اخر الاخبار

وعود واشنطن العرقوبية

في موقع International Policy Digest، كتبت شيدمان زيباري مقالًا حول العلاقات الكردية -الأمريكية، أشارت فيه إلى أن الكرد، كشعب نحتت هويته الجبال وصقلها التاريخ، لا يتخلّى عن حلمه بالحرية، وبما حققه عبر سنواتٍ طوال من إقليمٍ فيدرالي، له برلمانه، وحرسه الوطني، وعلمه، ونشيده، ولغته الرسمية.

الكرد في العراق الجديد

وذكرت الكاتبة أن الكرد لعبوا دورًا بارزًا في إعادة بناء الدولة العراقية بعد سقوط الدكتاتورية، من خلال المساهمة في صياغة الدستور الجديد، وفي محاربة الإرهاب، وتبنّي الشكل الفيدرالي للنظام السياسي الجديد. لكنها استدركت بالقول إن الأمور، التي بدت في البداية مبشّرة بالخير حين شهدت أربيل تدفّقًا للاستثمارات وانطلاق حملات إعمار واسعة، سرعان ما كشفت عمّا يغلي تحت الرماد. فقد تمسّك الكرد بحلم دولة مستقلة معترف بها، في حين لم يقبل الحكّام في بغداد قط بالحكم الذاتي الكردي بشكلٍ كامل؛ فتسامحوا معه عندما كان مفيدًا، وأهملوه متى ما أمكن، حسبما عبّرت الكاتبة.

وبيّنت الكاتبة أن هذا الخلاف العميق سرعان ما بدا جليًّا في عام 2017، عندما أجرت حكومة إقليم كردستان استفتاءً على الاستقلال، أسفر عن موافقة 92 في المائة من الناخبين. وقد جاء ردّ بغداد سريعًا وقاسيًا؛ فأغلقت المطارات الكردية، وأحكمت قبضتها على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وفكّكت العديد من المكتسبات.

صمت أمريكي

وانتقدت الكاتبة بشدة صمت المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، وتخلّيها عن وعودها بمساعدة الكرد، خاصةً وأن لها تأثيرًا كبيرًا على بغداد، التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المساعدات الأمريكية. واستنتجت أن الكرد، وإن اعتبرتهم واشنطن شركاء، فهم ليسوا أولوية في حساباتها السياسية الخارجية، ولهذا تتم الإشادة بهم وبشجاعتهم وتضحياتهم عند الحاجة، ويتم تجاهل مصالحهم بعد انقضاء تلك الحاجة، خصوصًا إذا لم تتوافق تلك المصالح مع الخريطة الجيوسياسية المرسومة في واشنطن أو بروكسل.

خيبات داخلية

وادّعت الكاتبة أن أحلام الكرد بدأت تتلاشى، حيث يزداد في أوساط الشباب شعورٌ بخيبة الأمل، ليس فقط جراء اللامبالاة الدولية، بل نتيجة فقدان الثقة بقادتهم ووعود الإصلاح، في ظلّ صراع الحزبين الرئيسيين على السلطة، وهو الصراع الذي لم يستنزف طاقة الشعب فحسب، بل فسح المجال لتدخلٍ خارجي فظ في شؤون كردستان الداخلية، السياسية والاقتصادية، وحتى الثقافية.

هناك أمل

وأكّد المقال على أن القصة لم تنتهِ بعد، فالفُرصة ما زالت سانحة إذا ما توحّدت القوى السياسية الرئيسية، وأُطلقت عملية إصلاح اقتصادي حقيقية، واستُعيدت ثقة الشعب بالعملية السياسية، ونشطت القيادة في كسب التعاطف والدعم المحلي والدولي.

واختتمت الكاتبة المقال بالإشارة إلى أن كردستان العراق تسير اليوم على خط هش، لكنها تمضي قدمًا بكرامة، كما هو عهد شعبها طيلة السنين.