اخر الاخبار

يتحدث مراقبون للشأن السياسي عن مراهنة قوى منظومة الفساد على أفول التظاهرات وتمكنها من المضي في مشروع المحاصصة بدون رفض شعبي واحتجاجي، ويؤكدون أن هذا الفهم “غير الناضج” سيجعلها تواجه غضبا جماهيريا عارما، عاجلاً ام آجلاً، لافتين إلى أن الاستمرار في نهج الحكم الحالي الفاشل بات أمرا مستحيلا، وأن التغيير الشامل سيفرض نفسه خصوصا بعدما ازدادت مساحة الرفض لهذا النهج، وتعززت روح الاحتجاج لدى قطاعات واسعة من المواطنين.

تصريحات غير واثقة

ويرى المحلل السياسي جاسم الموسوي، أن “الأوضاع السياسية في البلاد تمضي بآلية رمادية غير واضحة، وان جميع التوقعات والخيارات مفتوحة، ولا يمكن التنبؤ بها”.

ويقول الموسوي لـ”طريق الشعب”، ان “الاريحية والبرود الذي يظهر على السلوك والخطاب السياسي للقوى المتنفذة لا يعكس حقيقة الأمر، فهناك خوف عميق لا تريد أن تظهره جرّاء التخبطات السياسية التي أنتجتها”. 

ويشير الموسوي الى ان “انخفاض حدة التظاهرات لا يعني أن الخطر قد ابتعد عن الميليشيات والأحزاب المتنفذة المتورطة بالفساد”.

وبخصوص الموقف الحكومي، يعلق الموسوي “ان القائمين على السلطة اصبحت لديهم تجارب غير قليلة في آلية امتصاص غضب الشارع العراقي، وبذلك هم يحاولون قدر الإمكان تحقيق الحد الأدنى من المطالب، كما جرى مع قضية توفير الطاقة الكهربائية، أو محاولة السيطرة على أسعار السوق، بينما هناك الكثير من فهم هذا الدرس وتلك المحاولات”.

وبشأن التوقعات لمستقبل الحراك الاحتجاجي الرافض للمحاصصة والفساد، يقول الموسوي إن “سقف الاحتجاجات ارتفع بشكل كبير، بخاصة ان كل ما يجري من خطوات حكومية، هو خطوات وقتية، ولا يعول عليها، لذلك من المتوقع أن تعود الاحتجاجات بقوة في أية لحظة، كون المشاكل قائمة، وأسباب التظاهر لم تنته”. 

نهج عقيم

من جانبه، يقول الناشط في الاحتجاجات، سجاد جواد، أن هذا الإصرار على المضي في نهج الحكم العقيم أصبح يعجّل من نهاية عمر نظام المحاصصة، وأن القوى المتنفذة تتجاهل حقيقة ذلك، خوفا من المستقبل القريب. 

وأكد جواد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إن انتفاضة تشرين التي انطلقت عام 2019 “مهدت الطريق إلى احتجاجات كبيرة قادمة، علما أن التظاهرات القطاعية لم تنقطع أبدا منذ ثلاثة أعوام، انما تطورت الخبرات الاحتجاجية. لن تجدي محاولات التقليل من شأن التظاهرات، وأن فعاليات إحياء ذكرى الانتفاضة التي جرت قبل أيام، أوضحت مدى السخط الشعبي على نظام المحاصصة وانعزاله عن الغالبية من بنات وأبناء الشعب العراقي”.

وتابع جواد قائلا: “يتحدث المتنفذون عن انتهاء التظاهرات، ويقللون من شأنها، وهذه مجازفة خطرة تدلل على عدم نضج الأداء السياسي وتجاهل مخاطر الوضع الحالي”، مردفا أن “القوى الحاكمة عاودت نفس السلوك، فهي تتجاهل المطالب الشعبية وحتى بالنسبة لجلسات البرلمان وعملية تشكيل الحكومة ما زالت غامضة رغم أنها مرفوضة شعبيا، وبذلك نرى كيف ان الأوضاع تسير وفق أهواء شخصية ومصالح ضيقة دون إعادة النظر في الوضع والحوار والاستجابة لرأي الأغلبية”.

المتشبثون بالسلطة عاجزون

وأكد المتحدث أن “الرفض لهذا الواقع أصبح كبيرا جدا، وأن الاستمرار بهذا النهج أضحى أمرا مستحيلا سيواجه بتظاهرات كبيرة جدا، وهذا أمر يعتقد به الكثيرون”.

وحول الانباء عن تحديد موعد لعقد جلسة البرلمان بشأن انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء.

أكد مصدر داخل من الإطار التنسيقي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء عن عدم صحة تحديد 30 من الشهر الحالي موعدا لانعقاد الجلسة من قبل الإطار التنسيقي والقوى المتحالفة معه لعقدها”.

ويؤشر هذا ان القوى المتشبثة بالسلطة ما زالت عاجزة عن المضي في خيارها، وسط إصرار غير مبرر على نهج التوافقية الفاشل.

عرض مقالات: