اخر الاخبار

أجرت “طريق الشعب”، الجمعة الماضية، لقاءً موسعاً مع نيافة الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، للحوار في شأن أوضاع المسيحيين العراقيين، والتحديات التي تواجههم، فضلا عن زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة إلى العراق وما تتضمنه من تفاصيل عديدة جرى الحديث بشأنها. وتناول اللقاء ايضا اوضاع البلد السياسية، وما انتجه نظام المحاصصة الطائفية من خراب كبير لحق بالمكونات العراقية الاصيلة وبقية المواطنين، فضلا عن انتفاضة تشرين، التي عدّها الكاردينال، مواجهة حقيقية للظلم والفساد والتهميش، مؤكدا أن لا خيار أمام العراقيين سوى بناء الدولة المدنية الديمقراطية.

رسائل محبة الى شعوب سوريا واليمن ولبنان وايران

  • ما هي الرسالة التي سينقلها بابا الفاتيكان خلال زياته التاريخية إلى العراق؟

ـ نعم، إنها زيارة تاريخية فعلا، تأتي بسبب ما لاقاه البلد من معاناة كبيرة. فالبابا قبل أن يكون رجل دين، هو إنسان يحمل الإنسانية والمحبة إلى الجميع. وأكد مرات عدة أنه سيكون حاضرا في أي مكان يحتاجونه فيه. البابا كان يريد زيارة العراق منذ أمد بعيد، وحاول قبل عامين لكن الظروف لم تتهيأ وكانت الأوضاع غير مستقرة، بسبب مخلفات داعش الإرهابي، لكن اليوم تغيرت الظروف وشهدت تحسنا قليلا إلا إن جائحة كورونا عمقت التحديات ورافقت ما يواجه البلد من عقبات صحية وأمنية وسياسية كثيرة. الزيارة ستتم وسيوجه البابا من خلال العراق، رسائل محبة إلى شعوب سوريا واليمن ولبنان وإيران، التي ما زالت تحت الحصار. وسيدعو العراقيين إلى تعزيز الانتماء إلى العائلة البشرية، والحفاظ على الوطن الذي يجب أن يشعر الجميع بأنه بيتهم. نحن الان يجب أن نقف بوجه الصراعات والخراب العبثي ونقول لهذه المظاهر كفى، للحد من المعاناة والمأساة المستمرة. يجب أن نتوجه إلى الغفران والمصالحة، وأن يتحاب الناس في ما بينهم فهم ليسوا خصوما لبعض. والإيمان بهذا التفكير سيضمن لنا بناء مستقبل أفضل، تتنعم به الأجيال القادمة. سيؤكد بابا الفاتيكان خلال الزيارة لرجال الدين على أن التطرف والارهاب لا يجب أن يكون تحت عباءة الدين؛ فالدين مسامحة ورسالة إنسانية، لان محور الديانات هو الانسان وضرورة عيشه بحرية وكرامة وسعادة، لا أن يكون كالعبد والخائف وحياته مهددة. يجب أن ننبذ الصراعات والحروب، وأن ندعو لعودة الضمير الإنساني والقيام بالإصلاحات المطلوبة على جميع الأصعدة، فهذه هي الرسالة التي سينقلها البابا سواء عند لقائه بالمواطنين أو المسؤولين المدنيين في بغداد والموصل وغيرهما، علما أن الأخيرة مثال حي للدمار الذي ينتجه التطرف السياسي والديني، الذي يؤدي الى الخراب وقتل الناس وجعلهم حطبا للحروب، بدلا من اعطائهم فسحة من الأمل والحرية والتآخي والتعايش المشترك.

انظر بالمساواة الى جميع العراقيين هل ترى الاستعدادات الحكومية كافية؟ وما هي رسالة الكنيسة إلى البابا؟

ـ بالتأكيد أن الحكومة متحمسة كثيرا لزيارة البابا إلى العراق، خصوصا في ظل هذه الأوضاع التي تحيط في البلد. وقد أبدت الحكومة الاستعداد التام للتعاون على كافة المجالات. وهذا ما لمسناه من قبل رئيسي الجمهورية والوزراء، فضلا عن الجهات المسؤولة الأخرى. أما نحن ككنيسة، فقد قمنا بالتحضير مع الحكومة، وأعددنا البرنامج ومتطلبات إنجاح الزيارة، لكن ذلك يبقى على عاتق أصحاب القرار في العراق، فلا بد أن يقبلوا سماع كلمات المحبة والسلام واحترام الإنسان بصدق، والعمل على ايقاف صوت البارود الذي نسمعه للأسف الشديد منذ عام 2003 وإلى اليوم. 

أما بالنسبة لرؤية الكنيسة والرسالة التي ستنقلها إلى البابا عند حضوره، فهي من الأساس على تواصل معه في مجمع الكرادلة. نحن قريبون منه وهو يعرف من خلالنا واقع البلد وشعبه. ونعبّر له ولغيره عن ذلك. شخصيا أنا قمت بزيارة مجلس الأمن الدولي، وتحدثتُ هناك عن أوضاع العراق وما قامت به عصابات داعش الاجرامية، كما التقيت بالاتحاد الاوروبي ورؤساء دول عديدين، وحملت لهم صوت العراق والمظلومين؛ ففي النهاية أنا أنظر إلى جميع أبناء شعبنا على حدٍ سواء، ولا أهتم بالانتماءات الطائفية، وكمسيحي أحب الآخرين وأغفر لهم وللأعداء أيضا، وأنظر بنظرة المساواة لكل عراقي يعيش على هذه الأرض، وعندما التقي المسؤولين السياسيين، اتحدث بخطاب عراقي خالص، ولأننا أوضحنا للبابا ما يمر به العراق، سيقوم بالزيارة وسيأتي حاملا تصورات ورسالة كبيرة.

السياسيون يعرفون من يسرق المال ويحمل السلاح هل المحافظات التي سيزورها البابا مستعدة جيدا؟

ـ الاستعدادات جارية في المحافظات التي يفترض أن يزورها البابا، وستكون لقاءاته مباشرة، فهو لا يجامل ويقول الأمور مثلما هي، ودائما يعتمد على الحوار. نعم سيزور محافظة النجف، وسيلتقي بسماحة المرجع الديني علي السيستاني، وسيزور محافظتي نينوى وذي قار. وفيما يتعلق بلقائه السياسيين، فالأمر يبقى متعلقا بإرادتهم لانفتاح العراق وبداية مرحلة جديدة من السلام والأمان. إن الكثير من السياسيين يتحدثون بخطاب يناهض الفساد والسلاح المنفلت، ويدعون إلى التقدم والازدهار، رغم معرفتهم جيدا بمن يحمل السلاح، ومن يسرق المال العام، لذا فإن هذا الخطاب من وجهة نظرنا مزدوج وغير شفاف. تعتبر زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق فرصة تاريخية لانفتاح بلدنا على العالم، خصوصا أن أكثر من 200 صحفي واعلامي سيحضرون لتغطية أحداث وتفاصيل هذه الزيارة. علما أن وفدا رفيع المستوى من الفاتيكان سيحضر أيضا، لذلك لا بد من استثمار هذا الحضور خدمة لبلدنا، الذي كان مغلقا على العالم، بينما يسمى تاريخيا “بلدا من وراء الأسوار”، فلو استثمرنا هذا الانفتاح سنضيف إلى ثروة النفط ثروات أخرى ومن ضمنها السياحة الدينية والأثرية التي يجب أن يتم تفعيلها. إن زيارة البابا إلى موقع أور في محافظة ذي قار، وحضوره في النجف، والموصل التي تعتبر مدينة العيش المشترك وقامة عراقية شاخصة، ولقاءه بالمواطنين في بغداد وممثلي الأديان، يجب أن يوظف لصالح البلد وانفتاحه. وتبقى أمام العراقيين فرصة استثمار هذا الحضور انطلاقا من المسؤولية الوطنية والشرعية، لبناء البلد وتوفير العلاقات الدولية المتوازنة له، والنأي بالنفس عن الأجندات الخارجية والصراعات التي لا تجدي نفعا.

بناء دولة ثيوقراطية محاولة فاشلة هل ستشجع زيارة البابا المسيحيين على البقاء وعدم الهجرة؟

ـ سيزور البابا كنائس بغداد، وسيقيم قداسا في كنيسة مار يوسف، ويتوجه إلى سهل نينوى في الموصل لتشجيع المواطنين المسحيين على البقاء في أرضهم والتمسك بالأمل والتواصل مع الجيران وبناء الثقة معهم بعد فاجعة داعش الإجرامية. إن الحديث عن عودة المسيحيين الذين هاجروا، أو تشجيع من هم في الداخل على البقاء، هو مهمة تقع على عاتق الحكومة التي يجب ان تخلق الظروف المناسبة لذلك. أنا أرى أن العقل العراقي بشكل عام قد تم استهدافه، وأجبر على الهجرة إلى الخارج. والآن يقدم الخدمات الى دول أخرى، بينما يفترض أن تتوفر له مستلزمات العودة. إن تهيئة الظروف الامنية والاقتصادية والقانونية والتأكيد على حق المواطنة والمساواة، هي عوامل يمكن أن تساهم في عودة المسيحيين وإيقاف ظاهرة الهجرة. نحن هويتنا عراقية ومن تراب هذا الوطن. ونريد فعلا أن تنتهي الطائفية، وأن تنفصل الديانة عن السياسية، ويبنى النظام السياسي بشكل ديمقراطي مدني، يضمن تعددية الاديان واحترامها، لا الاساءة اليها مثلما يجري حاليا للأسف الشديد بسبب العنصرية والنهج الطائفي، الذي أضر بالبلد والشعب. كما إن المجتمع العراقي متنوع ومتعدد، ومن حق المواطن العيش بكرامة وحرية. ولهذا فإن محاولة بعض القادة السياسيين، بناء دولة ثيوقراطية في القرن الحادي والعشرين، هي محاولة فاشلة. وفشل فيها المسيحيون قبل غيرهم حتى انفصلت الكنيسة عن السياسة، ووفرت هذه العملية مناخا جيدا لتقدم الغرب وازدهاره. 

نعم، إن التحديات التي تواجه المسيحيين كبيرة، وساهمت في هجرة الكثير منهم مثل الإرهاب ومخلفاته، لذلك يجب أن تقوم الجهات المعنية بدورها للحفاظ على العراقيين.

نأمل أن تكون الانتخابات القادمة بوابة للتغيير ما هو تقييمك لأداء الحكومات المتعاقبة وواجباتها تجاه المسيحيين؟

ـ أعتقد أن أداء الحكومات المتعاقبة معدوم تماما. وبدل خدمة المواطنين، شهدنا سباقا للحصول على السلطة والنفوذ والاستفادة بأسرع وقت من المال العام.

إن العراق أصبح اليوم بفضل هذه السياسات والخراب والفساد مجموعة من الدويلات. والدولة الرسمية غير قادرة على مواجهة ما يجري، وهي مخترقة بشكل كبير، لهذا اعتقد أن الحكومة الحالية امام تحدٍ كبير من اجل ارجاع هيبة البلد وفرض القانون. وهذا لن يتحقق حتى لو توفرت الارادة الحكومية ما لم يتم التعاون المشترك من كافة الاطراف، فبالتالي ان رئيس الوزراء غير قادر على صنع المعجزات، ولن يبنى البلد إلا بالولاء الوطني، وبأيد العراقيين المخلصين وحدهم، لا الذين يتصارعون من أجل المصالح. نحن نأمل أن تكون الانتخابات القادمة بوابة للتغيير الحقيقي على يد الشباب المنتفضين، من أجل القيام بالإصلاحات الملحة والخروج بالبلاد من هذه الأزمات المتعاقبة، وهذا الحديث يجعلنا نؤكد مرة أخرى على أن الحل الوحيد يكمن بالإصلاح الحقيقي واشعار المواطنين جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم ومكوناتهم، بأن الوطن هو بيتهم الكبير ويحتويهم جميعا، فلو ساء الوضع فإن الجميع سيهاجر وليس المسيحيين وحدهم، وهذا ما يجعلنا ننظر الى الجميع دون استثناء.

رجعنا الى ما قبل تكوين الدولة بسبب السياسات الخاطئة ما مصير ممتلكات المسيحيين المنهوبة؟

ـ مع الأسف الشديد، نهبت ممتلكات المسيحيين بهذه الطريقة، من دون توفير الحماية اللازمة لها، فحتى الشرائع العراقية القديمة تمنع ذلك. إن هذه الظاهرة هي جزء من ظاهرة أكبر، وهي الاستحواذ على المال العام. وجرى توظيف ادبيات التكفير للسيطرة على حقوق المسيحيين دون وجه حق، ولم نلمس أية خطوات جادة من قبل الجهات المسؤولة بهذا الشأن. فلو كانت هناك دولة قوية، لما حصلت هذه الانتهاكات الجسيمة. ولننظر ايضا الى ما يجري في الشارع حاليا، فحالات الثأر والفصل العشائري في تزايد مخيف، لقد رجعنا بسبب السياسات الخاطئة إلى مرحلة ما قبل تكوين الدولة، فنحن نرى كيف أن العشيرة تدافع عن نفسها، وتقوم بالغزوات، وتحمل السلاح، ولا يوجد أي دور يذكر للقانون.

كوتا المسيحيين مختطفة ما رأيك في أداء البرلمان ولجانه فيما يتعلق بحقوق المواطنين؟

ـ الانتخابات البرلمانية وعلى مدى أكثر من دورة، شهدت تزويرا كبيرا في نتائجها، والقانون الانتخابي لم يُحترم. بينما عاثت الجهات المسلحة فسادا بهذه العملية. يجب إعادة النظر في هذا الأمر، وايجاد تشريع واضح يتم بموجبه منع الجهات السياسية، من امتلاك أجنحة مسلحة، وهذا لا يمكن أن يحصل ما لم يفعل القانون بشكل حقيقي، وأن تتم العودة إلى الضمير الإنساني. 

وارتباطا بالانتخابات البرلمانية، نحن نرى أن الدولة يجب ان تكون دولة المواطن لا الانتماءات الضيقة، فالتركيز على هويات المواطنين ومكوناتهم يسبب التشظي، ويضر بالوحدة الوطنية رغم حاجتنا الماسة لها كعراقيين.

من الخطأ تماما أن تكون للعراقيين (كوتا) داخل البرلمان، تصنفهم على أساس الأديان والقوميات، فهذا الأمر يجب مراجعته، لأن أي مرشح يفوز بمقعد برلماني يمثل العراقيين جميعا. إن التركيز على هذا النمط الذي يفرق العراقيين في إدارة البلد هو ما يجعل الأمور مستعصية إلى الان. ووفقا لسؤالكم عن دور (كوتا) المسيحيين، تجدر الإشارة إلى إنها مختطفة، وهناك من يتلاعب بها بواسطة النفوذ. بينما لم يقدم النواب الذين يمثّلون المكون أي شيء يذكر. والكنيسة هي من قامت بأدوار ايجابية في هذا الشأن، رغم إن ذلك ليس بضمن واجباتها، لكن هذا هو الواقع.

في الانتخابات المقبلة لا اتوقع حدوث تطور في قضية (الكوتا). أتوقع ان تخترق مجددا. ما يهمني حقا أن تكون الانتخابات نزيهة وعادلة وشفافة، وأن يختار العراقيون ممثليهم، بناءً على النزاهة والسعي لتوفير الخدمات وتشريع القوانين وضمان السيادة للبلد.

الدولة المذهبية أو القومية ستغرق العراقيين بالمشاكل هل يملك العراق حلا غير الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟

ـ أنا مؤمن تماما بأن العراق لا حل أمامه للخروج من أزماته، سوى بناء الدولة المدنية الديمقراطية. وهناك دول اسلامية فهمت الدرس، وبدت تنحو بهذا المنحى. وأما الدولة المذهبية أو القومية فستغرق العراقيين بالمشاكل. نحن ندعو لبناء دولة ذات قانون وسيادة، ترجع الديانات فيها إلى الصفاء والنقاء وحمل الرسائل الإنسانية لا السياسية. إن الإسلام السياسي أثبت فشله تماما مثلما اثبتت المسيحية السياسية فشلها من قبل. أنا اوجه رسالتي لمن يديرون البلد بهذه الطريقة، وأرجو منهم تعلّم الدرس؛ فالعالم تغير وتقدم وهم يريدون التوقف في مكانهم إلى الأبد لغايات نفعية. وأنا أعلم انهم غير مؤمنين وغير خائفين من الحساب، والدليل ما يقومون به خلافا للرسائل السماوية التي تحترم الإنسان. هؤلاء خلقوا ثقافة الانتماءات الضيقة والطائفية والمحاصصة، ودشنوا سباق السرقة منذ سنوات، ولا علاقة لهم بهموم العراقيين.

أقول لشباب الانتفاضة الرائعين: انتم أمل العراق ما هو رأيك بانتفاضة تشرين؟ وماذا تقول لشباب الانتفاضة؟

ـ انتفاضة تشرين كانت لحظة انفجار المواطنين، بعد أن طفح كيلهم، بسبب البطالة واستفحال الفساد والتهميش الكبير.

لقد زرت خلال احداث الانتفاضة أكثر من مستشفى، وكانت اوضاعها تخجل أي مواطن من الدخول اليها. أين الخدمات والأموال التي جرى صرفها طوال السنوات الماضية؟ أنظر الى الشوارع والمدن التي تغرق خلال الأمطار وبيوت الفقراء التي تقع عليهم اثناء ذلك.

أقول لشباب الانتفاضة الرائعين: انتم أمل العراق ويجب أن تبقى تظاهراتكم سلمية، فهي أملنا كعراقيين للتغيير. كما كان لكنيستنا موقف تجاه الانتفاضة، عندما ألغت اعياد رأس السنة، حدادا على ارواح الذين غادروا الحياة، بسبب ما جرى للأسف الشديد، والاخرين الذين تعرضوا للإصابات.

إنّ الحديث عن انتفاضة تشرين يدعوني لتوجيه رسالة الى هؤلاء الذين قتلوا المواطنين السلميين، مفادها ان الظلم لا يدوم، وأسألهم عن مصير صدام حسين وغيره.

لماذا لم تتم معاقبة او القبض على قتلة المتظاهرين في ظل الصراع الحالي هل تتوقع أن تحقق الانتخابات القادمة فرصة للتغيير؟

ـ بين التمني والتصور فجوة. نحن نتمنى أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة من دون ان يتم تسييسها، ولكن الواقع يخالف التمنيات، وبدت الحملات الانتخابية مبكرا. نحن نسمع عن قيام البعض بشراء الذمم هنا وهناك. اذا بقي الوضع كما هو عليه، فانا افضل ان لا تكون هناك انتخابات تشبه العمليات السابقة، وتولد لنا خرابا جديدا. إن ضمان نزاهة الانتخابات وعدالتها يتطلبان القيام بمجموعة من الاجراءات، من ضمنها عودة الاستقرار والأمان وحصر السلاح والمال العام بيد الدولة، وفي حينها يمكن أن نقول ان الانتخابات مشجعة. وانا اسأل ايضا، لماذا لم تتم معاقبة او القبض على قتلة المتظاهرين والمواطنين ومحاسبة الذين استحوذوا على المال العام وبيوت المسيحيين وغيرهم؟ فلا بد من القيام بهذه الاجراءات قبل موعد الانتخابات.

عرض مقالات: