اخر الاخبار

بكين تحتضن الشباب في مناسبة الذكرى الثمانين للنصر على الفاشية

وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ، في 29 تموز الماضي، رسالة إلى مؤتمر الشباب العالمي للسلام المنعقد في العاصمة الصينية بكين، مؤكدًا فيها أن «مستقبل السلام يكمن في الشباب»، في إشارة واضحة إلى دور الأجيال الجديدة في صياغة مستقبل يسوده السلم والتعاون الدولي.
وشهد المؤتمر، الذي تزامن مع الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، مشاركة واسعة من ممثلي الشباب من أكثر من 130 دولة، حيث عبّر الحاضرون عن تقديرهم العميق لدور الشباب في حفظ السلام وتعزيز التنمية، وأعلنوا عن استعدادهم للتكاتف من أجل بناء مستقبل مشترك للبشرية.
وخلال الجلسات، أطلق شباب من القارات الخمس «مبادرة السلام العالمية للشباب»، التي جاءت بلغات متعددة، وتضمنت دعوات إلى ترسيخ قيم السلام، وتعزيز التضامن، ومواجهة التحديات العالمية بروح التعاون والوحدة.

الرسائل الأساسية لمبادرة الشباب العالمي للسلام
تضمنت الوثيقة الصادرة عن المؤتمر – والتي حصلت «طريق الشعب» على نسخة منها – جملة من الرسائل التي وجهها الشباب إلى العالم، أبرزها:

1. الدفاع عن السلام ورفض الحرب:
شددت المبادرة على أهمية استخلاص العبر من التاريخ، ورفض جميع أشكال الحروب والعنف، مع التأكيد على رفض الأحادية والهيمنة والحمائية. ودعا الشباب إلى حماية المنجزات التي تحققت عقب الحرب العالمية الثانية، والدفاع عن النظام الدولي المرتكز على القانون الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، وتكريس التعددية الحقيقية.

2. تعزيز التفاهم بين الحضارات:
أكد الشباب على أن بناء السلام يبدأ من العقول، ودعوا إلى ترسيخ مبادئ المساواة والتفاهم والحوار بين الثقافات، وتشجيع التبادلات الحضارية التي تتجاوز القطيعة والصدام، لتعزيز الصداقة بين الشعوب.

3. التعاون من أجل التنمية:
اعتبر المشاركون أن التنمية هي أساس السلام، ودعوا إلى تعميق التعاون الشبابي عبر المنصات الإقليمية والدولية، والمساهمة في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وتذليل فجوات التنمية العالمية.

4. مواجهة التغير المناخي:
أكدت المبادرة أن التغير المناخي يمثل تهديدًا مشتركًا، وحثت الشباب على الانخراط في العمل المناخي العالمي، وتقديم حلول مبتكرة لتحسين الحوكمة البيئية على المستوى الدولي.

5. توظيف التكنولوجيا لخدمة البشرية:
أشارت الوثيقة إلى أن التكنولوجيا، رغم ما تحمله من فرص، تمثل تحديًا في الوقت ذاته. ودعا الشباب إلى تسخير التقدم التكنولوجي لصالح الجميع، والعمل من أجل مستقبل رقمي شامل، عادل، ومستدام.

رسالة إلى العالم في مفترق طرق

وبينما يعيش العالم مرحلة تحولات عميقة – بحسب نص الوثيقة – يجد الشباب أنفسهم أمام مفترق طرق: بين الوحدة والانقسام، والحوار والمواجهة، والتعاون المشترك أو التنافس الصفري. وفي هذا السياق، يؤكد المشاركون أن جيلهم يتحمل مسؤولية تاريخية في الحفاظ على السلام، وبناء نظام عالمي أكثر عدلاً واستدامة.

وفي ختام المؤتمر، دعا ممثلو الشباب إلى اعتبار الذكرى الثمانين لانتصار البشرية على الفاشية ومنظمة الأمم المتحدة، نقطة انطلاق جديدة لتوحيد الجهود العالمية، وبناء مستقبل يتشارك فيه الجميع الأمن والرخاء.