اخر الاخبار

لا يمكن للإنسان أن يصمد في ظل ارتفاع درجات الحرارة لقرابة نصف مئوية وغياب شبه تام للمياه والكهرباء، لكن ذلك أضحى مشهدا اعتاد عليه المواطنون في مناطق عدة من العاصمة بغداد: ترقب السيارات الحوضية لملء الخزانات المنزلية (7 الاف دينار لكل 1000 لتر)، والاعتماد على التغذية الضعيفة للمولدات الأهلية.

أغلب ساكني تلك المناطق الذين التقت بهم “طريق الشعب”، وصفوا الوعود الحكومية بأنها “كاذبة”، وأنهم ينظمون أنفسهم للخروج في تظاهرات عارمة قريبا تطالب بالخدمات.

الزعفرانية

ففي منطقة الزعفرانية شرقي العاصمة، يعاني الاهالي من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والذي يرافقه غياب شبه تام لماء الاسالة، ما يجبر المواطنين على ملء خزاناتهم المنزلية من العجلات الحوضية الجوالة.

تقول المواطنة فيحاء اشرف لـ”طريق الشعب”، ان الاسلاك الكهربائية الخاصة بمحلة 964 انهارت تماما على الأرض، منذ اكثر من يومين، ولم تتم صيانتها حتى الان، على الرغم من المناشدات المستمرة الموجهة الى دائرة صيانة كهرباء المنطقة.

وتتساءل فيحاء: “هل يمكن لأيّ من المتنفذين أن يعيش معنا هذا الحجيم؟”، مردفة “أنهم لا يشعرون بما نعانيه لأن القوى المتنفذة باتت منعزلة تماما عن الناس ومعيشتها اليومية”.

وعززت فيحاء حديثها بعدد من مقاطع الفيديو التي أرسلتها الى الجريدة، لتبين حجم البؤس الذي يعيشه الاهالي في منطقتها.

وتضيف المتحدثة: ان “هناك انقطاعا مستمرا لماء الاسالة منذ ثلاثة أيام، ما اجبر أهالي المنطقة على شراء الماء من البائعين الجوالين”.

وامام دائرة صيانة كهرباء الزعفرانية، تجمهرت اعداد غير قليلة من المواطنين لتقديم الشكوى إزاء التاخير في صيانة الاسلاك التي لحقها الضرر، منذ أيام في تلك المحلة.

المواطن عبد الزهرة الجواري يقول لـ”طريق الشعب”، انه قدم اكثر من مرة شكوى هاتفية لدائرة الصيانة، وجرى تبليغهم بسقوط الاسلاك الكهربائية ارضا بسبب الاحمال المرتفعة، ما تسبب بالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الوطني، فيما يعجز صاحب المولد الأهلي عن التشغيل.

ويفيد الجواري بأنه “على الرغم من جباية مبلغ 10 آلاف دينار من كل بيت لاجراء الصيانات المطلوبة، الا انها لم تتم حتى الان”.

دائرة الصيانة تبرر

وفي دائرة صيانة كهرباء الزعفرانية، يشتكي موظف استلام شكاوى المواطنين من ضغط الاتصالات وكثرة المراجعين الذين يطالبون بإجراء الصيانة لكهرباء مناطقهم بالسرعة الممكنة.

ويقول الموظف (ع.ع) لـ”طريق الشعب”، ان “المواطنين لديهم كل الاحقية في تقديم الشكوى ومواجهة عدم تلبيتها بالغضب، في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة”، مردفا ان “الامكانية المتوفرة لدى دائرة الصيانة محدودة، ولا تناسب حجم الحاجة التي تتطلبها منطقة الزعفرانية”.

ويضيف ان “المنطقة بحاجة الى ما لا يقل عن 20 سيارة تعمل فعليا على صيانة الأعطال التي يتم التبليغ عنها من قبل المواطن، في حين ان ما متوفر لدينا هو ثلاث مركبات خاصة بصيانة الكهرباء فقط”.

اتهامات متبادلة

وعن الاستمرار المفاجئ لانقطاع ماء الاسالة في الزعفرانية، يقول مدير دائرة ضخ الماء في المنطقة إيهاب العبيدي لـ”طريق الشعب”، ان “المحطة تعاني من محدودية تجهيزها بالوقود لتوليد الطاقة الكهربائية المعول عليها في تشغيل محطات ضخ الماء للمواطن. كما ان الانقطاع المستمر للتيار الوطني اثر سلبا هو الاخر على تشغيل محطات الضخ، ما أدى الى تراجع مستوى تجهيز المواطنين بماء الاسالة”.

وينبّه الى ان هناك تجاوزات غير قليلة على منظومات شبكات المياه، الامر الذي تسبب بضعف ضخ المياه وانقطاعه لفترات غير قليلة.

حي العامل

وفي منطقة حي العامل يشتكي مواطنوه من انقطاع ماء الاسالة والكهرباء، لفترات طولية.

المواطن بسام الربيعي من أهالي المنطقة، يقول لـ”طريق الشعب” ان “انقطاع الماء والكهرباء ازمة اعتاد المواطنون على تجرعها سنويا، على الرغم من الوعود الحكومية التي لم يعد يصدقها حتى الاطفال”.

حي الإعلام

اما في حي الاعلام، جنوب غرب بغداد، فلم يكن واقع الحال افضل من بقية المناطق، إذ تصف المواطنة ازهار محي واقع حال منطقتها في ما يخص الكهرباء والماء بأنه “بائس”.

وتقول لـ”طريق الشعب”: ان “الكهرباء الوطنية كان تجهيزها خلال الأيام الماضية بمستوى متوسط، ومع حلول شهر حزيران وارتفاع درجات الحرارة غابت الكهرباء، وغيّبت معها ماء الاسالة لأسباب لا يعلمها احد”.

وتقول انها، والى جانب المئات من أهالي المنطقة، يضطرون الى التجاوز على أسلاك التيار الكهربائي لاكثر من منطقة مجاورة بسبب سوء التجهيز على العموم، فضلا عن الإهمال والتهاون في اصلاح العطلات بالوقت المحدد، الامر الذي أدى الى استفحال ظاهرة التجاوزات، بحسب تبريرها.

وتضيف انهم يعتمدون على توفير المياه للاستخدام المنزلي والاستحمام من خلال الحوضيات الجوالة.

مناطق أخرى

فيما يشكو أهالي مناطق بغداد الجديدة والمعلمين وجسر ديالى والمشتل من الانقطاعات المستمرة أيضا للكهرباء والماء.

ويأمل الأهالي أن تضع الجهات المعنية حلولا ناجعة للازمات الصيفية المزمنة، مؤكدين انهم “جزعوا من الأكاذيب الحكومية التي تطلق فقط للاستهلاك السياسي”.

عرض مقالات: