ردّ العراقيون بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم، على الأصوات النشاز التي حاولت استغلال الانفجار المزدوج في الباب الشرقي، والعزف مرة اخرى على وتر الصراع الطائفي، لكن حجم التضامن الواسع في مختلف المحافظات كان له الصوت الاعلى في الرد الحاسم على مروّجي الفتن الطائفية.
الملابس توزع بالمجان
وانطلقت اولى المبادرات من موقع الانفجار عندما قام باعة الملابس المستخدمة بتوزيعها مجانا للمحتاجين، اكراماً لزملائهم الذين استشهدوا بالقرب منهم. ثم اشعل بعض الشباب الشموع في مكان الانفجار، مستنكرين محاولة بعض الاطراف السياسية استغلال الحادث لتغذية ملف الطائفية.
وقال المشارك في الوقفة عبدالله محمد لـ”طريق الشعب”، ان “الارهاب لا يميز بين المواطنين، وما محاولة بعض الجهات السياسية استغلال هذا الملف للعب على وتر الصراع الطائفي، الا لعبة يائسة من جهات لا تمتلك ضميرا انسانيا”.
أربيل تتضامن
ونظم العشرات من المواطنين في أربيل، وقفة تضامنية مع عوائل شهداء الانفجار.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لناشطين وباعة متجولين يرتدون الزي العربي والكردي، وهم يوقدون الشموع، حدادا على ارواح شهداء العملية الارهابية، معلنين عن تضامنهم الكامل مع عوائل الضحايا، فيما طالبوا القوات الامنية بممارسة دورها في حماية الموطنين وتوفير الامن.
الانبار تتبرع بالدم
وفي الانبار، نظم عدد من المواطنين حملة للتبرع بالدم الى جرحى الانفجارين.
وتوافدت اعداد كبيرة من الشباب على مستشفيات مدينة الرمادي وبقية مدن المحافظة، للمساهمة في حملة التبرع.
كذلك أقيمت صلاة الغائب على أرواح الشهداء في عدد من جوامع المحافظة، عقب الانتهاء من صلاة الجمعة.
وقفات حداد
من جانبهم، نظم العشرات من أهالي الموصل، وقفة حداد على أرواح الشهداء. واوقدوا الشموع قرب الجسر العتيق في المحافظة. وفي قرية تل علي التابعة لمحافظة كركوك، أقيم مجلس عزاء على أرواح الشهداء.
وعند مأذنة الملويّة الاثرية أوقد شباب سامراء الشموع على أرواح ضحايا التفجير الارهابي. فيما اقام اهالي المجمع السكني في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين، صلاة الغائب على أرواح الضحايا.
الناصرية تتظاهر
في المقابل، تظاهر المئات من المحتجين في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، استنكارا للتفجيرات التي استهدفت بغداد الخميس الماضي.
وقال المتظاهر حسين علي لـ”طريق الشعب”، ان “التظاهرة جاءت لرفض الاصوات النشاز التي تحاول اعادة الطائفية وبث التفرقة بين ابناء الشعب”، مطالبا الحكومة وقوات الامن بالعمل على “ضبط الامن وكشف القتلة والمجرمين الذين يقفون وراء هذه الحوادث”.
صابئة ميسان يستنكرون
من جهتهم، نظم عدد من شباب طائفة الصابئة المندائيين في محافظة ميسان، وقفة لاستنكار الجريمة.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “عددا من ابناء طائفة الصابئة المندائيين نظموا وقفة احتجاجية لاستنكار العمل الارهابي في بغداد”، معلنين “تضامنهم الكامل مع عوائل الشهداء”. وأوقد اعلاميون وناشطون في ميسان خلال وقفة استنكارية، شموعا بالقرب من جدار الشهداء، وسط ميسان، استذكاراً شهداء تفجيرات بغداد.
واشار المشارك في الوقفة احمد حاتم الى “وقوف المتظاهرين مع القوات الامنية صفا واحدا للبحث عن المتورطين والمقصرين للاقتصاص منهم ومحاسبة من تسبب بإراقة الدم العراقي”، مبينا ان “البعض يحاول جر البلاد نحو الاقتتال الطائفي مجددا، ولكن وحدة العراقيين ستفوت الفرصة على اعداء البلاد”.
النجف تطالب بكشف الجناة
في غضون ذلك، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة النجف قرب مجسر ثورة العشرين، معلنين تضامنهم الكامل مع عوائل الشهداء.
وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين طالبوا بالكشف عن الجناة ومحاكمتهم وانصاف عوائل الشهداء والجرحى”، مشددين على “ضرورة توفير الأمن للمواطنين”.
فعاليات أخرى..
وشهدت بقية المحافظات وقفات احتجاجية وتظاهرات للتضامن مع عوائل الشهداء.
واستنكر المتظاهرون في الديوانية التفجير الارهابي الشنيع، محملين القوى السياسية مسؤولية ضعف الاجهزة الامنية واختراقها، بحسب بيان لهم. وفي ساحة اعتصام قضاء الرميثة في محافظة المثنى، اوقد معتصمو القضاء الشموع ترحما على ارواح الشهداء. الى ذلك، توافدت اعداد كبيرة من المتظاهرين على ساحة مجسر الثورة في محافظة بابل، معلنين تضامنهم الكامل مع عوائل الشهداء، وحمل المتظاهرون الكتل السياسية المتنفذة مسؤولية عودة الانفجارات بسبب عدم جديتهم في بناء قوات امنية قادرة على حفظ الامن بسبب اعتماد المحاصصة الطائفية.