بغداد ـ طريق الشعب
قال الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي أن العزوف الشعبي والمقاطعة السياسية للانتخابات البرلمانية التي جرت يوم امس الاحد في العراق “تعكس عدم الثقة الواسعة في المنظومة السياسية القائمة، وهي رسالة بليغة يجب ان ينتبه إليها الجميع”.
واضاف موضحا في تصريح لـ”طريق الشعب” ان “المقاطعة الواسعة جاءت برغم الدعوات الكثيرة والاموال الطائلة التي انفقت والمراقبة الدولية التي اريد لها ان تبعث تطمينات الى الشارع العراقي وتدفعه الى المشاركة”.
واشار الرفيق فهمي الى تجلي القناعة الشعبية يوم امس “بان هذه الانتخابات لن تأتي بالتغيير المطلوب، وان المنظومة الحاكمة ستعيد انتاج نفسها في كل الظروف”، مؤكداً أن “اسباب مقاطعتنا تكمن في الادراك لوجود عوامل عديدة لا تسمح للعملية الانتخابية بأن تعكس الإرادة الحقيقة للناخب، وقد اثبتت نسب المشاركة المتدنية فعلا في هذه العملية، عدم ثقة المواطن بها”.
وأستغرب سكرتير الحزب الشيوعي التأخر في اعلان نسب المشاركة في الانتخابات، وقال ان من المعروف للجميع “ان كل تفاصيل عملية الانتخاب مؤتمتة ومرتبطة بأجهزة، وبالتالي فان آلية استخراج الارقام الاحصائية سهلة وسريعة جداً، ومن الغريب ان تحتاج المفوضية كل هذا الوقت للإعلان عن نسب المشاركة”.
وطالب رائد فهمي المفوضية “بنشر العدد الفعلي للمصوتين الحقيقيين وعدم الاكتفاء بنشر نسب المشاركة، لان هناك نسبا مختلفة يمكن ان تقاس من خلالها المشاركة في الانتخابات”، موضحاً أن “المفوضية تحدثت مؤخراً عن اعتماد النسب قياساً الى عدد الذين يحملون البطاقات الانتخابية، في حين نحن نرى انها نسب المصوتين الى من يحق لهم التصويت والمقدر عددهم بـ 25 مليون ناخب. “.
من جانب آخر قال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي انه “لا بد موضوعياً من الاشارة الى أن هذه الانتخابات تمت من الناحية الاجرائية في ظروف افضل من سابقاتها، ويعزى الفضل في ذلك الى اجراءات المفوضية والقوات الامنية، لان الكثير من ابواب التزوير تمت معالجتها او التضييق عليها”، مستدركا إن “هذا لا ينفي وجود مخالفات كبيرة تخللت هذه الانتخابات”.
وأشار إلى أن المال السياسي “استخدم على اوسع نطاق، وستشير النتائج بطريقة او باخرى الى آثار استخدامه” مبيناً ان “المال السياسي عامل اساسي في التأثير على نتائج الانتخابات والتأثير على ارادة الناخبين”.
واشار فهمي الى أنه مما ميّز هذه الدورة الانتخابية انها “شهدت دعوات ونداءات كثيفة غير مسبوقة من جانب قوى مختلفة، داخلية وخارجية، لحث الناخبين على الذهاب الى صناديق الاقتراع. وجاءت هذه النداءات بناء على معطيات واسعة حول المقاطعة والعزوف الكبيرين من قبل الناخبين”.
وفي معرض اجاباته على اسئلة “طريق الشعب” عبر الرفيق عن “احترامه لكل القوى والتيارات السياسية التي شاركت او دعت الى المشاركة في الانتخابات، ومنها قوى كانت فاعلة في الاحتجاجات”. واكد أن “ما ستسفر عنه هذه الانتخابات ستكون له تداعيات كبيرة على المسار السياسي في المرحلة القادمة”.
واختتم الرفيق رائد فهمي تصريحه بالاشارة الى “ان الصفة التمثيلية للبرلمان القادم ستكون الاضعف مقارنة بالبرلمانات التي سبقته، حيث سنجد نواباً فازوا بأصوات نسبتها خمسة ربما او عشرة في المائة من اصوات الدائرة الانتخابية التي رشحوا فيها، ما يعني ان قرابة 90 في المائة من المواطنين ظلوا من دون تمثيل برلماني”..