اخر الاخبار

يعيش الكثير من العراقيين حالة من التوتر والشعور بالخوف حالما ترد ورود انباء عن عقد مجلس النواب لجلساته، نتيجة للإجراءات الأمنية المعقدة التي تتخذها القوات الأمنية لتأمين الجلسة، والتي تبلغ ذرتها قبل 24 ساعة من عقدها.

خطط تقليدية متعبة

واعتادت القيادات الأمنية على خططها التقليدية الفاشلة في قطع الشوارع وتعطيل حركة المرور، الامر الذي ينعكس سلبا على حياة المواطنين وخاصة العاملين في القطاع الخاص والاشغال الحرة. ولا يستثنى من ذلك الموظفون في حال عقدت الجلسة في احد أيام الدوام الرسمية.

وبدأت القوات الأمنية اتخاذ جملة من الإجراءات الأمنية في العاصمة بغداد منذ ليل امس الأول الجمعة، لتأمين جلسة البرلمان، وبالإضافة الى استمرار اغلاق جسر الجمهورية، أقدمت القوات الأمنية على اغلاق جسر السنك وساحات الطيران وقرطبة والأندلس، كما فرضت إجراءات أمنية مشددة في مداخل العاصمة ما تسبب في اصطفاف طوابير طويلة من السيارات.

تعطيل الحياة

وعبّر عدد من المواطنين عن امتعاضهم الشديد من هذه الإجراءات، كونها تعطل الحركة المرورية بالعاصمة بغداد، وتتسبب بشلل تام لمصالح المواطنين من الموظفين وأصحاب الأعمال البسيطة وغيرهم.

يقول المواطن عودة سعدون (صاحب محل إنشائيات في منطقة السنك): ان “الإجراءات الأمنية الخاصة بتأمين جلسات مجلس النواب تعطل الحياة في بغداد”، مشيرا الى ان “الأسواق تشهد حالة من الركود، نتيجة عرقلة وصول المواطنين، وكذلك الخوف من حدوث توترات أمنية”.

ويضيف سعدون لـ”طريق الشعب”، انه “في الوقت الذي كان يجب ان يرعى مجلس النواب مصالح الناس، ويعمل على تلبية احتياجاتهم، نشاهده اليوم يعمل على الاضرار بهم من خلال تعطيل الحياة”، متسائلا “لماذا كل هذه الإجراءات الأمنية ان كنتم تعملون لمصلحة الشعب؟”.

“بخيرهم ما خيروني”

أما سليمة عبود (60 عاما) فنادت بصوت عال وهي تقطع الطريق بين ساحتي الطيران والنصر “بخيرهم ما خيروني.. بشرهم عموا عليه”.

وتضيف عبود وهي تواصل المسير على عكازتها، رفقة طفلة لا تتجاوز 9 سنوات، أن “ما اجبرها على الخروج من المنزل هو موعد الحجز مع طبيبها الذي تنتظره منذ اكثر من شهر”.

وعادت عبود لترفع صوتها قائلة: “الله لا يوفقكم.. وينتقم منكم قادر ياكريم”.

بدوره، يقول حسين كاظم، وهو صاحب محل بسيط لبيع الأسماك في منطقة الشواكة في جانب الكرخ من العاصمة، في حديث صحفي، إن “القطوعات التي شهدتها العاصمة تسببت بتأخري عن الوصول الى محل عملي خصوصاً، وأني من سكنة جانب الرصافة، وأعمل بضع ساعات، ضاع معظمها في الطريق”.

وأكمل أن “ما أرجوه من القوات الأمنية هو النظر الى مصالح الناس”.

عقاب للشعب

ويتساءل سائق الكيا وليد احمد بالقول: “ياربي شيفضها”، وهو يقضي اكثر من نصف ساعة لعبور تقاطع القناة من جهة منطقة الشعب، وذلك بسبب وجود سيطرة للقوات الأمنية تسمح بمرور سيارة واحدة بعد تفتيشها.

ويشكو احمد من “الاختناقات المرورية المفتعلة التي تعرقل حياة المواطنين وتقطع ارزاقنا”، مشيرا الى ان “وضع الشخص غير المناسب في موقع المسؤولية هو عقاب للشعب”.

وتعتقد رواء رائد (طالبة في جامعة أهلية) ان “الإجراءات الأمنية الموجودة في الشارع خانقة وغير مبررة. على قوات الامن ان تلاحق وتكافح تفشي السلام في كل مكان”.

وتدعو رائد الى تسهيل الإجراءات وابعاد مظاهر العسكرة عن المدن، واعتماد أساليب حديثة في توفير الامن في حال اقتضت الضرورة.

عرض مقالات: