اخر الاخبار

لا يمر يوم واحد من دون ان تعلن الأجهزة الأمنية القبض على عصابة تجارة مخدرات، والامر نفسه في اروقة القضاء العراقي؛ فكل أيام المحاكم تشهد جلسات حكم بحق متاجرين ومتعاطين.

وتتطلب مواجهة هذه الازمة المستفحلة، جهدا امنيا وطبيا وتنمويا، بينما لا يملك العراق سوى 12 طبيبا نفسيا متخصصا في علاج حالات الإدمان، فضلاً عن ضعف دور المؤسسات الصحية والتعليمية في العراق.

في حين يقع العبء على جهاز الامن الوطني ووزارة الداخلية، في مكافحة ظاهرة التعاطي والمتاجرة بالمخدرات.

واظهر شريط مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، طالعته “طريق الشعب”، منتسبي جهاز الامن الوطني وهم يلقون القبض على تاجر مخدرات في منطقة الدورة، جنوب بغداد، حيث قام الأخير بإطلاق العيارات النارية نحو المنتسبين، قبل ان يتمكنوا منه ويوقعوه ارضاً.

البطالة سبب رئيس

وفي السياق، يقول مدير العلاقات في المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، العميد زياد القيسي، في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب” إن “هناك اسبابا كثيرة لانتشار ظاهرة وجريمة المخدرات منها قلة الوعي والجهل والبطالة وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المشكلة الاساسية هي عدم الرقابة الاسرية بشكل صحيح”.

ويؤكد القيسي، “وجود ضعف في اداء بعض المؤسسات مثل الوسائل الاعلامية للتحذير من المخدرات، وكذلك صديق السوء واستخدام التجار طرقا ملتوية بادخال هذه المواد الى البلد”.

وتتفق رئيسة منظمة عراق خال من المخدرات، ايناس كريم، مع حديث القيسي، على أن البطالة واحدة من الأسباب التي تدفع الناس الى التعاطي.

وتقول كريم لـ”طريق الشعب”، إن “هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الناس لتعاطي المخدرات على رأسها البطالة، والفراغ الذي هو نتيجةً للبطالة، وأصدقاء السوء، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية والعاطفية”.

وتضيف أن “جزءا من المتعاطين لا يعانون أية مشاكل حيث انهم يملكون عملاً وأوضاعهم المالية والاسرية جيدة، لكنهم يتعاطون المخدرات”.

معلومة خاطئة

وتوضح كريم، أن “هناك معلومة خاطئة جداً بين الناس مفادها: ان انتشار ظاهرة التعاطي محصورة في المناطق الشعبية والاحياء الفقيرة، والحقيقة ان نسبة كبيرة ممن يتعاطون هم من شخصيات ورجال أعمال، بالإضافة الى موظفين وأصحاب شهادات عليا”.

وتستدرك كريم بقولها: إن “هناك فارقا كبيرا بين جانبي الكرخ والرصافة من حيث عدد التعاطين والتجار”، مبينةً أن “الرصافة تكون نسبة التعاطي والتجارة فيها اكثر من الكرخ، ولذلك سعر الغرام الواحد في الرصافة اقل من الكرخ. كما ان نوعية الكريستال في الرصافة اكثر رداءة من الكرخ”.

وعن الفارق في الاثار الجانبية بين مادتي الكريستال والحشيشة، تقول كريم، أن “الحشيش يعتبر من المخدرات الطبيعية، فهي سهلة الشراء والتعاطي، وسلبياتها لا تظهر إلا على المدى البعيد”، مضيفةً أن “المخدرات الصناعية (الكريستال) تكون سلبياتها اكبر، وادمانها اسرع من مادة الحشيش”.

وتلفت كريم الانتباه الى أن “حي الخضراء في جانب الكرخ من اكثر المناطق التي تحتوي على عدد من المتعاطين والتجار، وهذا معروف لدى مديرية مكافحة المخدرات، رغم ان سكانها يعدون ميسوري الحال”.

المخدرات.. انتشار عشوائي

ويقول مصدر أمني، يعمل في جهاز مكافحة مخدرات الرصافة، لـ”طريق الشعب”، إن “العصابات التي تتاجر بالمخدرات في بغداد تنتشر بشكل عشوائي، وهذا ما لمسناه من خلال التحقيق مع التجار الذين نلقي القبض عليهم”.

ويضيف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن “كل التحقيقات التي اجريناها مع التجار كانت تؤدي بنا الى التاجر الكبير، ولكن في المجمل لا توجد شبكة موحدة لتجارة المخدرات في العراق”.

ويشير إلى أنه “منذ كانون الثاني الماضي وحتى الان، ضبطنا ما يقارب 20 كيلو غرام من مادة الكريستال في جهة الرصافة فقط”، لافتاً إلى ان “95 بالمئة من الذين القي القبض عليهم هم تجار وليسوا متعاطين”.

ويذكر أنه “قبل شهر القينا القبض على تاجر كان بحوزته 17 الف حبة مخدرة”.

12 طبيبا فقط

إلى ذلك، قال الباحث الاجتماعي د. علي طاهر الحمود، إن “الدراسات المعمقة التي أجريت بخصوص قضية المخدرات، أكدت انها تنتشر في المناطق غير النامية”، موضحاً انها “تنتشر في المناطق التي لا يوجد فيها نشاط اقتصادي، وتشهد ضعفا في قطاعي التعليم والصحة”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “توفير العناصر الثلاثة المفقودة، يوفر للمجتمع وقاية من المخدرات”.

وتابع “هناك 1000 طريق مخفي يستخدمه تجار المخدرات على الحدود العراقية مع دول الجوار. كل هذه الطرق تدخل منها مخدرات”.

ويذكر الحمود، “أننا بحاجة الى انشاء بنى تحتية لعلاج المدمنين، وتوفير أطباء نفسانيين متخصصين بقضية علاجهم”، لافتاً إلى أن “العراق فيه 12 طبيبا نفسانيا متخصصا في علاج المدمنين”.

عرض مقالات: