزب في الحركة الوطنية).
عقد المجلس الحزبي الثاني في ايلول 1956 على أساس وثيقة برنامجية بعنوان (في سبيل تحررنا الوطني والقومي)، تضمنت (1- خطوطا عامة لوحدة القوى الوطنية في الظروف الجديدة 2- وحدد الكونفرنس مهمة الساعة وهي اقامة حكومة وطنية تؤدي مهمات التحرر الوطني 3- كما طور الكونفرنس الثاني دراسة الحزب للمسألة الكردية على أساس"الاعتراف المتبادل بحق تقرير المصير للشعب العربي والكردي إلى التحرر والوحدة القومية" من خلال الكفاح المشترك ضد الاستعمار الذي هو العائق أمام بلوغ العرب والكرد لأمانيهم القومية" 4- لقد تبنى الكونفرنس الاسلوب السلمي في النضال، وكان يطمح إلى تاسيس حكومة ديمقراطية برلمانية تقر بتداول السلطة سلميا، ضمن النظام الملكي). أعادت ل م دراسة موضوع الكفاح السلمي وتوصلت إلى تقدير مغاير اذ حددت"إن الاسلوب العنفي هو الأسلوب الراجح في كفاح شعبنا وحركته الوطنية من أجل التغلب الحاسم على عنف وعدوانية الاستعمار وحكمه العميل" جاء هذا التغيير بسبين (1- تطور الاحداث بعد انتفاضة خريف 1956. 2- عدم قناعة عدد من كوادر الحزب واعضائه بالأسلوب السلمي في التعامل مع النظام الملكي).
لا بد من ذكر طروحات بهاء الدين نوري عام 1953" باستخدام العنف واسقاط النظام الملكي واقامة الجمهورية الشعبية" ورفض اعداد كبيرة من كادر الحزب لتلك الطروحات وبشكل خاص سجناء السجن المركزي. عزيز محمد أرسل رسالة إلى بهاء الدين نوري بهذا الخصوص مذكرا اياه بأن ما طرحه يتناقض وتوجهات المؤتمر الأول للحزب، فقام بهاء بطرد عدد من الرفاق من الحزب الذين أعلنوا انشقاقهم بتأسيس راية الشغيلة.
ورد في التقييم أنه بالرغم من اهمية هذا الكونفرنس الثاني في تاريخ الحزب الا انه" لم يتوسع في بحث وتحديد آفاق تطور الثورة الوطنية بعد نجاحها، لا سيما فيما يتعلق بتحديد الدور القيادي للطبقة العاملة. ان هذا القصور" كان يعبر عن ضعف التكوين القيادي والوعي والتجربة للحزب. ولقد أثرت هذه النواقص الجدية على مسيرة الحزب اللاحقة بعد ثورة 14 تموز 1958.
تقييم ما جرى بعد 14 تموز
كانت ثورة تموز ثورة وطنية ديمقراطية من حيث محتواها، السياسي والاجتماعي ومن حيث القوى المشتركة فيها. كل ذلك يفسر سر تحول الانقلاب العسكري في/ 14/ تموز (زحف القطعات العسكرية على بعض النقاط الاستراتيجية في بغداد) كرأس رمح للثورة، إلى ثورة شعبية حقيقية صنعتها الملايين.
ولكن واقع وجود الضباط البرجوازيين والبتي برجوازيين، على رأس العملية التي دشنت الثورة قد وضعا سلطة الدولة في أيدي ممثلي البرجوازية الوطنية وبعض الفئات البتي برجوازية واستبعاد ممثلي الطبقة العاملة وحزبها عن تلك السلطة.
إن من أبرز الاخطاء التي تعرض لها حزبنا هي نظرتنا اللاطبقية إلى قاسم في الفترة الأولى من الثورة، ووضعه فوق الطبقات والأحزاب، واعتباره ضمن معسكر الجماهير الكادحة والحركة الثورية. وهذه النظرة اللاطبقية جعلتنا نبالغ في تقدير امكانياته على مواصلة السير بالثورة ونتردد في انتقاد تذبذبه وتردده. وتثقيف الجماهير بحقيقته وحقيقة نظام الحكم الذي يقف على رأسه وبالتالي فإننا بنينا كثيرا من الحسابات على تطور الثورة من خلال قاسم بالذات وبالاعتماد على ((حسن نواياه)).
لقد وضعت قرارات اللجنة المركزية (تموز 1959) التي جسدت تكريس الاتجاه اليميني الذيلي في الحزب، ووضعت اسس وتعليمات سياستنا لتلك الفترة، واثرت على الفترة اللاحقة. فقد اعتمدت تلك السياسة خطة التراجع أمام هجمات قاسم وأمام الاستفزازات الرجعية وقد اقر هذا التراجع على اعتباره ((تراجعاً منظماً)) لكنه كان تراجعاً غير منظم في الواقع بسبب عدم وضع آفاق لإنهائه والتخطيط للهجوم، إن الاقتصار على شعار ((إرساء الحكم الوطني على اسس ديمقراطية)) في مرحلة انتكاسة الثورة واعتباره كهدف لنضال الحزب يعني الوقوف موقفاً اصلاحياً ذيلياً.. ذلك لأن هذا الشعار كان يفترض قيام حكم ديمقراطي عن طريق التضامن مع قاسم وفي إطار سلطته السياسية وعبر الضغط غير العدائي عليه.
الانحراف اليميني في خط الحزب (من حزيران 1964 إلى نيسان 1965): لقد ساعدت على تبلور وتثبيت خط حزيران آب 1964: (1- جملة من الظروف والأسباب المتعلقة بالكوارث التي اصابت الحزب وكادره بعد انقلاب شباط 2- الثغرات في حياته الداخلية 3- الظروف المشجعة في النطاق العربي والعالمي، 4- لكن جذوره الايديولوجية تمتد إلى الاتجاهات اليمينية التي برزت وانتعشت في حزبنا خصوصاً منذ فترة انتكاسة ثورة تموز في أواسط 1959. 5- وإذا كانت الاخطاء اليمينية في سياسة الحزب في 1959 قد انحصرت بمسائل الخطة الاستراتيجية والتكتيك، فان خط اواسط 1964 تناول بالتحريف والتشويه مبادئ حزبية اساسية كالدور الطليعي للطبقة العاملة وحزبها في الثورة والسلطة ومفهوم الاشتراكية العلمية، هذه المبادئ التي حرص الحزب على التقيد بها والدفاع عنها واغنائها في وثائقه الاساسية.)
بالرغم من ازاحة زمرة البعث الفاشي عن طريق انقلاب 18/تشرين، فلم تطرأ تبدلات جوهرية او جذرية على طبيعة نظام الحكم العسكري الرجعي. لقد وقع حزبنا في المبالغة لتقييم بعض الخطوات الايجابية التي اتخذتها الحكومة تحت وطأة العزلة الخانقة عن الشعب والفضيحة على النطاقين العالمي والعربي لانقلاب شباط وزعمائه، كما لم يحلل الحزب الدوافع لهذه الخطوات واهمها تثبيت نظام الحكم في اوضاع جديدة تتطلب اساليب واقنعة جديدة.
لقد تأثر حزبنا بضغط القوى البرجوازية الصغيرة القومية التي زعمت بأن دور الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية قد أصبح في المؤخرة وحصلت في حزبنا محاولات (ولو بنطاق ضيق) للبرهنة على ان عناصر البرجوازية الصغيرة المدنية، قد تصبح، بدلاً من الطبقة العاملة، هي الطليعة أو ذات الدور الحاسم في البلدان العربية، وفي سياسة حزبنا عام 1964، كما يتجلى ذلك في تقرير ل.م وبيان أواسط تموز 1964 الصادر بمناسبة اجراءات التأميم، جرى استصغار لأهمية وضرورة الديمقراطية السياسية والتقليل من شأنها بتأثير المبالغة في أثر وأهمية بعض الاصلاحات الاقتصادية التي جرت في العراق وكذلك بوجه عام الاجراءات التي تلجأ اليها الفئات البرجوازية في بلدان عربية اخرى.
الوثيقة التقييمية الثانية
تقييم سياسة الحزب منذ عام 1968 حتى عام 1979 أقرها المؤتمر الوطني الرابع في ت2/1985. مرت هذه الفترة بثلاثة أطوار: (الطور الاول: من 1968 إلى 1971 واهم ملامحه سيطرة البعث على الحكم بالتعاون مع ائتلاف الضباط الرجعيين والعملاء. نشر الحزب بيانا تحت عنوان" حول أبرز المسائل الملحة في الوضع السياسي”. خاض الحزب نضالا فكريا ضد الماوية والتروتسكية. تحدد وتبلور نهج الحزب القائم على" الكفاح والتضامن”، في أيلول طرح الحزب مشروع" ميثاق الجبهة الوطنية" على الاحزاب والمنظمات السياسية والشخصيات الوطنية.)، عقد المؤتمر الثاني للحزب واكد على" أن سلطة البعث تمثل البرجوازية الصغيرة ذات الطبيعة الازدواجية في معاداتها للاستعمار والاقطاع من جهة وفي معاداتها للديمقراطية من جهة ثانية. 2- معارضته لنهج الحكومة المعادي للديمقراطية وللشيوعية ولاضطهادها احزاب المعارضة الوطنية ولانتهاكها حقوق الإنسان ولمظاهر الشوفينية والتعصب القومي والطائفي. 3- مطالبته بخلق المناخ الديمقراطي. 4- تحذيره من استمرار نهج القمع ونحر الديمقراطية. 5- انتقاده تركز السلطة بيد مجلس قيادة الثورة والعودة إلى الحياة الدستورية الطبيعية، وإلى التشريعات الجديدة التي اوغلت في تقييد الحريات. 6- انتقاده سياسة تبعيث أجهزة الدولة، واستحداث أجهزة قمع جديدة، وأدان سياسة تصعيد الارهاب والاغتيالات ضد الحزب). وإزاء مواقف الحزب الصلبة اتجاه شروط البعث لقيام الجبهة، شن الحزب الحاكم حملات واسعة خلال 1969و1970و1971، استشهد خلالها أعضاء من ل.م وكوادر متقدمة في الحزب.
الطور الثاني (1971/ 1975): ومن سماته: توقف الحملات على الحزب بسبب صمود الحزب والتضامن الاممي واشتداد التناقض بين السلطة والحركة الكردية، والعزلة على الصعيد العربي وتخليه عن نجدة المقاومة الفلسطينية في ايلول عام.1970 اعتبر الحزب بان البعث تجمع لفئات البرجوازية الصغيرة وبقايا الاقطاع وطغت على ايديولوجيته العداء للشيوعية. اعتبر الحزب" مسودة ميثاق العمل الوطني" اساسا صالحا للحوار مع البعث، وافقت ل م في 6/4/1973على صيغة الميثاق الوطني إلا أن البعث لم يرد الا في اوائل تموز 1973.
الطور الثالث (1975-1979) حول سياسة البعث الاقتصادية التي قادت البلاد إلى سيادة نمط الإنتاج الرأسمالي.)
التغيرات السياسية في نهج البعث: نهج البعث الاقتصادي منذ74/1975ادى إلى تحول أوساط قيادية وكوادر اساسية للبعث والدولة من مواقع البرجوازية الصغيرة إلى البرجوازية البيروقراطية وبرزت مخاطر الارتداد عن الائتلاف القائم حينذاك مع حزبنا. وشهد البلد تصعيداً في وتيرة العداء للديمقراطية ومحاربة الشيوعية ابتداء من عام 1975 وخصوصاً بعد انعقاد مؤتمر حزبنا الثالث في أيار 1976. وحرم صحافتنا من ممارسة حقها في نقد الظواهر السلبية الداخلية والعربية والعالمية، اضافة إلى تضييق توزيعها وبيعها وتحريم دخولها في الدوائر والمعامل والمعاهد الدراسية. وفي 6/3/1975 اتفق النظام مع نظام الشاه لضرب الحركة الكردية. هجّر عشرات الآلاف من الاكراد المسالمين من مناطق سكناهم. وعيّن المجلسين التشريعي والتنفيذي في كردستان. وصعّد الأفكار والممارسات الطائفية ضد الاقليات القومية والطوائف الدينية. ووجّه ضربة قاسية إلى المعارضة الشيعية في النجف وكربلاء عام 1977. واستمر في عدائه للفكر الشيوعي على مستوى العالم وتكريسه مفهوم الدولتين العظميين. وزاد من قمعه للحزب.
تعامل حزبنا ازاء التحالف مع البعث باعتباره تحالفاً استراتيجيا، في حين كان البعث يراه ائتلافاً تكتيكياً وفوقياً.- أوعز الحزب لرفاقه المجندين(وهم بالآلاف) بعدم القيام بأي نشاط أثناء الخدمة العسكرية.- وافقت ل. م على تجميد نشاط المنظمات الديمقراطية والتفريط في المنابر الدولية.- اجتماع ل. م الكامل في 10/3/1978، أنتقد بشكل علني سياسة البعث، وبالوقت نفسه اكد على حرص الحزب على الجبهة، وكان رد فعل البعث عنيفاً جداً في مهاجمة التقرير سواء على صفحات جريدة الراصد في 5/5/1978 او في احكام الاعدام في 18/5/1978 التي نفذها بحق 31 شيوعياً وديمقراطياً ثورياً.- بعد حملة الإعدامات، طلبت قيادة البعث وفي جلسة اللجنة العليا للجبهة من وفد الحزب، أن يتراجع الحزب عن مقررات10/3/1978، فأعلن الوفد رفضه لهذا الطلب ما لم تتوقف الحملة القمعية وما لم تعتذر قيادة البعث علناً عن الاعدامات واعادة الاعتبار للشهداء رسمياً.- في لقاء كانون الثاني/1979 طلب صدام حسين اجراء حوار، ورفض الحزب ما لم تنفذ شروطه السابقة.- أغلق البعث"طريق الشعب"، وعرقل صدور الثقافة الجديدة، وأعفى ممثلي الحزب في الوزارة، وكان أخر لقاء بين الحزبين في اللجنة العليا للجبهة في شهر 11/1978.- في اجتماع تموز 1979 قررت ل.م تقديم شعار إنهاء الدكتاتورية.
ومن الدروس المستخلصة (1- اهمية الحفاظ على استقلال الحزب السياسي والايديولوجي والتنظيمي.2- بدون الديمقراطية السياسية لا يمكن الحفاظ على المكاسب المتحققة.3- الحديث عن السير إلى الاشتراكية بدون الديمقراطية ليس سوى هراء.4- ضرورة اتباع الحزب سياسة تنظيمية تأخذ بنظر الاعتبار احتمالات الارتداد، اي اتخاذ الاجراءات الضرورية لصيانة الكادر ومنظمات الحزب والجمع الصائب بين التنظيم السري والنشاط الجماهيري. 5- ان من غير الممكن انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية والانتقال إلى الثورة الاشتراكية بدون قيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي للسلطة السياسية بالاستناد إلى حلف العمال والفلاحين.)
انهارت الجبهة عام 1978، هذا الائتلاف الذي بقي دوماً ائتلافاً فوقياً عاجزاً عن تعبئة الجماهير
الوثيقة التقييمية الثالثة
وثيقة تقييم حركة الانصار التابعة إلى الحزب الشيوعي العراقي في الفترة ما بين 1979/ 1988.
تناولت الوثيقة، العناوين التالية: (1- ظروف انتقال الحزب إلى المعارضة.2- بدايات الحركة الأنصارية. 3- المرحلة الأولى من الحركة الأنصارية.4- الفترة من شهر 11/1981 إلى 5/1983 5- أحداث بشت آشان 6- الفترة ما بعد بشت آشان 1984/ 1985 7- العلاقات التحالفية 8- الحرب العراقية – الايرانية 9- انتكاسة الحركة الانصارية 10- نقل مسؤولية الحركة الانصارية إلى ل. الإقليم)
ويمكن استنتاج الخلاصات التالية من هذه الوثيقة: (ورقة التقييم)
1. شكلت حركتنا الأنصارية في الثمانينات صفحة مشرقة في مسيرة حزبنا، وكان لانتقال الحزب إلى المعارضة وانتهاج أسلوب الكفاح المسلح اسبابه الموضوعية، وتم إقرار هذه الصيغة في اجتماع ل. م في 11/1981، رغم وجود خلافات في الرأي حول ذلك النهج.
2. خاضت قوات الأنصار التابعة إلى الحزب معارك كبيرة، منها معركة بشت آشان عام 1983.
3. وجود حركة الانصار لعب دوراً في خدمة عملية إعادة بناء التنظيم في عمق الوطن، رغم التناقضات بين المجالين العسكري والمدني التي خلقت بعض المتاعب.
4. توقفت الحركة الأنصارية عام 1988لأسباب ذاتية وموضوعية بعد ان تركت دروساً غنية للحزب ومسيرته ولعموم الحركة الوطنية.
5. بينت احداث انتفاضة اذار1991 اهمية الدور الذي لعبته خبرة سنوات في الحركة الانصارية.
الوثيقة التقييمية الرابعة
(خيارنا الاشتراكي: دروس من بعض التجارب الاشتراكية)
هذه الوثيقة أقرها المؤتمر الوطني الثامن للحزب (ايار 2007)
احتوت على: المقدمة والمحاور الاتية: (الأول التجربة السوفيتية 1917/ 1991. الثاني مصائر الاشتراكية في ضوء الانهيار. الثالث واقع بلادنا وتعامل حزبنا مع الظاهرة.)
الخاتمة والاستخلاصات، والتي جاء فيها: (1- سعت هذه الورقة إلى أثارة النقاش حول القضايا المتعلقة بالاشتراكية. 2- دلت الإخفاقات والتراجعات التي منيت بها الأحزاب الشيوعية، على الحاجة الموضوعية إلى تفحص المفاهيم والمقولات والمفاهيم النظرية ذات الصلة. 3- الانهيار أفضى إلى استخلاص مجموعة مهمة من الحقائق والعبر، أهمها، أن الرأسمالية ليست الأفق النهائي للبشرية وأن سقوط مشروع بناء الاشتراكية لا يعني موت الفكرة ذاتها. 4- ينبغي تكريس قدر كبير من التفكير لإعادة رسم الطريق المفضية إلى تحقيق قيم الاشتراكية المقبولة على نطاق واسع. 5- ما من طريق إلى إعادة كسب ثقة الناس في الخيار الاشتراكي، غير مواصلة نهج التجديد على صعيد الفكر والممارسة. 6- من الوهم الاعتقاد أن العدالة يمكن ان تنتصر وتعم ما لم يكن الأفراد قادرين على التحكم بحياتهم ومستقبلهم. 7- ان تنامي دور الحركات الاجتماعية التي تتبنى قضايا البيئة ومناهضة العنصرية والسلام والنساء والحقوق المدنية، لا يجعل منها بديلاً للأحزاب. 8- الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية تبقى بطبيعتها محصورة الاهتمام بتحسين إدارة الرأسمالية وإصلاحها وليس تغييرها أو تجاوزها. 9- ليس هناك نموذج وحيد للتغيير الثوري، فالشعوب يحركها الطموح إلى نظام اجتماعي تسوده قيم الديمقراطية والمساواة والتعاون. 10- نشهد اليوم وعياً عالمياً متنامياً بضرورة توحيد نضالات الشعوب ضد العولمة بنموذجها الليبرالي الجديد السائد والذي دخل في أزمة، كما ينبغي إقامة مجتمع مدني عابر للقارات يلعب فيه اليسار المنظم دوراً نشيطاً. 11- التحدي يكمن في النجاح في إقامة منظمات لا تتحدث باسم المستَغَلين والمضطهدين فحسب، وإنما تعمل على اجتذابهم للمشاركة في النضال. 12- تجاوز حزبنا خلال السنوات التي أعقبت المؤتمر الوطني الخامس 1993، الكثير من السلبيات الناجمة عن تأثره الشديد بالأجواء العامة التي كانت سائدة في الحركة الشيوعية العالمية، من خلال الاستقلالية في العديد من المواقف السياسية.
بعد الزلزال الذي حصل في الاتحاد السوفييتي وبلدان اوربا الشرقية تعرضت الحركة الشيوعية العالمية إلى هزة كبيرة تباينت نتائجها بين حزب شيوعي واخر وتعددت الرؤى والمناهج في دراسة هذه الظاهرة، والحزب الشيوعي العراقي من الاحزاب التي" لم تجد في الانهيار اخفاقا ونهاية للشيوعية وانما يراها تجربة تاريخية اولى لبناء الاشتراكية فشلت لتراكم اخطاء" معتمدا في تحليله على" الماركسية وتحليلها الجدلي" في دراسة الظواهر وهذه المنهجية تجاوزت التحليلات المستندة إلى نظرية المؤامرة، واستنادا إلى ذلك المنهج احالت الورقة الفكرية اسباب الانهيار إلى "مجموعة من المشكلات والعوامل الاساسية: اقتصادية وغير اقتصادية، داخلية وخارجية، ذاتية وموضوعية".