اخر الاخبار

ضمن سلسلة حواراتها مع عدد من المعنيين، حاورت “طريق الشعب”، الناشط المدني وعضو حزب البيت الوطني، حسين الغرابي، حول ما حققته انتفاضة تشرين، ورؤيتهم المستقبلية للوضع العراقي. يقول الغرابي، إن انتفاضة تشرين “انتجت كيانات سياسية جديدة”، تحاول تقديم بديل حقيقي عن الصورة المشوهة للديمقراطية، مشيرا الى ان “احزاب السلطة” أضحت منعزلة تماما عن مصالح البلاد، بل أن همها الاول “مصالحها الفئوية”.

منجزات تشرين

وقال الغرابي لـ”طريق الشعب”، ان “انتفاضة تشرين اسست لمفاهيم سياسية جديدة، واعادت تشكيل الهوية العراقية”، مبينا ان “اهم منجزات الاحتجاج كان الغاء مجالس المحافظات سيئة الصيت، واستبدال اعضاء مفوضية الانتخابات السابقين بالقضاة، وتغيير قانون الانتخابات واسقاط حكومة عادل عبد المهدي، واعادة تشكيل الحكومة الحالية بطريقة مختلفة عن السابق”. 

دور مميز للمرأة

واضاف الغرابي، ان “المرأة لعبت دورا مميزا وغير مسبوق في الانتفاضة، حيث ساهمت بشكل فاعل بقيادة الجماهير، وتمثيلهم. وكانت شريكا فاعلا في كل النقاشات السياسية الباحثة عن الحلول للبلاد”، مشيرا الى ان “تشرين انتجت كيانات سياسية، تحاول تقديم بديل حقيقي عن الصورة المشوهة للديمقراطية”، التي يرهن تصحيحها بـ”تشكيل احزاب ديمقراطية جديدة” حسب وجهة نظره.

ووصف الغرابي “احزاب السلطة” بأنها “دكاكين اقتصادية وبيوتات خاصة، همها الاول مصالحها الفئوية، غير آبهة بمصالح البلاد”.

شروط المشاركة في الانتخابات 

ورهن الغرابي موضوع المشاركة بالانتخابات بـ”حصر السلاح بيد الدولة، ومعالجة الشوائب في مفوضية الانتخابات، ومنع الكتل السياسية من استغلال موارد الدولة، وملف الوظائف في الدعاية الانتخابية”. وأكد أن “الكتل السياسية غير جادة في تهيئة الاجواء الحقيقية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة”. وفي حال عدم توفر الظروف الايجابية لإجراء الانتخابات، فإن الغرابي وحزبه لن يذهبوا اليها، في محاولة لـ”حجب الشرعية عن هذا النظام”، حسب قوله. 

“تشرين”.. مستمرة 

وبيّن الغرابي، ان “فكرة تشرين دخلت في كل بيت عراقي، ولا تزال تتبلور في عقول المواطنين”. وفي اشارة الى تعاطف الناس مع فكرة تشرين وتبنيها، يقول الغرابي، ان المواطنين أخذوا “ينتهزون كل مناسبة وفرصة لرفع رموز الانتفاضة ويجاهرون بفكرها، ولا يكاد حديث يدور دون التطرق الى اهداف ومبادئ تشرين، فهي باقية وتسعى لتحقيق باقي اهدافها”. وزاد، ان أبرز أهداف الانتفاضة تتلخص في “انهاء نظام المحاصصة، ومحاسبة الفاسدين الكبار، وابعاد التدخلات الخارجية عن القرار العراقي ووضع المصلحة العراقية هي العليا”.

أحزاب الظل 

وأوضح الغرابي، أن “هناك نوعين من الاحزاب المنبثقة من تشرين؛ النوع الاول هي تشكيلات ظل للكتل السياسية والاحزاب الموجودة في الحكومة، وهذه الاحزاب لا يعول عليها، انما هي معروفة للمتظاهرين”. أما النوع الاخر فيشير الغرابي الى أنها “احزاب انبثقت من شباب  تشرين وشخوصها معروفون لدى المحتجين”، معتبرا ان هذه القوى “هي المعول عليها في تحقيق الاهداف المنشودة للجماهير”، لكنه يرهن ذلك بـ”بقائها على المسار ذاته الذي رسمته تشرين”.

عرض مقالات: