اخر الاخبار

الأول من آذار هو يوم المعلم العراقي .

في هذه المناسبة نجدد نحن الشيوعيين العراقيين التحايا للمعلمين والمدرسين والتدريسيين كافة، مقرونة بخالص التمنيات بحياة حرة كريمة وآمنة. كذلك نؤكد الدعم المتواصل لهم وهم يخوضون غمار العملية التربوية والتعليمية، ويتصدون لمصاعبها ويسعون للارتقاء بها وبجهودها لتحقيق الغايات المرجوة منها في تنشئة أجيال تتسلح بالعلم والمعرفة، وترفد الوطن بكوادر مهنية عالية الكفاءة على مختلف الصعد. 

يجسد هذا اليوم العرفان والتقدير لجهود المعلمين والمدرسين والتدريسيين ولعطائهم الثرّ، والذي يتوجب ان يحظى بالاهتمام والدعم، وتوفير الأجواء المناسبة للمزيد منه ولإيصال الرسالة على اكمل وجه. 

ان العملية التعليمية، شأن مثيلاتها في بقية  المجالات، تواجه مشكلات عديدة ، وهي ليست بمعزل عن تداعيات الازمة العامة التي يعاني منها بلدنا ، والتي هي من نتاج منظومة المحاصصة والفساد التي  عبثت بكل شيء، وضربت عرض الحائط بالمباديء والقيم النبيلة التي تباهى بها العراقيون على مدى عقود.    

ان هذه المنظومة الحاكمة لا تعبأ بما حل ويحل بالوطن والشعب وما يعانيان منه كل يوم، وهمها الأوحد هو الحفاظ على مصالحها، وهو الهيمنة والسيطرة على جميع مفاصل ومرافق الدولة. لهذا بات ملحاً الخلاص من هذه المنظومة عبر التغيير الشامل، وفتح افق رحب امام العراقيين لبناء حياتهم ورسم مستقبلهم وفقا لارادتهم الحرة.  

وعلى عكس ما تسعى اليه بلدان العالم وما تحققه، فان قطاعي التربية والتعليم في بلادنا تأتي في آخر سلم أولويات المتنفذين. لذلك نجد بشكل ملموس هذا التدني والتدهور الواضح في المؤشرات  التربوية والتعليمية ، وفي البنى التحتية أيضا.

لقد غاب عن هؤلاء المهووسين بالسلطة،  ان الشعوب تنهض من خلال التعليم، فيما يجري التعامل في بلدنا مع موازنة وزارتي التربية والتعليم وكأنها من الكماليات. والحال ذاته عند اسناد الوزارات، اذ جرت تسمية وزراء لا علاقة لهم بالتعليم وهمومه ومشاكله،  وحتى ان بعضهم  ادين بممارسة الفساد . 

وتبنت قوى الفساد نهجاً ادى عمليا الى تدهور التعليم المجاني الحكومي، مقابل تشجيع التعليم الأهلي والخاص على كل المستويات، رغم ارتفاع التكاليف واجور الدراسة فيه، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل .  

ولم تقدم المنظومة المتنفذة الدعم والاسناد المطلوبين للعاملين في قطاعي التربية والتعليم، فظل المعلم والمدرس يعانيان مثل غيرهم من غالبية أبناء الشعب العراقي، الذين تسوء أوضاعهم ارتباطاً بالازمة الاقتصادية والصعوبات المعيشية وتدهور الخدمات العامة، ولم تنفذ الوعود بخصوص إيجاد الحلول المناسبة للمتعاقدين والخريجين غير المعينين وكذلك المعينين بالمجان.

كذلك يعاني هذا القطاع المهم من  القرارات المتخبطة، التي تتخذ بين فترة وأخرى دون دراسة حقيقية للواقع. وقد اثّرت هذه القرارات هي الأخرى على المسيرة التعليمية، ناهيك عن اهمال الكفاءات وتدني مستوى الجودة العلمية، واستمرار التدخلات السافرة في شؤون الجامعات والمناهج التعليمية، والانتهاك المستمر للحريات الطلابية والأكاديمية وحرمة الجامعات . 

في يوم المعلم نجدد المطالبة، مع الكثيرين غيرنا خاصة من العاملين في التعليم ونقابتهم واولياء الطلبة، باجراء تغيير جذري في فلسفة التعليم وتوجهاته، وبان تخصص لقطاع التربية والتعليم الموازنات الكافية، وان تستكمل البنى التحتية للعملية التربوية والتعليمية، والا يجري التفريط بمجانية التعليم في كافة المراحل، وان تسند الوظائف في قطاعي التربية والتعليم  على وفق الكفاءة والمهنية، وبعيدا عن المحاصصة والتحزب الضيق. 

ان على الحكومة ومختلف الجهات ذات العلاقة تقديم كافة التسهيلات للمعلم العراقي، بما يمكنه من الاستمرار  في حمل رسالته التربوية التعليمة النبيلة والارتقاء بها.