هل سيرحلون عن العراق؟
في مقال لإيفين كريم وسنان محمود حول الانسحاب الأمريكي من مناطق معينة في العراق، في موعد أقصاه الشهر المقبل، نقلت صحيفة "إنترناشيونال" الناطقة بالإنجليزية عن مسؤول أمريكي قوله إن الولايات المتحدة تجري تغييرًا في وضع مهمتها العسكرية، بحيث يتحول وجودها إلى شراكة أمنية ثنائية، نافيًا اعتبار ذلك نهايةً للتحالف العالمي لهزيمة داعش، لأنه، ببساطة، "سيواصل جهوده المدنية على الصعيد العالمي".
تنفيذًا لاتفاق مُبرم
وأشارت الصحيفة إلى أن البلدين كانا قد أعلنا، في أيلول من العام الماضي، عن اتفاقهما على إنهاء مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش خلال سنة، على أن تغادر بقية القوات الأمريكية البلاد بحلول نهاية عام 2026 .
وأضاف المقال أن التقارير التي أشارت إلى أن القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب من قاعدة عين الأسد غربي البلاد، ومن مطار بغداد الدولي، متوجهةً إلى أربيل في إقليم كردستان العراق الفيدرالي، تؤكد بدء تنفيذ الخطة التي يُفترض بموجبها إنهاء أنشطة التحالف في مقره وفي قاعدة عين الأسد الجوية في أيلول 2025، كجزء من المرحلة الأولى، دون أن يوضح أيّ من الجانبين ما يترتب على ذلك من التزامات متبادلة.
تأكيدات عراقية
من جانبها، صرّحت الحكومة العراقية، على لسان مستشار لها، بأنها "ملتزمة بإنهاء المهمة التي تقودها الولايات المتحدة، والانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية تمثّل رؤية الحكومة في إيجاد علاقة مستدامة تشمل جميع المجالات، ومن بينها المجال الأمني". وأكد المستشار أن "العراق يسعى إلى الحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وتركيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاتحاد الأوروبي، وجميع الدول الصديقة، وعلى وجه الخصوص العلاقات مع واشنطن في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي القائمة".
الخلاف حول الوجود الأمريكي
وبعد أن تطرق المقال إلى ظروف تأسيس التحالف الدولي لهزيمة داعش بقيادة الولايات المتحدة عام 2014، وعملياته العسكرية، الجوية والاستخباراتية، وتقديم المشورة والتدريب لقوات الأمن العراقية، أكّد أن الوجود الأمريكي في البلاد كان نقطة خلاف رئيسية، حيث عارضته داخليًا قوى وأحزاب مختلفة، كما لقي معارضة شديدة من طهران. وهي المعارضة التي لعبت دورًا في الضغط على الحكومة لطرد القوات الأمريكية من البلاد، والتي سبق أن تعرّضت لهجمات متكررة، لا سيما بعد عام 2020، إثر اغتيال واشنطن قائدَين، عراقي وإيراني، قرب مطار بغداد، وكذلك بعد بدء حرب إسرائيل على غزة في تشرين الأول 2023.
واختتم الكاتبان المقال بالإشارة إلى تزامن انسحاب هذه القوات مع توقيع اتفاقية أمنية بين إيران والعراق، خلال زيارة رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بغداد، والتي أثارت ردود فعل عنيفة من الولايات المتحدة.
بقاء المستشارين
من جانبها، نشرت صحيفة The Cradle مقالًا حول الأمر، نقلت فيه عن مصدر رسمي عراقي استعداد الجيش الأمريكي لبدء سحب قواته من عدة مواقع في العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد، ونقلها إلى مدينة أربيل شمال إقليم كردستان، تنفيذًا للاتفاق بين بغداد وواشنطن، مع بقاء المدربين العسكريين في البلاد، الذين لا علاقة لهم بانسحاب قوات التحالف الدولي.
وذكرت الصحيفة أن هناك محادثات مستمرة بين بغداد وواشنطن حول تحويل دور القوات الأمريكية في العراق إلى دور استشاري، بدلًا من الانسحاب الكامل لجميع القوات، وهي مباحثات ترافقها ضغوط أمريكية شديدة لنزع سلاح الفصائل المسلحة في البلاد. ولم تجد الصحيفة أن عملية نزع السلاح سهلة، بسبب ربط هذه الفصائل تسليم سلاحها بإنهاءٍ تامّ للتواجد الأجنبي على الأرض العراقية، وبسبب تأكيدها العلني على مهامها الإقليمية كجزء من المحور المعادي للولايات المتحدة وإسرائيل، والذي تقوده طهران.