أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أن الحبر الانتخابي لم يعد أداة فعالة في منع التزوير أو ضمان نزاهة العملية الانتخابية، مشيرة إلى أنه إجراء شكلي فقط، بات غير ذي جدوى في ظل التطور التقني المعتمد في إدارة العملية الانتخابية.
سيطرة كاملة
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، إن المفوضية "تمتلك سيطرة كاملة على مجريات الانتخابات وتؤمّن إجراءاتها التقنية بما يضمن حماية أصوات الناخبين"، مؤكدة أن البطاقة البايومترية هي الأداة الأساسية للتحقق من هوية الناخب، ولا علاقة للحبر الانتخابي بمنع التزوير كما يُشاع.
وأوضحت الغلاي، أن يوم الاقتراع سيشهد ما وصفته بـ"المطابقة الثلاثية" لبصمات الأصابع العشر، تشمل: بصمة الناخب، والبصمة المخزّنة في البطاقة البايومترية، وتلك المسجلة في جهاز التحقق الإلكتروني داخل المحطة الانتخابية. وبيّنت أن هذه الآلية تضمن دقة فائقة في التعرف على هوية الناخبين، وتمنع أي محاولة للتصويت المتكرر أو التلاعب.
وأضافت، أن "المفوضية ستعتمد أيضاً على كاميرات مراقبة مرتبطة إلكترونياً بأجهزة التحقق، فضلاً عن تشغيل الأجهزة الانتخابية كافة المعتمدة مسبقاً"، مشيرة إلى أن "التحقق من هوية الناخب يتم حصراً من خلال البطاقة البايومترية، مع تضمين الصورة البايومترية لمراعاة حالات عديمي البصمة".
وأكدت الغلاي أن الناخب ملزم بالتوقيع ووضع بصمته في السجل الورقي داخل كل محطة انتخابية، إلا أن كل هذه الإجراءات تجعل من استخدام الحبر أمراً غير ضروري من الناحية الفنية، لا سيما مع تكلفته المالية العالية مقارنة بعدم جدواه في منع التزوير.
بطاقة ذكية لا تُزوّر
من جهته، أوضح الحسن قبس، عضو الفريق الإعلامي للمفوضية، أن البطاقة البايومترية مصممة وفق تقنيات دقيقة، وتشمل جهاز تعقب ومعلومات بيومترية فريدة مرتبطة حصراً بالناخب. وأكد أنها تُستخدم لمرة واحدة فقط، إذ تتوقف فور انتهاء استخدامها يوم الاقتراع، ما يمنع نهائياً أي محاولة للتصويت المتكرر.
وبيّن قبس أن المفوضية اعتمدت آليات تحقق إضافية، تشمل تصوير البطاقة داخل المركز الانتخابي، ومطابقة الصورة الشخصية باستخدام كاميرات رقمية وأجهزة تحقق إلكترونية متطورة، مما يجعل تزوير البطاقة أو إعادة استخدامها أمراً مستحيلاً.
وأشار إلى أن بيانات التحقيق الخاصة بالبطاقات قد تم إرسالها إلى الشركة المصنعة، وأن عمليات الطباعة والتوزيع ستُستكمل قريباً، تمهيداً لتسليمها إلى المواطنين ضمن الجداول الزمنية المعتمدة.
حق الناخب مضمون
في ختام التصريحات، شددت المفوضية على أن حق الناخب في التصويت مضمون بالكامل عبر بطاقة بايومترية غير قابلة للتزوير، وأن الآليات التقنية المتبعة تضمن أعلى درجات الشفافية والدقة، مضيفة أن الاعتماد على الحبر الانتخابي لم يعد ضرورياً، وهو مجرد إجراء شكلي لا يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية بأي شكل من الأشكال.