فازت مرشحة تحالف اليسار في تشيلي، الشيوعية جانيت جارا، بجولة الانتخابات الرئاسية الاولى، التي جرت أول أمس الأحد، وحصلت هي وزيرة العمل في الحكومة المنتهية ولايتها على 26,71 بعد فرز 83 في المائة من الاصوات. وحصل أقرب منافسيها اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست على 24,12. وستجري جولة الانتخابات الثانية والحاسمة في 14 كانون الأول 2025. وكانت المشاركة في التصويت عالية، حيث شارك في التصويت وفق المعلومات المتوفرة، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، 15,6 مليون، علما أن التصويت في تشيلي إلزامي.
وحل ثالثا، اليميني الشعبوي فرانكو باريزي، بحصوله على قرابة 19 في المائة من الأصوات. ويحاول بارزي تسويق نفسه كبديل لليسار واليمين في المشهد السياسي. وفي المركزين الرابع والخامس، حلّ مرشحان يمينيان آخران: حصلا على التوالي على 13,9 و12,9 في المائة. وأكد مرشحو اليمين الخاسرين دعمهما لكاست في الجولة الثانية. ومن هنا تأتي صعوبة مهمة مرشحة اليسار في الجولة الحاسمة.
احتفلت جارا، التي حلت في المركز الأول، بفوزها. ونقلت صحيفة "إل باييس" عنها قولها: "نحن بلد عظيم"، مُعارضةً بذلك، وفقًا للصحيفة، "رؤية كاست القاتمة للمستقبل". وكانت قد أكدت في ختام حملتها الانتخابية على أن يوم الأحد سيكون على المحك "مشروعًا مستقبليًا للبلاد". وأضافت أن مشروعها "يختلف بوضوح عن المشاريع الأخرى التي تُركز على الكراهية والخوف واليأس. وقد حاول مرشحو اليمين خلال الحملة الانتخابية رسم صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في تشيلي وتشويه سمعة حكومة اليسار المنتهية ولايتها بواسطة تقارير مُبالغ فيها عن الجريمة في البلاد.
قال الرئيس المنتهية ولايته بوريك ليلة الانتخابات: "أهنئ جانيت جارا وخوسيه أنطونيو كاست. أثق بأن الحوار والاحترام وحب تشيلي سيتجاوز كل الخلافات". واضح أن التصريح بروتوكولي ولا يعكس حدة الصراع الحقيقية بين اليسار والفاشيين الجدد.
تحالف يساري واسع
ضم تحالف اليسار الواسع: حزب الرئيس المنتهية ولايته غابرييل بوريك "الجبهة الواسعة"، والحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي المسيحي، والأحزاب الاجتماعية الديمقراطية: حزب الديمقراطية، والحزب الراديكالي، والحزب الليبرالي.
قدّم حزبان صغيران، هما الاتحاد الإقليمي الأخضر الاجتماعي وحزب العمل الإنساني، قوائمهما الخاصة لوضع استراتيجية انتخابية. وكان الحزبان قد شاركا في البداية في مفاوضات القائمة الموحدة "متحدون من أجل تشيلي". إلا أنهما اختارا مرشحيهما لأن اقتراحاتهما لم تُؤخذ في الاعتبار من قبل التحالف بشكل كافٍ. ومع ذلك، أكدا دعمهما الكامل للمرشحة الشيوعية.
يُعدّ هذا التحالف الواسع على اليسار، والذي يمتد من الحزب الشيوعي إلى الوسط السياسي والديمقراطيين المسيحيين، غير مسبوق في تاريخ تشيلي. ولذلك، كان التوصل إلى حل وسط عملية معقدة. وكانت نقطة البداية للمفاوضات هي حق النواب الحاليين في صدارة القائمة. وبعد ذلك، اتفقت الأحزاب على مرشحين يتمتعون حاليًا بشهرة واسعة.
تحول نحو اليمين
المؤشرات تقول ان تحولا نحو اليمين مقبل في تشيلي أيضًا، فعلى الرغم من فوز جارا في الجولة الأولى، يبدو ان احتمال فوز منافسها اليميني في الجولة الثانية وارد جدا.
ترشح خوسيه أنطونيو كاست في انتخابات للرئاسة للمرة الثالثة. قبل أربع سنوات، خسر حزبه الجمهوري أمام الرئيس المنتهية ولايته بوريك. في ختام حملته يوم الثلاثاء الفائت، دعا اليميني المتطرف، وابن ضابط في جيش المانيا النازية أنصاره إلى "استعادة البلاد". وقال كاست: "نريد بلدًا يخاف فيه المجرمون ويتحرك فيه المواطنون بحرية". ومثل غيره من المرشحين اليمينيين، ركز كاست حملته بشكل أساسي على قضية الأمن، التي يزعم أنها مهددة بسبب تزايد الهجرة. ويدعو كاست إلى نهج "صارم"؛ إذ يريد خفض الإنفاق الحكومي بمقدار ستة مليارات دولار أمريكي خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من إدارته. ويتمتع كاست بشبكة علاقات دولية قوية، تتراوح بين شخصيات من اليمين المتطرف في أمريكا الجنوبية، مثل رئيس الارجنتين الفاشي ميلي والرئيس البرازيلي السابق السجين حاليا جايير بولسونارو، وحزب فوكس الإسباني وحزب البديل من أجل ألمانيا الألماني اليمينيين المتطرفين. ومن المفيد ان مرشحي اليمين الثلاثة ينحدرون من أصول المانية ويدافعون علنا عن نظام بينوشيت الفاشي (1973 – 1990).
ــــــــــــ
أجريت الانتخابات البرلمانية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وستعلن نتائجها لاحقا.