قدم حزب الشعب الفلسطيني للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، ورقة تضمنت مرتكزات وأسس التوافق السياسي لمواجهة المخاطر الراهنة، في وقت تتكثّف فيه الاتصالات الدبلوماسية لدفع اتفاق غزة إلى مرحلة جديدة.
خمسة مرتكزات
واعتبر الحزب أن الجهود يجب ان تتكثف مركزياً لتحقيق ذلك في مواجهة المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة واستمرار خروقات الاحتلال لوقف إطلاق النار، وأيضاً لضمان مواجهة استحقاقات المرحلة الثانية وعدم الانزلاق نحو الفخاخ التي يحملها القرار ٢٨٠٣، وقد تضمنت ورقة الحزب خمسة مرتكزات".
وفي مقدمتها، التأكيد على استمرار الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مع التمسك بمتابعة العمل على المساءلة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق شعبنا وبتحقيق العدالة المترتبة على ذلك وفقا للقانون الدولي".
وشدد الحزب، على "التأكيد على أن الهدف المركزي للشعب الفلسطيني هو استقلال وسيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحق العودة وفقاً للقرار ١٩٤، ورفض كافة المحاولات والمناورات للالتفاف على ذلك".
مقاومة الاحتلال حق مشروع
وتابع، "التأكيد على وحدة الولاية السياسية والقانونية لأراضي دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، وفقاً لما اعترفت بها الامم المتحدة في ١٩/٦٧ للعام ٢٠١٢ وما تلاه من اعترافات دولية، وأن السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية تتولى المسؤولية كاملة على الضفة والقطاع، والمباشرة الفورية بتسليم المسؤوليات الحكومية كافة للحكومة الفلسطينية من خلال الصيغة التي تراها مناسبة، سواء عبر لجنة ادارية تحت مسؤوليتها المباشرة او من خلال وكلاء الوزارات او اية ترتيبات اخرى تراها مناسبة ويتفق عليها".
وأوضح، ان "مقاومة الاحتلال حتى زواله حق مشروع للشعوب التي تقع تحت الاحتلال وفق القانون الدولي، وبالنظر إلى دقة الوضع القائم ووفقا للتفاهمات الفلسطينية بهذا الخصوص فإن الفصائل كافة والحكومة الفلسطينية تتفقان على الآليات الملائمة لمعالجة موضوع السلاح وبدعم الأشقاء العرب".
وأشار الحزب، إلى "دعم اجراء الانتخابات العامة في غضون عام والاحتكام لنتائجها في ترتيب البيت الفلسطيني".
حراك دبلوماسي مكثّف
تتكثّف الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لدفع اتفاق غزة إلى مرحلة جديدة، مع تركيزٍ متزايد على الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وسط حراك تقوده الولايات المتحدة بمشاركة أطراف إقليمية فاعلة.
وبينما استضامت مدينة ميامي اجتماعًا بين مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزيرَي الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري بدر عبد العاطي، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنّ الحرب في غزة وضعت أوزارها، وأنّ العمل جار للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرًا إلى أنّ الوضع الراهن في القطاع غير قابل للاستمرار.
وكشف روبيو أنّ الولايات المتحدة تعمل على إنشاء هيكل جديد لحكم غزة، يقوم على مجلس دولي وهيئة فلسطينية من التكنوقراط، يعقبه نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار، في مسعى لترسيخ وقف إطلاق النار الهش.
وأوضح أنّ تقدمًا أُحرز في تحديد أسماء الفلسطينيين الذين سينضمّون إلى مجموعة التكنوقراط، وأنّ واشنطن تهدف إلى تشكيل هيئات الحكم قريبًا، من دون تقديم جدول زمني محدد.
اتفاق شرم الشيخ
من جهتها، وضعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، شروطها بوضوح، حيث نقلت وكالة "فرانس برس" عن القيادي في الحركة باسم نعيم، قوله إنّ محادثات ميامي يجب أن تضع حدا للخروقات الإسرائيلية، وأن تُلزم الاحتلال بمقتضيات اتفاق شرم الشيخ، مؤكدا أنّ الشعب الفلسطيني ينتظر خطوات عملية لا بيانات.
ومن مقر الأمم المتحدة، شدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، محذرا من عرقلة هذا المسار.
وبين ضغوط دبلوماسية، وترتيبات لم تكتمل بعد، يبقى الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة رهن التفاهمات السياسية والالتزام الميداني.
تكثيف إدخال المساعدات
في الاثناء، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أن أطفالًا في قطاع غزة يموتون جرّاء البرد القارس، داعيةً سلطات الاحتلال إلى السماح بتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية لتمكين المواطنين الفلسطينيين من الصمود في مواجهة المنخفضات الجوية.
وقالت المنظمة في بيان، إن رضيعًا يبلغ من العمر 29 يومًا تُوفي في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، بعد ساعتين فقط من وصوله إلى جناح الأطفال الذي تدعمه "أطباء بلا حدود". وأضافت أنه "رغم جميع محاولات العلاج، تعذّر إنقاذ حياة الطفل، إذ فارق الحياة نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم".
وحذّرت المنظمة من أن "طقس الشتاء القاسي، إلى جانب ظروف المعيشة المتردّية أصلاً، يؤديان إلى تفاقم المخاطر الصحية"، مشيرةً إلى أن فرقها تواصل تسجيل معدلات مرتفعة من التهابات الجهاز التنفسي، مع توقّع ازدياد هذه الحالات طوال فصل الشتاء، ما يشكّل خطرًا جسيمًا على الأطفال دون سن الخامسة.
وفي ما يتعلّق بالمنخفضات الجوية، أوضحت "أطباء بلا حدود" أنه "في ظل الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة التي تضرب غزة، تتفاقم معاناة مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام مؤقتة ومتهالكة تغمرها المياه".