اخر الاخبار

احتفاءً بيوم الشهيد الشيوعي العراقي الذي يحل في 14 شباط من كل سنة، احتضنت حديقة مقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الاندلس ببغداد، ضحى امس الاول السبت، حفلا استذكاريا شارك فيه حشد كبير من الشيوعيين واصدقائهم ومن المواطنين الآخرين.

وانطلقت فعاليات الحفل بنهوض الحاضرين وقوفا وهم يستمعون الى عزف النشيد الوطني، ثم وهم يستذكرون بصمت الشهداء الاماجد، شهداء الحزب والشعب الوطن. 

بعدها انصت الحضور الى كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ألقاها عضو اللجنة الرفيق سوران قحطان. وقد اكدت الكلمة ان الشيوعيين العراقيين اثبتوا “مرات لا تعد ولا تحصى، طيلة العهود الديكتاتورية والاستبدادية التي هيمنت على العراق وما اكثرها، انهم مستعدون للاستشهاد من أجل الشعب والوطن رغم عشقهم للحياة ومباهجها، وايمانهم المطلق بحق البشرية جمعاء في العيش بفرح وسعادة دائمين”.

وجاء فيها ايضا ان الحزب الشيوعي العراقي “تعرض الى مجازر وحملات إبادة متلاحقة نتيجة إدراك الحكام المعادين للشعب، أنه حزب التغيير الاجتماعي. فاستشهد الآلاف من قادته وكوادره واعضائه وأصدقائه لا حباً بالشهادة، ولتسجيل صفحات من المجد الخالد، وانما حباً في ان يعيش شعبهم ومنتجو خيرات عراقهم في بحبوحة من الرفاه والازدهار والحياة الرغيدة”.

واشارت الكلمة الى ان الشيوعيين قدموا في السنوات الماضية منذ 2003 “ حصتهم من الشهداء والجرحى والمعوقين، دون ان يثنيهم ذلك عن الاستمرار في نضالهم الجسور وتفانيهم مع باقي القوى الخيرة في عراقنا المبتلى بهذه الزمر الفاسدة والفاشلة، لإنقاذ شعبهم منها وترحيلها الى مزبلة التاريخ، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”. (نص الكلمة في مكان آخر من هذه الصفحة)

بعدها ألقت الدكتورة فائزة المهداوي، شقيقة الشهيد فاضل عباس المهداوي، كلمة عوائل الشهداء.

وتلت الكلمتين قراءات شعرية، افتتحها الشاعر د. علاوي كاظم كشيش بقصيدة عنوانها “وطني صباح”، اعقبه الشاعران الشعبيان حمود (ابو عادل) ورائد الاسدي بقصيدتين شعبيتين. (ننشر نصوص القصائد الثلاث ايضا على هذه الصفحة).

واختتم الاحتفال ببرنامج غنائي موسيقي قدمه الفنان كريم الرسام وفرقته، وأدى فيه اغنيته الجديدة عن “شهيد الحزب” من كلمات حامد

 العبيدي. وشارك في الغناء الفنان الشاب مصطفى كريم الذي غنى ابياتا من قصيدة للجواهري الكبير، كذلك قارئ المقام المعروف حسين سعد الذي أدى من مقام الجمّال اغنية “ انا المغني” وموالا من كلمات حامد العبيدي.

كلمة الحزب  في يوم الشهيد

مرت اثنتان وسبعون سنة على تلك الجريمة النكراء، التي اقترفها النظام الملكي الرجعي، بإعدام قادة حزبنا الاماجد، فهد وحازم وصارم، في محاولة لئيمة لإخراج الحزب من الساحة السياسية، وتعطيل نضاله المتجسد في دفاعه الثابت عن مصالح العمال والفلاحين وسائر كادحي شعبنا، ومن اجل السيادة الوطنية والاستقلال وإقامة النظام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.

لقد ظن هؤلاء الحكام الذين كانوا مجرد دمى في أيدي المستعمرين الإنكليز، انهم سيحققون مبتغاهم، ليس بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي فحسب، وانما لعموم الحركة الوطنية، باعتباره القاطرة التي تقود فعلها النضالي ونشاطاتها المختلفة. 

لكن ثمة حقيقة، زكتها الحياة مراراً، غابت عن تفكيرهم السقيم، ومعهم كل أعداء الشيوعية، هي ان الايمان الراسخ، حد التماهي مع المبادئ الجذرية الهادفة الى تصفية كل اشكال الاستغلال الطبقي والاضطهاد السياسي والاجتماعي، مقرونة بنكران ذات قل نظيره، يصل الى حد الاستشهاد ويستمد ديمومته من وضع مصلحة الشعب والوطن في اعلى السلم من أولويات المناضلين الذين تشربوا الفكر الشيوعي وحتمية انتصاره، طال الزمن ام قصر.

وقد أثبت الشيوعيون العراقيون، مرات لا تعد ولا تحصى، طيلة العهود الديكتاتورية والاستبدادية التي هيمنت على العراق وما اكثرها، فهم مستعدون للاستشهاد من أجل الشعب والوطن رغم عشقهم للحياة ومباهجها، وايمانهم المطلق بحق البشرية جمعاء في العيش بفرح وسعادة دائمين.

ان التفاؤل والتسامح والمحبة والصدق والوفاء، وكل السمات الإنسانية الرائعة، لصيقة بالشيوعيين منذ نعومة اظفارهم في سوح النضال مهما كانت الصعوبات والمخاطر الهائلة التي يتعرضون لها، مضحين بالغالي والنفيس لتحقيق ما نذروا انفسهم له، في انقاذ شعوبهم وتغيير مجتمعاتهم بما يجعلها قادرة على ان تحجز مكاناً لها في الصفوف الأولى من عربة الحاضر والمستقبل. 

لقد تعرض حزبنا الشيوعي العراقي الى مجازر وحملات إبادة متلاحقة نتيجة إدراك الحكام المعادين للشعب، بأنه حزب التغيير الاجتماعي ، فاستشهد الآلاف من قادته وكوادره واعضائه وأصدقائه لا حباً بالشهادة وتسجيل صفحات من المجد الخالد، وانما حباً في ان يعيش شعبهم ومنتجو خيرات عراقهم في بحبوحة من الرفاه والازدهار والحياة الرغيدة.

وكانت أقسى المجازر تلك التي حصلت في الزمن الفاشي لحكم البعث، سواء في انقلاب 8 شباط الأسود عام 1963، او في الصفحة الثانية من حكم هذا الحزب العفلقي الدموي بعد عام 1968 وخصوصاً في فترة صدام حسين وديكتاتوريته التي لا شبيه لها في العصر الحديث على كثرة فرسانها من حثالات البشرية.

ولم يتوقف النزيف بعد سقوط الصنم، فالآمال التي داعبت خيال العراقيين، باستعادة عافية مجتمعهم، وان الشعب العراقي سيطوي هذه الصفحة الأكثر سواداً ليستبدلها بما يعاكسها حرية ورفاهاً وكرامة ووطنية، لكن الساسة المتنفذين في هذه المرحلة، الذين فقدوا الضمير الوطني مبكراً، مع الأسف الشديد، ادخلوا العراق شعباً ووطناً في نفق اشد حلكة واوصلاه الى الحضيض، فلا خدمات ولا فرص عمل حتى لحملة الشهادات العليا، والفساد تزكم رائحته الكريهة حتى من فقد حاسة الشم، ومعه الارهاب وتكميم الأفواه المطالبة بالحقوق المشروعة، مستخدمين كل ما في ترسانة الديكتاتورية من قتل وتعذيب واختطاف، سيما للناشطين ممن برزوا في الانتفاضة البطولية، وضياع الدولة لا هيبتها فقط، على أيدي المليشيات والسلاح المنفلت، وتشبثهم بقدس الاقداس لديهم، وهو المحاصصة الطائفية والاثنية التي سمحت لهم بتدمير العراق والغرق في مستنقع اللصوصية الآسن.

في هذه الفترة ايضاً قدم الشيوعيون حصتهم من الشهداء والجرحى والمعوقين، دون ان يثنيهم ذلك عن الاستمرار في نضالهم الجسور وتفانيهم مع باقي القوى الخيرة في عراقنا المبتلى بهذه الزمر الفاسدة والفاشلة، لإنقاذ شعبهم منها وترحيلهم الى مزبلة التاريخ، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

المجد كل المجد لشهدائنا الابطال، ولكل شهداء الشعب والحركة الوطنية. 

ننحني اجلالاً واكباراً لتضحياتهم الغالية وللدماء الزكية التي سفحوها من اجل الوطن الحر والشعب السعيد.

ولتظل الكلمة المأثورة «يموت الطاغية فينتهي تاريخه، ويموت المناضل فيبدأ تاريخه» خالدة في ضمائر أبناء شعبنا الأبي.

‏ ياحزب الشيوعين / حمود حسين كعيد

محصن يا سلام البيت‏          بجروح الشهاده وناسك الابطال

محصن يا حزب سعدون‏            مشرق بالوجود مورد الامال

ثابت يا وليد اذار          ما ردك محال ولا رصاص انذال ‏

ثابت والجرح شلال          يشهدلك قطار الموت

‏ودم ستارنا وعالي الجبال         حاضر وتاريخ

‏يل انته شمس وبليل موش هلال       زهت بيك الليالي

‏وكربت درب السنين الطال      زهت والرايه تمطر لون ‏

‏من دم الشهيد وابد ما تنال       تعله شما بردنه الحيف

‏مادام الحزب مزروع بالدلال         علت شمسك فجرنه

‏علت وتكنسل الغربال    وتعب غربيل وكتي  ومالكه

‏بكهرب  حنطتك  ذرة ارمال    ‏  تعب يل أسمك خبزنه

‏وفكرك الماي الزلال   شامخ يا فهد بيتك.......‏

‏يظل غصبن على الينكال    شامخ وبرفاقك دوم

‏يبقى أجيال بعد أجيال    يهل صبرك صبر مشهود

‏ومفصل علينه فصال     بعدنه بحضرتك لساع

‏واحدنه بألف خيال   بعدنه مسرجين الخيل

‏احنه الاخر الموال   يونطيح ويالشيهد  الطاح ‏

‏بدروب  النضال    ‏ يو نبني وطن...‏

‏مابيه جوع ولا قتال    يا  اصعب رقم....‏

‏بالساحه ما ينزال    بيك الناس كامت تضرب الامثال

كبر بيك العراق......  وصرت نقطة جذب للتاه والضال 

كبر يلكلبك جبير......    ومايفرق بين آل ......وآل

يا حزب الشيوعيين....      ياخيمة شعبنه من الجنوب وللشمال

‏7 / 2/ 2021‏

شهادة شهيد برفيقة  دربه / رائد الاسدي 

خطوة بخطوة وايد بئيد

طرينة الدروب الما مشاها احد

مشت وياي وعرة دروب 

وحشة وخوف بيها  شكد

امس كالتلي خذني وياك 

خل نزرع امل ونطرة لو ورد

امشي وياك

اروح وياك

على درب النضال وياك

احط حيلي عله حيلك 

لو اشوف الحيا منك هد

كتلها طريقي بعيد 

كالت عيب اتردد

كلتلها  الليالي الي تمرنة سود

كالت ما يهمني الليل 

لو حتى يصير اسود

كتلها نضال وتضحية وبي موت

كالت ما يهمني الموت

ادوس عله المناية  ويمك  اتوسد

كتلها مشانق بي

كالت كبلك ارد اصعد

شعدد من مواقفه مواقف الها ما تنعد

ولا تنعد 

يا باب السلام الما قبل ينسد 

يا موج الحنين اليطك خد بخد

مو مصدر ضعف يخسه اليكول عليج

شما تغزي السيوف الفخر للمبرد

الورد يملك ترافه  والغصن بي شوك

بس حطت علراسه من عرف ورد

وطني صباحٌ / علاوي كاظم كشيش

لكِ جمرتي وأنا المقيم الراحلُ         أمحو المرايا كي يزولَ الزائلُ

مستسلماً لبريد روحي نازفاً      طرقي تضيق ورحلتي تتطاولُ

ألج الظهيرة كالظهيرة ساطعاً            لعيد تدوين الحكاية قائلُ

أقفوا تورايخ الدماء.لعلها      تنجي شريداً والمدى يتضاءلُ

أمضي الى قلق العبارة داخلاً           إيقاعها الكونيّ أو أتداخلُ

روحي أشفّ من الهواء لمن يرى        وأشدّ من حجرٍ لمن يتغافلُ

أنا لذعة المنفى وتاريخ الهدى       يطأ الخريف حدائقي وأواصلُ

بي غربة الشهداء حين يصيبهمْ        نسياننا ورثاؤنا المتكاسلُ

من أول التكوين أحمل جثتي         لتدور بي وتدور أمٌّ ثاكلُ

بركٌ سطور طفولتي.سطّرتها         وعبرتها وكأنني أتجاهلُ

لكِ زهرتي وأنا البرئ القاتلُ     أحنيتُ ظهري كي تمرّ قوافلُ

لحمي تقاسمه الرواة وأوغلوا     في صمتهم خوفاً لكي يتقاتلوا

تتقدّس الأنهار.تلك وصيّتي         فخذوا ينابيعي ولا تتثاقلوا

زمني يمرّ فأستعيذ بوحشتي       من كلّ ما يجري وصمتي قاحلُ

هل صدّقتني الريح حين تناثرتْ   رممي ولم تسندْ رؤاي سواحلُ

لي كلّ ما يصفون من نورٍ.ولي  هذا السراب ولي سحابٌ عاطلُ

أتلو مزاميري لينكرني دمي         ودمي فنارات وبحرٌ آفلُ

أنا ها هنا جسدٌ يمدّ ثمارهُ      لمن اشتهى.لكنّه يتكاملُ

أنا ها هنا نهرٌ بكامل خصبهِ        يجري وتجري بالدماء جداولُ

يتلو ضميرُ الماء صبري آيةً وتعيدني من حيث غبتُ سنابلُ

ذكرَ النخيلُ حكايتي بخرابها      فأعادني والذكريات رواحلُ

أصلُ الينابيعَ الفتيّة بالصدى     ويدوّنُ الأنهار ظلّي الناحلُ

لكِ محنتي وأنا الطريدُ الداخلُ      سدّتْ عليّ مخارجٌ ومداخلُ

لا تسلميني للوداع وودّعي   زمني الذي يجتاحني ويخاتلُ

أسلمتُ ذاكرتي لصيفٍ عابرٍ وسألتُ إذ خافَ السؤالَ السائلُ

لكِ حيرتي وأنا الصعود النازلُ       كثرتْ فتوحاتي وموتي ماثلُ

داستْ حوافر جهلهم أسطورتي       يا أيها المطر الذي يتخاذلُ

صوّبْ غيابي كلّه في وقتهم         صوّبْ وليتكَ مرّةً تتهاطلُ

إفضحْ كتابَ الظلّ وافضحني معاً     لتهبّ ما بين السطور زلازلُ

ماذا عليّ إذا نسيتُ حكايتي     حتّى تطيبَ مشاربٌ ومآكلُ

لكنني وأنا الوحيدُ الباذلُ       أمضي شهيداً شاهداً وأقاتلُ

سأردّ خوفي حيث تشمخُ فكرتي     ويبارك الكلمات برقٌ صاهلُ

أزفتْ صلاتي والقرون توحّدتْ في لحظةٍ وأتى السطوعُ الشاملُ

أنا كلّما كتبتْ دمائي أينعتْ   أزهارها وطغى الربيعُ الذابلُ

فردوس موتي مطلقٌ في مطلقٍ     ويدايَ راياتُ الحنين وساحلُ

يا أمّ. يا أمّ الصدى. يا أمّنا   كثرتْ مقاتنلنا وصوتكِ خاملُ

لا ترحلي في غربة الأشياء.لا       تقفي أمامي غيمةً تتنازلُ

عمّا قليلٍ ترحلُ الصحراء عن     أسفارها وتحيد عنكِ قبائلُ

فامضي بعيداً في الهداية وادخلي     أفق العذابات التي تتواصلُ

موتي وموتكِ آيةٌ لم يمحها     رملٌ ولا هذا السرابُ الباطلُ

باهلْتِ بي حتى بزغْتُ برايتي   ولقد صمتّ الآنَ.مَن سيباهلُ

قومي همُ طعنوا الفراتَ أبي .ولم ترفعْ معي هذا الخرابَ كواهلُ

صمتي صليبُ الذاهبين لعرسهمْ        وأنا الى فجر الحقيقةِ راحلُ

وطني صباحٌ طالعٌ من نخلةٍ ..نايٌ يفيضُ مواجعاً ويناضلُ

يشماغه في الريح ينثر أنجماً وعلى يديه كم استراحَ أوائلُ

وطني………

صيفٌ على هولير..دمعةُ كربلا رزٌّ من المشخابِ…حقلٌ باسلُ

وطني….

أثرُ النساء على المرايا..      طعنةٌ..ولدٌ يروّضُ جارةً ويغازلُ

وطني….

برحيّةٌ.كلُّ القرون تهزّها       عند المخاض الصعب.مهرٌ صاهلُ

وطني….

إنّي كبرْتُ على القماطِ فألقني إيّان ما ألقتْ ليكبحَ غائلُ

ما عدّتُ منذ اللثغة الأولى ومنــْذُ  جرى على شفتي الحليبُ أجادلُ

أمضي على مرأى الرغيف الى دمي         فتبيدني وأقول إنّكَ عادلُ

وعرفتُ أنّ الذئبَ أبرأُقاتلٍ والأخوةَ الشرفاءَ ذئبٌ قاتلُ

بي غربة الشهداء حين يصيبهمْ نسياننا ورثاؤنا المتكاسلُ

لا ليل يا ليلى.تبيض مخاوفي رعبا بأقصى رعبه يتناسلُ

والليل هذا عسكريٌّ قد مضى    لا ليل يا ليلى. فضيعي في دمي

بنجومه جنراله المتخاذلُ           وأنا الى فجر الحقيقة راحلُ