اخر الاخبار

لا راحة في الصيف .. ولا في الشتاء!

من المتعارف عليه في العراق، أن معاناة المواطنين مع أزمة الكهرباء الوطنية تكون في أوجها خلال فصل الصيف. إذ تطول فترات الانقطاع مقابل ساعات تجهيز قليلة، ما يضطر المواطن إلى الاعتماد بشكل كبير على المولدات الأهلية، وهذه لا تساعد في تشغيل أجهزة التبريد، ليتحول الصيف إلى جحيم!

ومع حلول فصل الشتاء، تستقر الكهرباء نوعا ما، نظرا لتخفيف الحمل عنها. وهنا ينعم المواطن بساعات تجهيز أطول. إلا أن الذي حصل هذا الشتاء، كان غير متوقع. فقد شهدت بغداد ومحافظات الوسط والفرات الأوسط، تدهورا كبيرا في تجهيز الكهرباء، حتى وصلت فترة القطع إلى 18 ساعة في اليوم، وذلك لأسباب عدة، أبرزها عدم توفر الوقود الكافي لتشغيل محطات التوليد – وفقا لتصريحات المسؤولين.

ويبدو أن الحكومة ووزارة الكهرباء، ليس لديهما معالجات قريبة لهذه الأزمة المستفحلة المزمنة. فالمواطن لم يتلق طيلة السنوات الماضية، سوى مبررات وتصريحات غير مقنعة باتت “حبرا على ورق” – بحسب ما يراه العديد من المواطنين.

وانخفضت كثيرا ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد خلال الفترة الراهنة، حتى وصلت إلى 6 أو 7 ساعات في اليوم، بشكل متقطع وغير مستقر – وفق ما يذكره المواطن أبو جبار، الذي يشير في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن التجهيز يكون في  الغالب ساعة واحدة مقابل أربع ساعات قطع.

ويلفت إلى أن “المواطنين باتوا يعتمدون على المولدات الأهلية، بالرغم من ارتفاع سعر الأمبير إلى 20 و25 ألف دينار، تماشيا مع زيادة فترات التشغيل، الأمر الذي أرهق ذوي الدخل المحدود”. 

 

ورش صناعية تغلق أبوابها

وتسببت أزمة الكهرباء في إيقاف عمل العديد من الورش الصناعية، كالحدادة والنجارة، التي يعتمد عملها بشكل كلي على الكهرباء الوطنية. 

وبهذا الصدد يقول ليث محمد علي، وهو صاحب ورشة نجارة، انه اضطر إلى إغلاق ورشته بسبب أزمة الكهرباء، مشيرا إلى انه من غير الممكن الاعتماد على المولدات الأهلية، كون تشغيل معامل النجارة يتطلب أمبيرات كثيرة من الكهرباء، ما يزيد من نفقات الانتاج ويؤدي إلى الخسارة في الغالب. 

 

الفساد يعظّم البلاء! 

من جانبه، يرى المواطن بهاء احمد، أن عشرات المليارات أنفقت منذ العام 2004 على قطاع  الكهرباء، ولا تزال الأزمة قائمة، معتقدا أن “هذه المبالغ الكبيرة لو كانت استغلت بالشكل الصحيح، كأن يتم تنصيب محطات توليد جديدة وشبكات توزيع حديثة، لاكتفى العراق من الطاقة الكهربائية، ولأصبح لديه فائض يمكن تصديره إلى دول الجوار!”. 

ويستدرك “لكن المشكلة تكمن في المحاصصة الطائفية والفساد الإداري والمالي المستشري في مفاصل الدولة “.

وبسبب عدم استقرار “فولتية” الكهرباء، تتعرض الأجهزة  الكهربائية المنزلية باستمرار إلى العطب، ما يكبد المواطنين خسائر مالية كبيرة.

وعن ذلك، تقول المواطنة أم لمى لـ “طريق الشعب”، ان تذبذب “فولتية” الكهرباء، بين الانخفاض والارتفاع المفاجئين، تسبب في عطب العديد من مصابيح المنزل، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الكهربائية. فيما نوهت إلى أن أزمة الكهرباء أثرت كثيرا على الطلبة، الذين يذاكرون ويؤدون امتحاناتهم اليوم، على الانترنيت، ما يتطلب توفر الكهرباء بشكل مستمر. 

 

أمبير المولدة بـ 20 ألفا

وعلى إثر تدهور الكهرباء، زادت فترات تشغيل المولدات الأهلية، فرفع اصحابها سعر الأمبير الى 20 ألف دينار، وأكثر أحيانا. 

وقال كاظم لعيبي، وهو صاحب مولدة، أن مولدته صارت تشتغل خلال اليوم بين 12 و18 ساعة، ما جعله يرفع سعر الأمبير لتغطية نفقات الوقود الاضافي. فحصة “الكاز” التي توزعها عليهم الدولة باتت لا تسد الحاجة كما يقول. 

 

تهالك الشبكة أحد أسباب الأزمة

تذكر المهندسة إيمان عبد القادر، أن شبكات توزيع الكهرباء متهالكة في معظم مناطق جانب الكرخ من بغداد، موضحة أن المحولات والكابلات التي تزود الدور السكنية والمحال التجارية بالطاقة، مضت عليها سنوات طويلة، ولم يجر عليها أي تأهيل أو صيانة، بما يتناسب والتوسع السكاني، الأمر الذي يشكل أحد أسباب تردي الكهرباء.     

عرض مقالات: