اخر الاخبار

ما زالت المسيّرات مجهولة الهوية!

كتب سيث فرانسمان مقالًا لموقع The National Interest حول مشاكل ضرب مواقع عسكرية ونفطية في مناطق مختلفة من العراق بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية، أشار فيه إلى أن هذه الهجمات باتت تسلّط الضوء على قضية وجود السلاح المنفلت، والمحاولات الجارية لمعالجة هذه المشكلة.

هجمات على كردستان

وذكر الكاتب أن عددًا من هذه الطائرات قد استهدف إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، وفق ما أفادت به قوات مكافحة الإرهاب الكردية، التي أكدت عدم وقوع إصابات في العشرين هجومًا التي شُنّت بطائرات مسيّرة انتحارية بهدف تخريب البنية التحتية للطاقة في الإقليم خلال شهر تموز الماضي.

وأضاف الكاتب أن هذه الهجمات قد أثارت غضب المسؤولين في واشنطن، لا سيما حين استهدفت "البنية التحتية للطاقة"، بما في ذلك تلك التي تديرها شركات أمريكية، وهو ما دفع - كما يبدو - بوزير الخارجية ماركو روبيو إلى مهاتفة رئيس الحكومة العراقية والتأكيد على أهمية محاسبة الجناة ومنع وقوع هجمات مستقبلية، وعلى ضرورة قيام بغداد بدفع رواتب سكان إقليم كردستان، والشروع في استئناف تصدير النفط عبر خط أنابيب بين العراق وتركيا.

الحكومة والسلاح المنفلت

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هجمات الطائرات المسيّرة تُعدّ مثالًا على عجز بغداد عن السيطرة على الجماعات المسلحة داخل البلاد، والتي اتهمتها سلطات حكومة إقليم كردستان بالمسؤولية عن هذه الهجمات، وهو اتهام يبدو أن روبيو متفق معه، خاصة بعد أن كشف بيان لوزارة الخارجية أن وزيرها قد أكد لبغداد "مجدّدًا على المخاوف الأمريكية الجدية بشأن مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي المعلّق حاليًا في مجلس النواب"، لأنها ترى في أي تشريع من هذا القبيل ترسيخًا لنفوذ إيران وحلفائها وتقويضًا لسيادة العراق، على حد وصف الأمريكيين والكاتب.

وأورد المقال مجموعة من الأخبار عن نشاطات عسكرية قامت بها الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لطهران في الآونة الأخيرة، ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن، أدّت بعضُها إلى مقتل وجرح جنود أمريكيين. وادّعى الكاتب أن حكومة بغداد تتمتع بالسلطة للسيطرة على هذه الفصائل لكنها ترفض القيام بذلك منذ سنوات، بل وفّرت لها الفرص للتسلل إلى أجهزة الدولة.

ضغوط متبادلة

وذكر المقال أن الضغوط الكبيرة التي يُمارسها مشرّعون أمريكيون على إدارة ترامب، مطالبين إياها بحظر التعامل المالي مع العراق لأن حكومته تموّل - أو لا تكافح على الأقل - هذه الفصائل، ولا تمنعها من ضرب الأصدقاء في إقليم كردستان، يُقابلها تعرّض رئيس الحكومة العراقية من جهته إلى ضغوط لمعاقبة أربيل لأنها حليفة لواشنطن، التي شنّت عدوانًا واسع النطاق على إيران، وهو ما ينعكس في قطع الرواتب، وعدم الاعتراف بعقود الطاقة التي يتعامل بها الإقليم.

التواجد الأمريكي

وأشار المقال إلى أن وجود قوات أمريكية في إقليم كردستان كجزء من قوة المهام المشتركة "العزم الصلب" لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي التقى قائدُها الجديد برئيس الحكومة العراقية وطلب منه وقف هجمات الفصائل، يقلق طهران كثيرًا، لا سيما في أعقاب ما جرى في حرب الأيام الاثنتي عشرة، والتغييرات غير الإيجابية - بالنسبة لها - التي جرت في سوريا ولبنان، حتى لم يبقَ لها من حلفاء موثوق بهم إلا في العراق.

وزعم الكاتب أن السلطات العراقية أظهرت حتى الآن أنها غير مستعدة لمواجهة هذه الجماعات. واستدرك بالقول إنه، ومع ما آلت إليه أوضاع إيران، فإن من غير المتوقع أن تفلح في السيطرة على العراق كما فعلت في الماضي. كما أن الجماعات الحليفة لها تأمل في تولّي دور أكثر رسمية، والحصول على رواتب ومزايا تقاعدية، ولا تفكّر في السيطرة على البلاد.