اخر الاخبار

تتصاعد فعاليات التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، ضد حرب الإبادة والتجويع الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني منذ عامين في قطاع غزة، حيث تزداد وتيرة الاحتجاجات الجماهيرية الرافضة لاستمرار الحرب، والمطالبة بتوفير الطعام والدواء والماء والمساعدات الإنسانية الأخرى.

وتشهد عواصم دول أوروبية وأفريقية وعربية احتجاجات أسبوعية منددة بالإبادة، وتطالب بالإيقاف الفوري للحرب.

ومن المقرر ان يعقد في 22 أيلول الجاري مؤتمر في الأمم المتحدة، ترعاه المملكة العربية السعودية وفرنسا، للاعتراف بدولة فلسطين، فيما أعلنت العديد من الدول انضمامها إلى هذا الحدث التاريخي، ومنها بريطانيا وبلجيكا وفنلندا وأستراليا وكندا، مقابل رفض إسرائيلي – أمريكي، إذ قررت الولايات المتحدة عدم منح سمة دخول للوفد الفلسطيني إلى الأراضي الأمريكية والمشاركة في المؤتمر.

نساند الاعتراف بدولة فلسطين

وقال الرفيق حيدر مثنى، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، إن "الشيوعيين العراقيين يدعمون الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة، ولطالما ساندنا هذا الحق في مختلف الميادين".

وأضاف في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن "التضامن الشعبي العالمي الواسع، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بعد أحداث طوفان الأقصى، هو الذي أجبر الحكومات الغربية على تسريع وتيرة الاعتراف بدولة فلسطين".

وتابع ان "الصورة التي تُنقل يومياً من غزة، وما يعيشه شعبنا الفلسطيني من ولايات متمثلة بالقتل اليومي والتجويع الممنهج ومنع الماء والدواء وأي فرصة للحياة، فضلاً عن التدمير الكامل للبنى التحتية، جعلت قادة العالم يتحركون باتجاه المطالبة بإيقاف هذه الحرب المدمرة".

وأكد الرفيق مثنى، أن "العديد من هذه الدول التي تريد الآن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كانت ولا تزال تقدم بشكل أو آخر أشكال الدعم للاحتلال الصهيوني وحكومته اليمينية الفاشية المتطرفة، وبالتالي بسبب هذا الدعم غير المحدود في الكثير من الأحيان، ازدادت معاناة شعبنا الفلسطيني".

إمكانيات أخرى للتحرك دولياً

وعن أهمية التحرك والمساندة الحكومية والشعبية في المنطقة عموماً، والعراق خصوصاً، أشار مثنى إلى أن "ما قدمته الشعوب في المنطقة العربية غير كافٍ حتى الآن، وهي بالإمكان أن تتحرك بصورة أوسع للتضامن مع الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض عليه".

ولفت إلى أنه "برغم التحرك الحكومي العراقي باتجاه دعم القضية الفلسطينية، إلا أنها لا تزال غير ذات تأثير كبير، لذلك ينبغي أن يفعل العراق دوره باعتباره رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية، وأن يستخدم الأساليب الدبلوماسية للضغط على البلدان المختلفة من أجل دعم الاعتراف بدولة فلسطين".

وأضاف مثنى أن هناك "إمكانية لتحريك ما جرى التوصل إليه في اجتماع بغداد للقمة العربية، وكذلك تفعيل البيان الختامي للقمة الطارئة العربية الإسلامية، ومنها كسر الحصار الجائر المفروض على غزة والضفة الغربية".

وفي حديثه، شدد الرفيق حيدر مثنى عضو المكتب السياسي للحزب، على وجود إمكانية يمكن أن يستخدمها العراق، وهي "فرض نوع من التعامل الاقتصادي مع الدول الداعمة للكيان المحتل، وإرغامها على إيقاف الدعم له".

وختم الرفيق مثنى حديثه بالتأكيد على "أهمية وحدة القوى الفلسطينية في مواجهة العدوان، والرجوع إلى الاتفاقيات التي أبرمت فيما بينها، من أجل النضال سوياً من أجل دولة فلسطينية حرة ومستقلة".

معركة ضد الظلم والاستبداد

من جانبه، قال أثير الدباس، المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، إن "موجة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها تكشف عن تطور مهم في الوعي السياسي، إذ لم تعد القضية الفلسطينية حبيسة صراع إقليمي محدد أو موضوعاً تفاوضياً مؤجلاً، بل أضحت معياراً يقاس به صدق الالتزام بالمعايير الديمقراطية والإنسانية".

وأضاف ان "هذا التضامن يعبر عن رفض متصاعد لسياسات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، ويؤكد أن محاولات شرعنة القمع والعنف لم تعد تجد رواجاً أمام الضمير العالمي الحر".

وشدد الدباس في تصريح لـ"طريق الشعب"، على أن "دولة العراق بما تحمله من ثقل تاريخي وسياسي مطالبة اليوم بأن تحول موقفها من دائرة الشعارات إلى دائرة الفعل السياسي المؤثر، المطلوب ليس إعلان الإدانة، بل استخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدين الاحتلال وتطالب بوقف الحرب، والعمل على بناء موقف عربي متماسك لوضع حد لمساعي تصفية القضية الفلسطينية".

ولفت إلى إمكانية أن "تضع الحكومة العراقية قضية التضامن مع فلسطين جزءاً من سياستها الخارجية، وأن تستثمر مكانتها في المنطقة لتعزيز محور السلام والعدالة".

وأكد الدباس أن "التيار الديمقراطي يؤكد أن الوقوف مع الشعب الفلسطيني ليس خياراً أخلاقياً فحسب، بل هو أيضاً جزء من معركة العراقيين أنفسهم من أجل بناء دولة عراقية خالية من الاستبداد والعنف والهيمنة، فالقضية الفلسطينية بعمقها السياسي والإنساني هي امتداد طبيعي لنضال الشعوب في وجه الاحتلال والاستغلال، وأي تقاعس في نصرتها هو تفريط في مبادئ الحرية والعدالة التي ننشدها جميعاً".

دعوة لتحمل المسؤولية

علي صعيد آخر أكد عزيز الربيعي الأمين العام لتيار الخط الوطني على ضرورة استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال التي تستهدف كرامته وحقه في الحياة الحرة الكريمة.

وقال الربيعي إن "ممارسات التجويع وحرمان المدنيين من أبسط مقومات العيش تمثل جريمة إنسانية مرفوضة ومدانة، وتتناقض مع القيم الأخلاقية والمواثيق الدولية".

وأكد الربيعي في حديثه لـ"طريق الشعب" موقف تياره الثابت، قائلاً: "نرفض هذه السياسات اللا إنسانية، وندعو المجتمع الدولي والقوى الحية لتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الانتهاكات، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والعدالة".