اخر الاخبار

مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل، تتعالى أصوات الشباب بضرورة العمل على تشجيع الناخبين على المشاركة الواسعة فيها، من أجل إزاحة المنظومة السياسية المتنفذة، وتقديم بديل ناجح لإدارة عمل مجالس المحافظات، تمهيدا لإحداث التغيير الشامل عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وفي الوقت الذي كشفت فيه مفوضية الانتخابات عن التزامها بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، نفت أنباء تأجيلها.

ما هي إجراءات المفوضية؟

رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية العليا للانتخابات، د. عماد جميل، أكد ان “اجتماع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع مجلس المفوضية شدد على الالتزام بالمواعيد المحددة لاجراء الانتخابات”، مؤكدا “عدم وجود أي تغيير في المواعيد”.

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “جدول العمليات انطلق تنفيذه في تموز الحالي من خلال فتح سجل الناخبين والتحالفات وأيضا المرشحين والمراقبين، وبالنسبة لشعب المرشحين فإنها تستقبل الطلبات في مكاتب المحافظات”.

وبيّن ان “عدد التحالفات المسجلة وصل حتى امس الأربعاء الى تسعة تحالفات، أما الأحزاب التي ستشارك في الانتخابات فقد وصل عدد المجازة منها الى 281 حزبا، بضمنها 11 حزباً حصلت على اجازة مشروطة، إضافة لذلك هناك 72 حزبا قيد التسجيل. وفي الايام القادمة اعتقد انهم سيحصلون على إجازة مشروطة للسماح لهم بالمشاركة في الانتخابات”.

وأشار إلى ان “المفوضية تلافت ضعف الإقبال على تحديث سجل الناخبين من خلال تفعيل فرقها الجوالة ووزارة الاتصالات كثفت من حملتها الإعلامية”، لافتا إلى ان هناك “توجها كبيرا للتعاون مع الاعلام في توضيح عمل المفوضية وجداول عملها وتطبيق جدول عملياتها ونشر مقرات التسجيل وحث الناخبين على تحديث سجلاتهم، من اجل ايصال صوتنا للناخب العراقي”.

يخشون مشاركة الشباب

الناشط المدني محمد علي قال: “نحن امام مرحلة مفصلية، ومهمة كبيرة نحملها على عاتقنا، وتتطلب جهداً كبيراً وعملاً مستمراً متواصلاً، بهدف ضمان اوسع مشاركة شبابية في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، والتي تم تشويه صورتها بنظر الشباب وتقزيم دورها الكبير”.

وتابع بالقول: ان “القوى المتنفذة تخشى المشاركة الشبابية الواسعة في العملية الانتخابية لأنها ستعمل على إزاحتهم عن المشهد، خصوصاً مع تنامي مشروع سياسي اسمه قوى التغيير الديمقراطية، والذي يتكون من عدد من الاحزاب التي يجمعها حلم التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية. واعتقد ان هذا المشروع المدني اذا ما تماسك اكثر وحافظ على صلابته فانه سيكون رقماً صعباً في الاستحقاق الانتخابي القادم”.

واشار الى ان “المواطنين عموماً اصابهم اليأس نتيجة عقدين من الفشل السياسي، وهذا بكل تأكيد اثر بشكل سلبي على حماستهم في المشاركة الانتخابية”، مردفا “لكن هذا لا يعين ان المواطن لا يتطلع للتغيير والخلاص من منظومة التحاصص والفساد وكسر هيمنتهم على السلطة. وهنا يأتي دور القوى المدنية في الوصول للمواطن والشباب على وجه الخصوص لتحقيق النتائج المرجوة”.

وخلص الى توجيه رسالة الى الشباب العراقي: “فكر جيداً ولا تسمح لاحد بأن يقرر او يفكر بدلا منك. دورك مهم جداً وصوتك عامل مؤثر في كسر هيمنة المتنفذين على الدول. ساهم في عملية التغيير بكل ما تملك، وكن جزءا من مشروع التغيير”.

مسؤولية مشتركة

وفي هذا الصدد، قالت عضو شبكة شمس لمراقبة الانتخابات، طيبة القيسي: انه لا بد من الاطلاع على افكار الشباب والاستماع لآرائهم في ما يتعلق بالانتخابات والديمقراطية، وكيفية تطوير العملية الانتخابية، وإمكانية الخروج بفعاليات جديدة ووضع البرامج الانتخابية”.

واضافت القيسي، “بالنسبة لتفعيل دور الشباب في مجالس المحافظات فانه يتحقق من خلال اعادة بناء الثقة بين الشباب تجاه العملية الانتخابية. ولا بد من ايمان الشباب بهذه العملية كونهم مفتاح التغيير”.

وتابعت، ان من الضروري “العمل على تمكين الشباب وبناء قدراتهم والتركيز على وضع توصيات بكل ما يحتاجونه، وادامة التواصل بين الشباب ومفوضية الانتخابات عن طريق اقامة الورش او عقد الجلسات، من اجل اعادة تفعيل دورهم”.

وشددت القيسي في حديثها لـ”طريق الشعب”، على ان “يكون في حسابات الشباب، الاطلاع على توجهات الاحزاب والبرامج الانتخابية للمرشحين؛ فهذا يؤثر كثيراً في عملية الاختيار والتصويت”.

ونوهت الى ان هناك الكثير من المهمات التي يمكن الحديث عنها ومناقشتها، لكن بالدرجة الاساس يجب ان يكون الحديث حول ايمان الشباب بالعملية الانتخابية، وان يكون لهم اطلاع ودراية بها، وكيفية تفعيل البطاقة البايومترية واهميتها، والدور الذي يلعبه صوت الفرد بالرفض او القبول.

واكدت القيسي ان “المشاركة الشبابية في العملية الانتخابية اضحت ضرورة، ولا يتوقف دورهم عند التصويت بل يشمل التثقيف والمراقبة وغيرها من الأدوار الكبيرة التي يقودها الشباب. والمسؤولية اليوم مشتركة لدفع الشباب نحو انجاح انتخابات مجالس المحافظات، ابتداء من الاسرة وصولاً الى منظمات المجتمع المدني والحكومة وكل حسب دوره”.

استحقاق شبابي مهم

من جانبه، قال الشاب حيدر سلمان، “لقد خضنا غمار العملية الاحتجاجية بشكل متواصل طيلة السنوات الماضية، وعملنا من خلالها على قلب المعادلة. ونجحنا في مواضع ولم يحالفنا الحظ في اخرى. لكن اليوم الامر مختلف تماماً”.

وتابع حديثه بالقول: “يجب على كل شاب أن يعي ويفهم دوره بالانتخابات المحلية، وليس من السليم ان نطالب بالتغيير بدون خطوات حقيقية وعمل بنّاء يصب في تحقيق هذا المطلب الشعبي والجماهيري؛ فالحكومة او النظام السياسي لا يعول عليهما في صنع تغيير او صنع فارق. التغيير يبدأ من الشباب بالدرجة الأساس، لذلك نؤكد اهمية دورنا في المرحلة المقبلة والاستحقاق الانتخابي القادم”.

وأوضح في حديثه مع “طريق الشعب”، ان الكثير من الشباب بدأوا يتفاعلون بحماسة مع الانتخابات المحلية وأهميتها، “لأننا بصراحة غُيّب وعينا، عمل إعلام القوى المتنفذة على رسم صورة أخرى عن هذه المجالس. لذلك كنا نرفضها سابقاً ونقف بالضد منها”.

ونبه الى “اننا اصبحنا نعرف اليوم مدى اهمية مجالس المحافظات ودورها الكبير، خصوصا وان هناك جيلا شابا يستعد للترشح والمنافسة في هذه الانتخابات. التجربة السيئة للعمليات الانتخابية على الصعيدين المحلي والنيابي، ساهمت بشكل كبير في هدم ثقة الشاب بها، بل انها كانت سببا اساسيا في عزوف الكثير من الشباب عن المشاركة في الانتخابات النيابية الاخيرة”.

واكد انه “حتى اللحظة، لم تتحرك القوى السياسية نحو بناء ثقة الشباب بهذه العملية، وهذا هو الهدف من ذلك، اذ يسعون الى ضمان اكبر نسبة عزوف ومقاطعة للانتخابات، من اجل المحافظة على مكتسباتهم وإدامة وجودهم بالسلطة تمهيداً لابتلاع الدولة”.

وخلص الى ان “المجتمع المدني يتحمل مسؤولية كبيرة في دعم العملية الانتخابية، وكذلك القوى المدنية التي تحمل مشروع التغيير كهدف لها. وبكل تأكيد الشباب العراقي قادر على قلب المعادلة وقيادة عملية التغيير، عبر دعم قوى مدنية حقيقية تكون مدافعة عن مصالح الشباب، وتحمل على عاتقها مسؤولية إصلاح ما هدمه الفاسدون”.

عرض مقالات: