اخر الاخبار

ما أن بدأت «طريق الشعب» بالانتهاء من اعداد تقرير رصد احتجاجات 2022، حتى جاءت اخبار احتجاجية متنوعة انطلقت مع بداية السنة الجديدة 2023، طالبت بالعيش الكريم وتوفير الخدمات وفرص العمل ورفض منظومة المحاصصة والفساد. ويبدو ان الاوضاع الاحتجاجية لن تشهد فتوراً ما دامت قوى المحاصصة والفساد لا تستجيب لمطالب المحتجين.

وتستكمل «طريق الشعب» تقريرها السنوي لرصد الاحتجاجات الشعبية في مختلف مدن البلاد، فقد سبق ان شهدت البلاد خلال الستة اشهر الأولى من العام الماضي حوالي 525 تظاهرة احتجاجية، ولم يكن النصف الثاني شاذا عن القاعدة فقد شهد حوالي 471 فعالية احتجاجية. وبذلك يقترب مجموع التظاهرات من حوالي ألف تظاهرة خلال عام واحد.

وسوف تواصل جريدتنا، ابتداءً من عدد اليوم بنشر التقارير المفصلة عن الحركة الاحتجاجية

72 تظاهرة رغم عطلة العيد

ورغم أن شهر تموز من العام الماضي تصادف مع عطلة عيد الأضحى، لكن الأمر لم يمنع العراقيين من التظاهر حوالي 72 مرة مختلفة رافعين مطالب مختلفة كان أبرزها استنكار الاعتداء التركي على محافظة دهوك ورفض ملاحقة الناشطين.

وفي بغداد، نظم العشرات من أهالي قضاء الحسينية وقفة احتجاجيّة، أمام مبنى بلدية الزهور، احتجاجا على ملاحقة الناشطين واتباع سياسة تكميم الأفواه.

وطالب المحتجون بـ”عدم ملاحقة أيّ شخص قانونيًّا ممّن يتناول ملفّات الفساد وسوء الخدمات في القضاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، والاحتجاج السلميّ”.

وفي منطقة المعامل، تظاهر العشرات من المواطنين للمطالبة بإقالة قائمقام قضاء الزوراء، احتجاجا على الفشل في معالجة ملف المياه في القضاء.

وتظاهر العشرات من منتسبي الفرق الزلزالية أمام وزارة النفط، مطالبين بتوفير بيئة عمل آمنة لهم، إضافة إلى صرف مستحقاتهم المتوقفة منذ عام 2014.

إلى ذلك، تظاهر المئات من أصحاب الأجور اليومية في مكاتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في عموم المحافظات أمام مبنى وزارة المالية وسط العاصمة بغداد، مطالبين بتحويلهم إلى عقود ثابتة بعد مرور سنين على بقائهم يعملون بالأجور اليومية.

وأغلق المئات من المتظاهرين في محافظة ميسان، ونظم العشرات من الخريجين التربويين والاداريين تظاهرة أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بشمولهم بعقد وزاري، وفق سلم رواتب قرار 315.

وفي مشهد آخر، نظم العشرات من المتطوعين والأجراء، العاملين في المنشآت الصحية، تظاهرة أمام بوابة مديرية الصحة وسط مدينة العمارة، للمطالبة بشمولهم بالتعاقد وتضمينه في قانون الأمن الغذائي، كون خدمتهم تزيد على ثلاث سنوات، وبينهم من لديه خدمة سبع سنوات.

وأقدمت قوة أمنية على تفريق المحتجين أمام حقل الغراف النفطي في محافظ ذي قار، من خلال ضرب عدد منهم بـ”الهراوات” وملاحقة آخرين، بهدف إنهاء الاحتجاج أمام الحقل النفطي، فيما أقدم العشرات من عشيرتي بني زيد وخفاجة على قطع الطريق الرابط بين الشطرة والناصرية بالإطارات المحترقة، على خلفية الجفاف الذي ضرب أراضيهم إلى جانب سوء التيار الكهربائي. ونظّم العشرات من المواطنين من بينهم الكسبة والخريجون في قضاء كرمة بني سعيد، جنوب محافظة ذي قار، تظاهرة للمطالبة بإقالة قائمقام القضاء علي صالح، احتجاجا على تردي الواقع الخدمي وعدم توفر فرص عمل. كما تظاهر العشرات من الخريجين والكسبة ايضا، أمام حقل الغراف النفطي، شمال محافظة ذي قار، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم.

المتقاعدون والعمال

وتظاهر المئات من المتقاعدين التربويين وعمال شركة البتروكيمياويات في محافظة البصرة، أمام مبنى دائرة التقاعد، مطالبين بإكمال معاملاتهم واستلامهم حقوقهم، كما أغلق اصحاب العقود المنسبون على رئاسة جامعة البصرة، مبنى الرئاسة مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم.

وتظاهر العشرات من خريجي كلية الهندسة أمام شركة نفط البصرة موقع (المكينة) للمطالبة بتوفير فرص عمل، فيما نظم العشرات من أهالي قضاء الفاو جنوب البصرة، وقفة احتجاجية في مدخل القضاء، للمطالبة بإكمال الطريق الرابط بين القضاء ومركز المحافظة والبالغ طوله 65 كم.

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة الجزيرة التابعة لقضاء شط العرب في البصرة، احتجاجا على شح المياه بالإضافة إلى قلة الخدمات، فيما طالبوا الحكومة المحلية بعدم مجاملة دائرة الماء وإيجاد الحلول السريعة.

وتظاهر المئات من خريجي المعاهد والكليات في محافظة المثنى، للمطالبة بحسم الألف درجة وظيفية المخصصة ضمن قانون الأمن الغذائي، الذي أقره مجلس النواب حينها، فيما تظاهر العشرات من أهالي قرية “آل بوعطرة” في مناطق آل عبس في المثنى، للمطالبة بمد خطوط الماء لقريتهم.

في محافظة ديالى، تظاهر العشرات من خريجي المعاهد التقنية، أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتوفير فرص عمل.، كما أعلن العشرات من عمّال النظافة في المحافظة، إضرابهم عن العمل لحين تحقيق مطالبهم، فيما أعلنت تنسيقية خريجي المعاهد التقنية في ديالى، انطلاق تظاهرة سلمية أمام ديوان المحافظة.

إلى ذلك، أقدم العشرات من أهالي خانقين خرنابات على إغلاق طرق رئيسية في المحافظة احتجاجا على عدم وضع حل لمشكلة الجفاف.

وأقدم العشرات من أهالي منطقة الدبلة جنوب مدينة الحلة، على قطع الطريق الرابط بين مدينة الحلة والقاسم، احتجاجاً على شح المياه وجفاف الأنهر، فيما أغلق متظاهرون من ذوي شهداء القوات الأمنية والجرحى مبنى محافظة بابل، احتجاجا على عدم توزيع قطع الأراضي السكنية المخصصة لهم.

وفي ميسان أغلق المئات من المواطنين جسر غزيلة الرابط بين ناحية المشرح والشركات النفطية في ميسان، جسر سيد علي الزكي الرابط بين مقر الشركات النفطية الاستثمارية في حقول الحلفاية ومركز قضاء الكحلاء، احتجاجا على استمرار شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي بشكل غير منتظم.

ونظم العشرات من أبناء مدينة الموصل تظاهرة أمام مبنى محافظة نينوى احتجاجاً على عدم السماح بالبناء على أراضيهم من قبل متنفذين وفصائل مسلحة.

اعتقالات في النجف

وفي النجف اعتقلت القوات الأمنية عددا من المحتجين قبل ان تعود لإطلاق سراحهم على خلفية تظاهرة احتجاجية، نظمها العشرات من الشباب في المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل.

وفي السليمانية، تظاهر العشرات من المحتجين مطالبين بإجراء الإصلاحات في إقليم كردستان.

ونقلت وسائل التواصل الاجتماعي عن اعتقال قوات الأمن في الإقليم العشرات من المواطنين ونواب من كتلة الجيل الجديد، بعد دعوتهم للتظاهر ومنعت العديد منهم للنزول في الشارع، فيما تواصلت تظاهرات الموظفين في المحافظة المطالبين بصرف رواتبهم.

وفي العشرة أيام الأخيرة من تموز، رد العراقيون بشكل غاضب على الجريمة التي ارتكبتها القوات التركية ي بقصف أحد مصايف محافظة دهوك في إقليم كردستان، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، مطالبين بحفظ سيادة العراق وأراضيه وانسحاب القوات التركية من داخل الأراضي العراقية.

وشهد محيط السفارة التركية في منطقة الوزيرية ثلاث تظاهرات احتجاجية، للمطالبة بطرد السفير التركي ردا على الاعتداء، وانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، كما تظاهر الآلاف من العراقيين في عموم مدن البلاد استنكارا للجريمة النكراء.

86 فعالية احتجاجية في شهر آب

ورغم انشغال العراقيين في إحياء ذكرى عاشوراء خلال شهر آب، فإن المشهد الاحتجاجي لم ينقطع في أغلب المدن العراقية، وشهد شهر آب حوالي 68 فعالية احتجاجا على نقص الخدمات وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء والجفاف وغياب فرص عمل.

ومع تراجع ساعات تجهيز الكهرباء خلال بداية الشهر، أغلق محتجون في قضاء المقدادية شمال شرقي محافظة ديالى، طريق المقدادية – خانقين، احتجاجا على تردي الواقع الخدمي والتيار الكهربائي.

وفي بعقوبة مركز المحافظة، تظاهر العشرات من المواطنين أمام مديرية الكهرباء، احتجاجا على تراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

ولذات الأسباب، أقدم العشرات من المتظاهرين الغاضبين في محافظة البصرة على إغلاق الطريق المؤدي إلى ميناء ام قصر.

وفي ذي قار، أقد متظاهرون غاضبون على إغلاق تقاطع الزيتون في الناصرية، بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على تراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

وأقدم العشرات من المواطنين على إغلاق مبنى فرع توزيع كهرباء واسط، احتجاجا على انخفاض عدد ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية، وتذبذب الفولتية، كما تظاهر العشرات من المواطنين في ناحية الدبوني احتجاجا على سوء الخدمات وتراجع ساعات التجهيز.

فيما تظاهر العشرات من أهالي مناطق الشنابره شمال السماوة ـ مركز محافظة المثنى ـ احتجاجا على تذبذب تجهيز الكهرباء في مناطقهم منذ عدة أيام.

وفي مناطق حي الرسالة والوحدة الإسلامية في محافظة ميسان، نظم الأهالي تظاهرة حاشدة على طريق بصرة - عمارة احتجاجا على تردي الخدمات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وللمطالبة بمعالجة مشكلة شح المياه، نظم عدد من أهالي منطقة نهر سعد في قضاء كميت التابع لمحافظة ميسان تظاهرة لمعالجة الأمر.

ونظم مزارعو ناحية الخير ونهر العز ضمن قضاء المجر الكبير جنوب محافظة ميسان تظاهرة أمام مديرية الموارد المائية في المحافظة، للمطالبة بإطلاق المياه لقراهم، التي سجلت نفوقا للحيوانات وهجرة للأهالي بسبب الجفاف.

ملوحة المياه

وتظاهر المئات في محافظة البصرة، للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة ملوحة المياه في عدد من مناطق المحافظة، كما شهدت محافظة كركوك، تظاهرة لأهالي حي الفيلق احتجاجا على انقطاع مياه الشرب.

ونظم المئات من الفلاحين والمزارعين في قضاء الشامية التابع لمحافظة الديوانية، اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى قائممقامية القضاء احتجاجا على عدم وصول حصتهم المائية وتراجع واقعهم المعيشي بسبب توقف زراعة الشلب والمحاصيل الصيفية الأخرى، نتيجة شح المياه وسوء إدارة هذا الملف. وفي محافظة المثنى، تظاهر العشرات من سكنة منطقة “ال معالي” في السماوة، احتجاجا على تحويل مجرى مشروع للصرف الصحي إلى النهر القريب من منطقتهم، منوهين إلى أن الأهالي يستخدمون مياه ذلك النهر للأمور المنزلية.

وفي العاصمة بغداد، تظاهر المئات من الموظفين العلوميين الجدد في وزارة الصحة، أمام مبنى الوزارة في بغداد، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتأخرة.

وأقدمت القوات الأمنية على الاعتداء على عدد من الطلبة المتقدمين للدراسات العليا بعد تظاهرة لهم مبنى أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد، للمطالبة بتوسعة مقاعد الدراسات العليا.

كما اعتدت بالضرب بواسطة العصي الكهربائية على أصحاب العقود العاملين في شركة أدوية سامراء الذين يعتصمون أمام وزارة الصناعة في بغداد للمطالبة بحقوقهم المالية والوظيفية.

وشهدت محافظة كركوك تظاهرتين لخريجي كليات العلوم والهندسة، للمطالبة بصرف مستحقات العلوميين، وتوفير فرص عمل للمهندسين.

كما تظاهر العشرات من المواطنين أمام مديرية صحة ذي قار للمطالبة بإقالة مدير صحة المحافظة، احتجاجا على “الفشل في توفير الرعاية الصحية للمواطنين”.

وفي محافظة واسط، تظاهر العشرات من المواطنين أمام مبنى المستشفى التركي، للمطالبة باستئناف العمل في المشروع المتوقف منذ عدة سنوات.

ونظم العشرات من سكنة ناحية بصية الصحراوية التابعة لمحافظة المثنى، وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات واحتجاجا على ارتفاع أسعار الأراضي التابعة للبلدية.

إقليم كردستان

وفي إقليم كردستان، جدد العشرات من أساتذة جامعة السليمانية، تظاهراتهم أمام رئاسة جامعة السليمانية، للتذكير بالمهلة التي منحوها لحكومة الإقليم من أجل إنهاء احتجاجهم السابق، فيما نظم عمال النظافة في إدارة رابرين، إضرابا عن العمل احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية. 

ونظم العشرات من العمال وسائقي عجلات الحمل في كفري، وقف احتجاجية في طريق كفري ـ طوز قرب سيطرة كاريز المشتركة، احتجاجا على قرار العمليات المشتركة بمنع مرور عجلات الحمل.

وتواصلت خلال شهر آب تظاهرات أصحاب العقود والأجور اليومية والموظفين والمواطنين الذين رفعوا خلال تظاهراتهم مطالب متنوعة تركزت على تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 الخاصة بمعالجة أصحاب العقود والأجور اليومية وتوزيع قطع أراض، فيما شهدت محافظات وسط وجنوب البلاد تصعيدا مناطقيا أغلق خلاله عدد من الدوائر الرسمية للمطالبة بتوفير الخدمات وإقالة المسؤولين الفاسدين والفاشلين في إدارة الوحدات الإدارية.

كما نظمت قوى التغيير في مدينة الناصرية وقفة احتجاجية، على كورنيش الفرات في مركز المدينة. وحضر الوقفة عشرات المواطنين الرافضين لاستمرار منظومة الفساد والمحاصصة، وطالب المشاركون بالوقفة في بيان طالعته “طريق الشعب”، بحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة بإشراف أممي مع تغيير قانون الانتخابات ومفوضيتها، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المتغيبين، وأكد البيان على تحريك ملفات الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة، وحصر السلاح بيد الدولة، مشددا على ضرورة تحسين معيشة العراقيين.

وتزامنا مع ليلة العاشر من محرم، نظم العشرات من المحتجين في النجف مسيرة، حمل المشاركون فيها صورا لشهداء انتفاضة تشرين، وطالب المحتجون بحل البرلمان ومحاسبة قتلة المحتجين إبان انتفاضة تشرين 2019.

احتجاجات الخضراء

وعلى وقع أصوات الرصاص والصواريخ، وبالقرب من مقرات حكومية في المنطقة الخضراء، قضى العراقيون نهاية الشهر ليلة دامية، سقط فيها العشرات من الشهداء ومئات الجرحى من المدنيين وقوات الأمن، في مواجهات عنيفة.

لم يخطر ببال غالبية المتظاهرين الذين توجهوا بأعداد هائلة نحو المنطقة الخضراء أن تسفر الأمور عن هكذا نتائج دامية ومؤلمة جدا.

وبعد إعلان السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي وإغلاق مؤسساته ذات العلاقة، توجه الآلاف من أتباعه إلى المنطقة الخضراء، واقتحموا في أولى خطوات التصعيد الاحتجاجي القصر الحكومي والساحات المحيطة به.

ومع بدية شهر أيلول، شهدت ساحة النسور، وسط العاصمة بغداد، تظاهرة جماهيرية حاشدة نددت بنظام المحاصصة الطائفي وطالبت بحلّ البرلمان وإجراء إصلاحات حقيقية في البلاد التي تشهد صراعات خطيرة، وصلت إلى مرحلة الصدام المسلح. وفي الوقت الذي ضمت فيه التظاهرة أطرافا احتجاجية واسعة وبضمنها المنتفضون، فإن وقفة أخرى نظمها التيار الديمقراطي العراقي في شارع المتنبي ببغداد، دعت إلى تحقيق التغيير الشامل ومغادرة نهج الحكم الحالي ومحاسبة الفاسدين.

الاحتجاج يهفت.. ولكن

وعادت عجلة الاحتجاجات المطلبية للدوران مجددا بعد الانتهاء من مراسيم زيارة الأربعين، وشهد شهر أيلول اقل عدد من الفعاليات الاحتجاجية بواقع 29 تظاهرة، حيث تظاهرة العشرات من المواطنين في مدينة الناصرية مطالبين بالكشف عن مصير الناشط المغيب سجاد العراقي.

ونظم عدد من المنظمات النسوية والمدنية وشخصيات نسوية، وقفة احتجاجية أمام محكمة السليمانية، للحد من مظاهر العنف ضد النساء، تحت شعار “انتِ لستِ وحدكِ فنحن معكِ ضد تعنيفكِ”.

وقالت الناشطة المدنية كنير عبد الله خلال مؤتمر صحفي “نوجه رسالتنا الأولى إلى رجالات القضاء والمؤسسات القضائية بكافة مفاصلها، ونقول لهم عليكم معرفة مطالب النساء والتي تنحصر بأن يكون القضاء مستقلا من خلال معاقبة قتلة ومعنفي النساء، وعدم الإفلات من العقاب”.

وأضافت، “نحن مقتنعون أن قتل النساء، وتعنيفهن يتحمله المجتمع والعادات والتقاليد والعرف الاجتماعي والتعليم لكننا نؤمن بأن للقضاء دور مهم في الحد من تلك الظواهر من خلال معاقبة ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم”.

وشددت عبد الله على أن “تكون حكومة الإقليم جادة في منع قتل وتعذيب النساء من خلال تطبيق القوانين الخاصة بتلك القضايا ومحاسبة القتلة والمعنفين، ونحن نمتلك في كردستان قوانين كفيلة بمعاقبة ومحاسبة القتلة والمعنفين لكننا نحتاج تطبيق وتفعيل تلك القوانين”.

وفي ختام الوقفة طالبت المحتجات منظمات المجتمع المدني كافة وجميع الجهات بالضغط على أصحاب القرار لتقليل وإنهاء مظاهر العنف ضد المرأة.

إلى ذلك، أعلن سائقو مركبات نقل السلات الغذائية في السليمانية، الإضراب عن العمل بسبب تخلف وزارة التجارة في حكومة اقليم كردستان عن صرف مستحقاتهم المالية.

من جانبهم، نظم عدد من الشيوعيين وقفة احتجاجية في منطقة الحرية ببغداد، مطالبين بتحسين الخدمات المقدمة إلى المواطنين وبالأخص الخدمات البلدية والإسراع في إكمال بناء مستشفى الحرية.

من جانبهم، أقدم محتجون غاضبون في محافظة ذي قار، على إغلاق جسر مهم وسط مدينة الناصرية بمركز المحافظة، احتجاجا على سوء إدارة المحافظ محمد الغزي للملف الخدمي في المحافظة”. فيما أغلق العشرات من ذوي الضحايا المتوفين في الطرق الخارجية في واسط، مقر شركة حمورابي للمقاولات، التابعة إلى وزارة الإعمار والإسكان، والمنفذة لتطوير طريق كوت – بغداد، احتجاجا على عدم إعمار الطرق الخارجية، واستمرار وقوع الضحايا، وكثرة الحوادث المرورية.

حصص المياه

وتظاهر العشرات من المزارعين في قضاء علي الغربي بمحافظة ميسان، احتجاجا على قرار منع الخطة الزراعية للموسم الشتوي في المحافظة.

إلى ذلك، تظاهر مواطنون من سكنة مناطق الوركاء التابعة لمحافظة المثنى أمام مديرية ري الرميثة، مطالبين بإيجاد حلول لمشكلة شح المياه التي تتعرض لها مناطقهم، وعدم إطلاق الحصص المائية بشكل عادل.

وفي محافظة ديالى، نظم مزارعو خمس قرى في المحافظة، وقفة احتجاجية رافعين مطالب تتعلق بأزمة المياه وتأثيرها على مصادر رزقهم في ظل منع تشغيل المضخات الزراعية على الأنهر والجداول الرئيسية.

وقمعت الأجهزة الأمنية المتمثلة بقوات حفظ القانون في البصرة، تظاهرة للعشرات من المتقاعدين من الكوادر التعليمية والموظفين في تربية البصرة، أمام مبنى ديوان المحافظة، إثر مطالبتهم بصرف رواتبهم التقاعدية ومستحقات نهاية الخدمة المتأخرة منذ أكثر من عام، فيما تظاهر العشرات من موظفي عقود مديرية الشباب والرياضة أمام مبنى المديرية في الحكيمية، مطالبين بإعادتهم للخدمة وصرف مستحقاتهم المالية.

كما تظاهر العشرات من أهالي ناحية قره تبه، شمال شرقي ديالى، احتجاجا على تردي تجهيز التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الاشتراك بالمولدات الأهلية، فيما تظاهر العشرات من أهالي القرى المحررة في ناحية المنصورية شرقي ديالى، مطالبين بإنقاذهم من هجمات داعش الارهابي.من جانبهم، نظم أهالي منطقة الشط في قضاء بيجي شمالي صلاح الدين، تظاهرة احتجاجية للمطالبة بتوفير الخدمات.

إلى ذلك، تظاهر العشرات من أصحاب العقود والأجور في محافظة واسط، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ أشهر.

وفي السياق، نظم العشرات من الكوادر التعليمية في واسط وقفة احتجاجية أمام مبنى التربية، مطالبين الجهات المعنية بصرف مستحقات العلاوات والترفيعات الخاصة بهم، إضافة إلى شمولهم بتوزيع قطع الأراضي.

وفي محافظة النجف، تظاهر أصحاب العقود في بلدية النجف والمحاضرون بالمجان لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بالتعاقد معهم وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

من جانبهم، تظاهر العشرات من المتقاعدين أمام مبنى محافظة ذي قار، مطالبين بزيادة رواتبهم وتفعيل المواد ٢٦ و١٤ و١٢ و٢٦ و٥٧ وشمولهم بتوزيع قطع الأراضي السكنية.

ونظم العشرات من الكوادر التربوية في ميسان، تظاهرة أمام مديرية تربية المحافظة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتعلقة بالترفيعات والعلاوات وبأثر رجعي.

إحياء ذكرى انتفاضة تشرين

وفي ذكرى انتفاضة تشرين 2019، استقبلت ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات المتظاهرين الذين توافدوا بأعداد كبيرة عليها، لإحياء الذكرى الثالثة لانطلاقها.

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد بالفساد ونهج المحاصصة ومنظومتهما، وبالإجراءات الحكومية التي حاولت عرقلة طريقهم إلى ميادين الاحتجاج.

وحضرت أعدادا كبيرة مبكرا وبقيت تتوافد على ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، إحياءً للذكرى الثالثة للانتفاضة، وأكد المتحدثون أن أسباب التظاهر ما زالت قائمة من حيث تفشي الفساد والمحاصصة وتعمّق أزمة النظام السياسي. ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تدين منظومة المحاصصة وتقاسم السلطة بين المتحاصصين عبر مفاوضات تشكيل الحكومة.

وشهدت الساحة لاحقا إطلاق قوات الأمن قنابل غازية لتفريق المتظاهرين لدى اقترابهم من الكتل الخرسانية على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء. وتحت مجسر منطقة الباب الشرقي، لاحقت عناصر الأمن أصحاب عجلات (التك تك) واعتدوا على مركباتهم ضمن إجراءات استفزازية لا مبرر لها.

وأظهرت صور إصابة عدد من المتظاهرين خلال المواجهات مع قوات الأمن، التي اعتلت الكتل الخرسانية. كما جرى إغلاق جسور الجمهورية والسنك والأحرار وسط العاصمة بالكتل الإسمنتية والحواجز.

وبقي المتظاهرون يتوافدون على ساحة التحرير، لتقوم قوات مكافحة الشغب ليلا بالهجوم عليهم من جهة جسر الجمهورية دون مبرر، ما أحدث توترا متصاعدا من جانب المحتجين السلميين، الذين نددوا بعدم التزام قوات الأمن بالتوجيهات الحكومية التي منعت استخدام العنف ضد المتظاهرين، وكانت حصيلة الضحايا مرجحة للتزايد في الصدامات المتواصلة، حت ساعة متأخرة من ليلة الأحد.

وتظاهرت مجاميع حاشدة من الناشطين والمواطنين في محافظات ذي قار وميسان والمثنى والديوانية والنجف وكربلاء وبابل وديالى.

وفي السياق نفسه، خرج أهالي البصرة بمسيرات احتجاجية، انطلقت من سوق العشار مرورا بساحة البحرية قرب مبنى المحافظة، مرددة هتافات رافضة لنهج المحاصصة.

وفي المساء، حدثت صدامات دموية بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن إصابات لدى الطرفين، قبل أن تعلن قيادة عمليات البصرة سيطرتها على ساحة البحرية، بعد تفريق المتظاهرين بالقوة.

97 تظاهرة في تشرين الأول

وشهد شهر تشرين الأول حوالي 97 فعالية احتجاجية تنوعت مطالبها وأهدافها.

فنظم العشرات من الناشطين في محافظة ذي قار وقفة احتجاجية وسط ساحة الحبوبي، رفضا للآليات المتبعة في تشكيل الحكومة، وأكد المحتجون في بيانهم أن الكتل السياسية تريد اعتماد نفس الآليات السابقة بتشكيل الحكومة الحالية، والتي تعتبر فاقدة للشرعية في حال السير على منهج المحاصصة.

وفي محافظة واسط نظم مواطنون تظاهرة في مدينة الكوت، لرفض تكريس المحاصصة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وتسمية رئيس الجمهورية. كما طالب مواطنون في المحافظة الحكومة المركزية بإطلاق المبالغ المالية المخصصة لإعمار المحافظات ضمن قانون الأمن الغذائي الطارئ.

تظاهرات الطلبة

وأقدم عدد من طلبة جامعة “جرمو”  (Charmo) في قضاء جمجمال التابعة لمحافظة السليمانية، على إغلاق الطريق الرابط مع محافظة كركوك احتجاجاً على عدم منحهم عناوين وظيفية، فيما تظاهر العشرات من طلبة جامعة السليمانية، أمام مبنى رئاسة الجامعة، مطالبين بالمنح الشهرية المقطوعة عنهم منذ شهر حزيران الماضي.

وتظاهر العشرات من طلبة الأقسام الداخلية في جامعة گرميان أمام رئاسة الجامعة في مدينة كلار بمحافظة السليمانية، احتجاجا على تردي الخدمات في الأقسام الداخلية. كما تظاهر العشرات من المزارعين في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، محذرين من عدم قدرتهم على الزراعة مجددا بسبب الأوضاع الحالية.

وفي ساحة الحبوبي نظم العشرات من الناشطين والمواطنين في مدينة الناصرية وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير المستلزمات الدراسية للتلاميذ والطلبة.

من جانب آخر، نظم العشرات من الكوادر التعليمية والأهالي ونقابة المعلمين وناشطين في قضاء الغراف شمال محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير المناهج والمستلزمات والمقاعد الدراسية في صفوف المدارس.

إلى ذلك، نظم العشرات من ناشطي مدينة الشطرة، وقفة وسط المدينة، احتجاجا على عدم توفر المناهج الدراسية في المدارس.

وقال الناشط المدني عماد شذر لــ “طريق الشعب”: إنه في كل سنة من انطلاق الموسم الدراسي هناك مشاكل كثيرة أبرزها عدم طبع كتب جديدة للعام الدراسي، والنقص المتفاقم في الأبنية المدرسية، وذلك بسبب الأزمة السياسية الراهنة مما يشكل ثقلا كبيرا على كاهل العائلة في شراء الكتب والمستلزمات برغم الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها أغلب العوائل بسبب انشغال الكتل السياسية بالمكاسب الذاتية والحزبية الضيفة.

كما احتج طلبة في المرحلة الإعدادية بقضاء السوير على تردي الواقع التربوي في مدارسهم ونقص الكوادر التدريسية.

وفي قضاء الخضر، تظاهر طلبة إعدادية الخضر أمام مبنى مديرية تربية الخضر، مطالبين بحل مشكلتهم الرئيسية وهي بعد المدرسة عن مركز المدينة بحوالي خمسة كيلومترات.

وفي النجف، تظاهر العشرات من المحاضرين، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315، رافضين الدعاوى الكيدية التي تحاول الجهات الحكومية تحريكها ضدهم، فيما طالب العشرات من أهالي الكوفة بتغيير قائم مقامها، نتيجة لسوء الخدمات في القضاء.

وفي العاصمة بغداد، نظمت مختصة الحراك الاحتجاجي في محلية الكرخ الأولى للحزب الشيوعي العراقي وقفة احتجاجية أمام المستوصف الصحي في باب الدروازة في مدينة الكاظمية، مطالبة بعدم المباشرة بتهديم بناية المستوصف القديم او ايجاد بناية بديلة عنه لحين اكمال بناء البناية الجديدة، كما تظاهر العشرات من حملة الشهادات العليا والخريجين الأوائل من الجامعات، أمام مجلس الخدمة الاتحادي ووزارة المالية، مطالبين بإطلاق استمارة التعيين الخاص بهم بحسب قانون الأمن الغذائي.

وتظاهر المئات من المفسوخة عقودهم في الأجهزة الأمنية، أمام وزارة المالية مطالبين بصرف المخصصات المالية ضمن قانون الأمن الغذائي.

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة الإسكان الصناعي جنوب مدينة الناصرية، احتجاجا على تكرار حرق موقع الطمر الصحي من قبل ما يعرف بـ(النباشة)، وانتشار الدخان في مناطقهم، الأمر الذي يشكل تهديدا للصحة العامة.

الطمر الصحي

وفي محافظة صلاح الدين، تظاهر العشرات من موظفي الكوادر الإدارية في دائرة الصحة، مطالبين بصرف وإطلاق مخصصات مالية مجمدة منذ 5 سنوات.

وفي غضون ذلك، أقدم العشرات من المحتجين، على إغلاق مبنى الحكومة المحلية في محافظة كركوك، مطالبين بتعيينهم وتثبيتهم في المؤسسات الرسمية التي يعملون بها بصفة عقود.

وعلى خلفية إصابة طفل برصاص القوات الأمنية أثناء تفريق تظاهرة في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، أقدم العشرات من المتظاهرين على إغلاق تقاطع بهو البلدية، وعدد من الشوارع الرئيسة في المدينة.

كما أحيا المئات من العراقيين، الذكرى الثالثة لانتفاضة 25 تشرين، حيث نظمت فعاليات في مختلف مدن ومحافظات العراق. وكما جرت العادة كررت القوات الأمنية اعتداءها على المحتجين دون وجود لاي مبرر، في مشهد مخز أعاد للأذهان حملات الاعتقال والعنف ضد المحتجين من قبل قوات مكافحة الشغب سيئة الصيت.

وفي تصرف غير مبرر أقدمت قوات مكافحة الشغب على تصرفات استفزازية للمتظاهرين منها استعراض القوات في ساحة التحرير، قبل ان يقوم هؤلاء بمهاجمة وملاحقة المحتجين إلى تقاطع ساحة قرطبة.

واعتقلت القوات الأمنية عددا من المتظاهرين، وقامت بالاعتداء بشكل وحشي عليهم، وكان من بين المعتقلين الناشط المعروف سلام الحسيني الذي تعرض للضرب المبرح دون معرفة الأسباب.

وعلى عكس بغداد، مرت مراسيم احياء الذكرى في بقية المحافظات دون ما يعكر صفوها.

ومع ساعات الصباح الأولى، تظاهر المئات من طلبة الكليات والمعاهد والمدارس في محافظة ذي قار، وسط مدينة الناصرية لإحياء ذكرى الانتفاضة، وللتأكيد على مطلب التغيير الحقيقي ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

جبر ضرر عائلة الشهيد الطيب

وعاشت الديوانية يوم 25 تشرين على وقع خبر جبر ضرر أهالي الشهيد ثائر الطيب، بعد الحكم على المدان كفاح الكريطي بالإعدام شنقا حتى الموت بتهمة اغتيال الطيب. وشارك عدد كبير من المحتجين في مسيرة رفعت صور الشهداء في ساحة الساعة وسط المدينة، قبل ان يذهب عدد منهم إلى منزل عائلة الشهيد الطيب لتقديم التهاني لمناسبة صدور حكم الإعدام على القاتل.

وعلت الأصوات المطالبة بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم. كما طالب المتظاهرون بحل مجلس النواب، وتشكيل حكومة مؤقتة تعمل على إجراء انتخابات مبكرة مشروطة بحصر السلاح بيد الدولة وتغيير قانون الانتخابات بما يضمن التمثيل العادل للشعب.

وشهدت اغلب محافظات الوسط والجنوب وديالى تظاهرات مماثلة، أكد فيها المتظاهرون تمسكهم بمطالبهم المتمثلة بإحداث عملية التغيير ومحاسبة الفاسدين والكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراءهم.

وفي الذكرى الثالثة لانطلاق الحراك الطلابي المساند لانتفاضة تشرين، نظم العشرات من طلبة الجامعات والمعاهد في محافظة ذي قار، مسيرة احتجاجية نددت بالآلية المعتمدة في تشكيل الحكومة.

وسار الطلبة من تقاطع البهو وسط الناصرية صوب ساحة الحبوبي، معلنين رفضهم لمنهج المحاصصة في عملية تشكيل الحكومة.

وتصاعد الحراك الاحتجاجي الشعبي والقطاعي في مختلف المحافظات ضد مصادرة الحقوق المشروعة ومن أجل تنفيذ المطالب، التي أهملتها القوى المتنفذة، خلال شهر تشرين الثاني الذي شهد 92 فعالية احتجاجية بالضد من حرف مسار الحقائق وخداع الناس بإصلاحات وتدابير مزيفة لمواجهة الأزمات المركبة، التي صنعتها منظومتها المحاصصاتية.

في العاصمة بغداد، أقدم المئات من أصحاب العقود في وزارة الكهرباء، على تنظيم مسيرة كبيرة انطلقت من ساحة التحرير مرورا بجسر الجمهورية صوب المنطقة الخضراء للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

تظاهرات الفلاحين والخريجين

وأقدم العشرات من فلاحي قضاء الشامية التابع إلى محافظة الديوانية على إغلاق مبنى قائمقامية القضاء للمطالبة بتعويضهم جراء منعهم من زراعة الشلب.

إلى ذلك، تظاهر العشرات من الخريجين التربويين والإداريين في كربلاء أمام مبنى مديرية تربية المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم بعد مضي سنوات على تخرجهم من دون الحصول فرصة عمل.

وفي السياق، تظاهر المئات من خريجي كليات التربية أمام مديرية تربية محافظة النجف، مطالبين بتوفير فرص عمل.

وفي أكثر المحافظات فقرا، تظاهر العشرات من الخريجين أمام مصفى السماوة، الذين عملوا بصفة أجير في مؤسسات وزارة النفط لمدة 3 أشهر، احتجاجا على إنهاء عقودهم.

وفي محافظة ميسان، نظم منتسبو الشركة العامة لتجارة الحبوب فرع ميسان وقفة احتجاجية على سحب مادة الرز من أعمال الشركة وإعطاء الرصيف رقم 10 لمستثمر آخر، ما أثر سلبا على أرباح الموظفين.

وتظاهر العشرات من أصحاب العقود في وزارة الكهرباء، وسط ساحة الفلاحة في محافظة ديالى، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم في موازنة 2023.

وفي ذي قار، تظاهر المئات من الخريجين أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتوفير فرص عمل في موازنة العام المقبل.

وفي قضاء الإصلاح التابع إلى محافظة ذي قار، جدد المئات من الأهالي تظاهراتهم احتجاجا على توقف محطات ماء الإسالة بسبب أزمة الجفاف وعدم وجود اهتمام حكومي في هذا الجانب.

وقال المتظاهر ميثم صادق إن التجاوزات على الأنهار المغذية للقضاء وقلة الإطلاقات المائية أدت إلى جفاف شط أبو لحية بشكل تام وهو المغذي الوحيد لمحطات الإسالة، الأمر الذي أدى إلى توقفها وعدم توفر مياه الإسالة حاليا.

ودعا صادق الجهات الحكومية الالتفات إلى معاناتهم وإيجاد حلول ناجعة وسريعة لهذه الأزمة، محذرا من هجرة جماعية للأهالي في حال عدم معالجة أوضاعهم.

ونظمت حمايات أعضاء مجلس النواب، تظاهرة احتجاجية قرب جسر الطابقين، وهي ضمن سلسلة احتجاجات نظموها على مدار الأربع سنوات الماضية، لكن لم يتم إنصافهم حتى الآن؛ فبعضهم طرد بسبب عقود وهمية ليست رسمية وترك بلا ضمانات، وآخرون توقفت رواتبهم منذ سبعة شهور، والبعض الآخر فسخت عقودهم.

وطالب المحتجون بتثبيتهم على الملاك الدائم كونهم مستوفين للشروط القانونية او استحداث مديرية لهم في مجلس النواب أو تحويلهم على احد تشكيلات وزارتي الداخلية أو الدفاع. ونظم عشرات المزارعين وسكنة منطقة نهر العز جنوبي محافظة ميسان تظاهرة أمام ناظم “صدور المجر” احتجاجا على الشح المائي في نهر العز، والذي تسبب بنفوق حيواناتهم وتوقف الزراعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

معالجة آثار رفع سعر الصرف

وسبق ذلك، تظاهرة في ساحة النسور للمئات من المحتجين الذين طالبوا بمعالجة أثار رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار، وبإثراء مفردات البطاقة التموينية، وبمحاسبة الفاسدين، مشددين على ضرورة تفعيل قانون الأحزاب، وحصر السلاح بيد الدولة.

فيما، نظمت مختصة الحراك في محلية الرصافة الأولى التابعة للحزب الشيوعي العراقي في منطقة الكرادة داخل أبو أقلام، وقفة احتجاجية، مطالبين خلالها بتخفيض سعر الامبير المولدات الأهلية.

ويبدو ان لا أحد قادر على معالجة مشكلة المتقاعدين في البصرة وإطلاق رواتبهم المتأخرة، فقد نظم المتقاعدون تظاهرتهم الثامنة أمام مقر المديرية، مطالبين بإطلاق رواتبهم التقاعدية والإيفاء بالوعود الحكومية التي تطلق من قبل المسؤولين ومحاسبة المقصرين والمتسببين بتأخر رواتبهم لأكثر من سنة وسبعة أشهر!

وأغلق العشرات من الفلاحين والمزارعين في النجف دائرة الري في المحافظة، إضافة لطريق (نجف - ديوانية) احتجاجا على قلة الإطلاقات المائية الواصلة إليهم في قضاء المشخاب.

ومنعت عناصر من قوات مكافحة الشغب في منطقة الكاظمية بالعاصمة بغداد، العديد من وسائل الاعلام من تغطية تظاهرة نظمها أهالي المنطقة، واعتدت بالضرب بالهراوات على مصور صحفي.

وتوعد طلبة جامعة السليمانية والجامعة التكنولوجية وجامعة گرمية وجامعة كويه، بتوسيع احتجاجاتهم في حال عدم تنفيذ مطالبهم.

وتركزت مطالب المحتجين، بحسب بيان لهم، على ثلاث نقاط؛ الأولى منها تشمل “الموافقة على إقرار قانون يلزم الحكومة بصرف المنح المالية للعام الدراسي 2022 - 2023 من قبل وزارتي المالية والتعليم في الإقليم بصورة مستمرة، وتخفيض رسوم الدراسة المسائية مع مراعاة الوضع المالي لأسر الطلبة، وتأهيل الأقسام الداخلية”.

وتظاهر المئات من طلبة جامعة السليمانية أمام مبنى الجامعة، مطالبين بصرف المنحة الطلابية، فيما عاد القمع ليظهر مجددا، حيث أصيب 12 طالبا، جراء استخدام العنف من قبل القوات الأمنية لتفريق التظاهرات. كما واصل طلبة جامعتي گرميان وحلبجة بإقليم كردستان، تظاهراتهم، مطالبين بإقرار قانون خاص يلزم حكومة الإقليم بصرف المنح الشهرية لطلبة الكليات والمعاهد.

من جانبهم، تظاهر العشرات من طلبة الكليات في خانقين بمحافظة ديالى، مطالبين بتخفيض أجور الدراسة المسائية وصرف المنحة الطلابية وتأهيل الأقسام الداخلية.

وتجمع المحتجون في متنزه ليلى قاسم في كلار، مركز إدارة گرميان، بمشاركة عدد من الناشطين، بغية إدانة الهجمات التركية والإيرانية على الأراضي العراقية.

وقال الناشط هيمن محمد، إن “الجيش التركي والقوات الإيرانية، شنوا مجدداً هجمات فاشية على شعب كردستان”، مؤكداً أن “النظامان الإيراني والتركي، يمران بأزمة سياسية وعسكرية واقتصادية عميقة، ويريدان مواصلة الهيمنة على مقدرات الشعوب الأخرى من خلال استمرار هذه الهجمات”.

وطالب محمد، الأمم المتحدة والمنظمات العالمية والإنسانية بـ”معاقبة تركيا وإيران، لانتهاكهما حرمة الدم العراقي، فضلاً عن انتهاك سيادة البلاد”.

حماية النساء

وفي مناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني، وضمن حملة الــ 16 يوما من النشاط الهادف لتسليط الضوء على العنف ضد النساء، نظم عدد من المنظمات الديمقراطية والناشطات، وقفة تضامنية، في ساحة الفردوس وسط بغداد، بهدف زيادة الضغط المجتمعي من أجل العمل على حماية النساء، ودعمهن في مشاركتهن بالحياة العامة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي وتسليط الضوء على المطالب النسوية العدالة.

تظاهرات الشهر الاخير

وكثيرا ما راهنت القوى المتنفذة على نجاح مساعيها في القضاء على الحركة الاحتجاجية في البلاد، لكن هذا الرهان دائما ما ينتهي بالفشل، نتيجة اعتماد القوى الحاكمة على إجراءات ترقيعية ونفعية وذات ابعاد فئوية ضيقة، وبالتالي تفاقمت الازمات نتيجة لهذه السياسيات الخاطئة، وشهدت مدن البلاد المختلفة نزول عشرات الالاف من المحتجين إلى الشوارع خلال شهر كانون الاول الماضي الذي شهد حوالي 113 تظاهرة احتجاجية حملت مطالب متنوعة. وانطلقت في ساحة النسور في العاصمة بغداد، تظاهرات دعت اليها قوى التغيير الديمقراطية، للتأكيد على مطالب انتفاضة تشرين، ورفض مسودة قانون حرية التعبير المطروحة في مجلس النواب.

وقال خالد وليد، المتحدث باسم حركة “نازل آخذ حقي”: إن التظاهرات تأتي أيضا بعد 20 يوما على تسلم رئيس الحكومة مطالب قوى الاحتجاج دون أي تحرك.

وفي صعيد متصل، نظم عدد من الناشطين والمنظمات وقفة في ساحة التحرير احتجاجا على الحكم الصادر بحق الناشط الزيدي.

مجزرة جسر السنك

وشهدت منطقة ساحة الخلاني وقفة احتجاجية لاستذكار مجزرة السنك التي نفذتها مجموعات مسلحة بحق المنتفضين، وطالبوا بتحقيق العدالة بحقهم.

وللمرة الثانية، نظمت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي وبالتعاون مع تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، وقفة احتجاجية لرفض مسودة قانون حرية التعبير المقدمة إلى مجلس النواب.

وشهدت مدينة الناصرية مواجهات بين متظاهرين يطالبون بحقوق جرحى التظاهرات والقوات الأمنية، على خلفية محاولة الاخيرة تفريق التظاهرة، بعد حرق الإطارات في تقاطع بهو الإدارة المحلية، أسفرت عن استشهاد متظاهرين اثنين واصابة 16 اخرين.

وعلى خلفية الاحداث، شهدت محافظات الديوانية والنجف وواسط وبابل تصعيدا احتجاجيا غاضبا، بالضد من العنف الذي تعرض له المتظاهرون في ذي قار.

وتظاهر المئات من المحاضرين والإداريين، أمام وزارة المالية، مطالبين بالإسراع في مصادقة الكلف المالية الخاصة بهم.

كما أغلق العشرات من المهندسين المتدربين والحرفيين أبواب شركة نفط ميسان، مطالبين بالوفاء بالوعود التي تلقوها سابقا من قبل إدارة الشركة وشمولهم بالعقود الوزارية. ونظم العشرات من المزارعين في قضاء كميت تظاهرة بالقرب من مشروع ماء «أبو بشوت» الإروائي، احتجاجا على قطع المياه عن أراضيهم الزراعية التي تجاوزت 25 ألف دونم على جانبي الجداول المبطنة المتفرعة من المشروع المذكور.

واحتج طلبة في المرحلة الإعدادية بقضاء الخضر في المحافظة على تردي الواقع التربوي في مدارسهم ونقص الكوادر التدريسية. وبيّن الطلبة، ان مدارسهم تعاني نقصا في الكوادر التدريسية على الرغم من بدء العام الدراسي قبل أكثر من شهرين.

اعتداءات وتكميم للأفواه

وفي محافظة كربلاء، تعرض خريجو كليات التربية المطالبون بتوفير فرص عمل إلى الاعتداء من قبل القوات الأمنية، بعد إقدام الأخيرة على تفريق تظاهرة للخريجين من أمام مبنى تربية المحافظة.

ونظم العشرات من المتقاعدين بدعوة من الجمعية العراقية للمتقاعدين، تظاهرة أمام مبنى مجلس الوزراء، مطالبين بتحسين رواتب المتقاعدين كافة، ورفع الحد الأدنى من الراتب الشهري إلى ٨٠٠ ألف دينار، وتضمين ذلك في موازنة ٢٠٢٣، كما نظمت شريحة المتقاعدين في محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية طالبت ب ” تعديل قانون التقاعد لتحقيق المساواة والعدالة وزيادة رواتبهم».

من جانبها، نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة السماوة وقفة احتجاجية في كورنيش المدينة، لرفض محاولات التكميم على الافواه والتضييق على الحريات.

وفي السليمانية، ندد العشرات من المواطنين بالاعتداءات التركية والإيرانية المتكررة على مدن الإقليم.

من جانب اخر، نظم العشرات من ذوي أطفال مرضى السكري في محافظة ذي قار وقفة احتجاجية في إحدى الحدائق العامة وسط مدينة الناصرية، مطالبين بتوفير العلاجات الخاصة بالأنسولين ومن النوع الأول.

ونظم المئات من الفلاحين والمزارعين في الديوانية احتجاجا حاشدا، مطالبين بصرف تعويضات عدم زراعة الشلب المرصودة لهم ضمن قانون الدعم الطارئ

وطوال أيام الشهر تظاهر اصحاب العقود والمحاضرين في مختلف المحافظات مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم، وهذا ما تحقق في نهاية.

ويبدو اننا على موعد مع جولة احتجاجية أخرى في العام الحالي.

عرض مقالات: