حيا الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي مندوبي المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الكردستاني، الذي انعقد أيام 27 - 30 الشهر المنقضي في عاصمة الاقليم، وحمّل مندوبيه في كلمة ألقاها في جلسته الافتتاحية الاربعاء الماضي، نقل التحايا إلى جميع الرفيقات والرفاق أعضاء الحزب وأصدقائه الذين يخوضون النضال في مختلف الساحات والمواقع دفاعا عن حقوق ومصالح الشغيلة وعموم أبناء الشعب في كردستان، وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل يحقق الحياة الحرة الكريمة ويعزز المكتسبات التاريخية التي حققتها الحركة القومية التحررية للشعب الكردي.
اهتمام كبير
واضاف الرفيق رائد فهمي قائلا: نحن نولي اهتماما كبيرا لأعمال المؤتمر متمنين له النجاح في اعماله، من مواقع الرفقة النضالية الطويلة للشيوعيين في اطار الحزب الشيوعي العراقي والتي تواصلت في اطار الحزبين الشيوعي العراقي والكردستاني.
وتناول الدور الريادي الذي لعبه الشيوعيون، منذ بدايات تأسيس الدولة العراقية، في النضال الوطني والطبقي وفي الدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي والمشاركة والدعم لحركته التحررية. وقال انه “تعود للشيوعيين الريادة في بلورة الشعارات السياسية الأساسية المتعلقة بالحقوق القومية للشعب الكردي، والتي تبنتها الحركة الوطنية العراقية والحركة القومية الكردية، وفي مقدمتها شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية لكردستان.
وكان للشيوعيين ونضالهم الفكري والسياسي دور رئيس في مكافحة الأفكار والممارسات الشوفينية والتصدي لها ولاشاعتها جماهيريا، ووجد ذلك تعبيره الملموس في نضال الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين ضد سياسات التمييز القومي وشوفينية الأنظمة المعادية للديمقراطية التي تعاقبت على الحكم.
وتعرض الشيوعيون والديمقراطيون العراقيون في كافة أرجاء العراق إلى صنوف الملاحقة والقمع من قبل الأنظمة الدكتاتورية. كما انهم خاضوا الكفاح المسلح في اطار الحركة الأنصارية الباسلة وسالت دماء الشيوعيين الزكية، عربا وكردا ومن سائر أطياف الشعب العراقي، على ارض كردستان في مواجهة الأنظمة الشوفينية القمعية. ولعب هذا النضال المشترك وأواصر التعاون والتضامن للحركة الوطنية الديمقراطية والحركة القومية التحررية للشعب الكردي دورا أساسيا في تحقيق المنجزات على طريق تقرير الشعب الكردي لمصيره في الظروف الملموسة، والذي مر بمراحل مختلفة وصولا إلى الفدرالية”.
سلسلة من الازمات
وخاطب الرفيق سكرتير الحزب المندوبين الى المؤتمر قائلا: “ينعقد مؤتمركم والعراق ونظامه السياسي يواجهان سلسلة من الأزمات، تشكل أزمة عامة مصدرها نهج المحاصصة وما ينتجه من فساد وفشل في بناء وأداء الدولة في توفير الخدمات الأساسية وفي تحقيق التنمية وحل مشاكل البلاد، ما يتسبب في معاناة متنامية لأوسع القطاعات الشعبية، كما ينعكس على العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم، وفي الاستعصاء المستدام في تطبيق الدستور ومواده الخاصة بالبناء الاتحادي، كاقرار قانون النفط والغاز والمادة 140 ووضع الموازنة العامة الاتحادية. وتؤكد تجربة السنوات الماضية بـأنه لا يمكن توقع تحقيق تقدم ونجاحات راسخة في الأقليم، بمعزل عن نهج الحكومة الاتحادية والأوضاع في العراق عموما، كما لا يمكن ان تقوم الحكومة الاتحادية بإيجاد معالجات لأزمات البلاد على حساب الاقليم، فأي تقدم يحدث في الإقليم هو رافعة، أو ينبغي أن يكون كذلك، لتعزيز الوضع على المستوى الاتحادي، كما يصح ذلك في الحالة المعاكسة”.
واضاف الرفيق فهمي أن “المرحلة الحالية تتطلب تعزيز البناء الاتحادي للدولة العراقية وتطبيق الدستور نصا وروحا، بما يكرس المنجزات التي تحققت في كردستان العراق ويوطدها ويوفر أساسا ومرتكزا لتحقيق المزيد مستقبلا”.
تحديات تواجه الشيوعيين
وقال الرفيق السكرتير ان “أمام المؤتمر وأعماله طائفة من التحديات السياسية والفكرية والتنظيمية التي تواجه الشيوعيين عموما على صعيد العراق والعالم، بالارتباط مع التغيرات والتحولات والتناقضات والازمات الناجمة عن العولمة الرأسمالية والتطورات المتسارعة على الصعيد العلمي والتكنولوجي، وفي وسائل الاتصال وتناقل المعلومات وانعكاساتها على عمليات الإنتاج الاجتماعي وبنية المجتمعات وواقع الطبقة العاملة وعلى أشكال التنظيم. وهذا ما يجعل من التجديد ضرورة تتطلبها مواكبة التطورات والتعامل معها بصورة سليمة استناداً إلى الفكر الماركسي المتجدد ومنهجه العلمي، بعيدا عن الجمود والدوغمائية. وان مواجهة هذه التحديات ورسم الاستراتيجيات والتكتيكات المناسبة لتغيير الواقع من جانب أحزابنا، تتطلب العمل على دراسة واقع المجتمع والتحولات في بنيته الاجتماعية والاقتصادية والطبقية بشكل دقيق وعميق، والاقتراب اكثر ما يمكن من نبض الجماهير وتحسسه، وتطوير آليات العمل الداخلية بما يعزز الديمقراطية والفاعلية”.
وبيّن الرفيق رائد فهمي في كلمته ايضا “إن طبيعة المهام التي نواجهها تتطلب تعزيز النضال المشترك للشيوعيين، والروابط الكفاحية بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني وتطويرها، والعمل على بناء الاصطفافات السياسية التي توحد عمل القوى المدنية والوطنية الديمقراطية، من اجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما ينبغي العمل على تعزيز وتطوير العلاقة مع الأحزاب الشيوعية والقوى التقدمية في المنطقة والعالم وتقومية أواصر التضامن في ما بينها”.