اخر الاخبار

تنحصر حياة العراقيين بين كماشتي الحر والجفاف صيفاً. وفي الشتاء تقرسهم موجات البرد، وتحدد حركتهم فيضانات الأمطار في أحيان كثيرة، لذلك أعادت السيول التي شهدتها مناطق إقليم كردستان، مؤخرا، الى أذهانِهم مشاهد مأساوية كانت قدت حدثت في مواسم شتائية سابقة.

ومع هذا الحال، زادت شكوك المواطنين في بعض مناطق العاصمة بغداد، لا سيما الشعبية منها، في احتمالية تكرار تلك السيناريوهات، لأنهم لم يعدوا يثقون بـ”التصريحات المستهلكة” التي تكررها الجهات المسؤولة قبيل كل موسم شتاء.

ومع أول زخة مطر، تتحول تلك المناطق الى برك للسباحة، قبل ان تشرع حوضيات أمانة ومحافظة بغداد، بسحب المياه، التي تمنع كثيرا من العاملين عن كسب رزقهم.

تضارب في التوقعات

من جهتها، رجّحت هيئة الانواء الجوية أن تكون هناك “سنة جيدة” من ناحية الأمطار.

وقال مدير إعلام الأنواء الجوية، عامر الجابري، في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب”، إن “هناك اجتماعات من قبل جهات حكومية شاركت في دراسة الموسم المطري القادم من وزارة التخطيط ووزارات أخرى والانواء الجوية”، مبيناً أنه “لا يوجد أي توقع لغاية الان بأن يكون موسم الشتاء غزير الامطار”.

وفيما اشار الى أنه “خلال الأيام القادمة سيتم تقرير ذلك”، خمّن أن “تكون سنة جيدة من ناحية الامطار”.

تأهيل وتنظيف

أما أمانة بغداد فقد كشفت مؤخرا عن استعداداتها لموسم الشتاء والأمطار.

وقال معاون مدير بلدية الكرادة التابعة للأمانة، جاسم محمد: ان “امانة بغداد تستعد لموسم الامطار عبر خطتها المعدة، التي تتم متابعتها من قبل امين بغداد والوكلاء؛ حيث إنها تتضمن أعمال تأهيل المحطات الرئيسة الخاصة بالمجاري، وكذلك تنظيف الخطوط الناقلة لمياه الامطار وإصلاح التخسفات وكذلك تنظيف الخطوط الفرعية والمشبكات والمنهولات مع تجهيز كافة محطات المجاري بمادة الكاز وتأهيل مولداتها، تحسبا لانقطاع الكهرباء”.

وأضاف، أن “الآليات تدخل في عمل الأمطار وقسم المجاري بشكل عام، وواجبها فك الانسدادات بسبب الشوائب”، مبينا أن “هذه الآليات لا تستوعب كميات الامطار كون واجبها الرئيسي الصيانة. وهي منتشرة في جميع مناطق بغداد”.

تصريحات فقط!

وعقّب المواطن حسين سعد ـ من سكنة مدينة الثورة ـ في حديث لـ “طريق الشعب”، على تصريح المسؤول المحلي قائلا: إن حديثه لا يختلف عن تصريحات السنة الماضية وما سبقتها من سنوات “فالحال ذاته بالنسبة لإجراءاتها”.

وقال ان “ما جرى في إقليم كردستان من سيول نتيجة لغزارة الامطار، أعاد الى أذهاننا تلك المشاهد المأساوية، التي عشناها في مواسم سابقة من فيضانات الشوارع وغرق المنازل والعجلات والأنفاق”.

واجتاحت نهاية الشهر الماضي، سيول الأمطار مناطق عديدة شمال محافظة أربيل ـ مركز اقليم كردستان ـ خلفت أضرارا بشرية ومادية نتيجة  لغرق المنازل والشوارع، وتوقف حركة السير بشكل تام، قبل ان تباشر حكومة الاقليم تعويض الاهالي.

ونعت إجراءات أمانة بغداد واستعداداتها بأنها “غير مؤثرة؛ ففي كل موسم شتاء تغرق مناطقنا ومنازلنا، وتتعطل اعمالنا”.

واكد المواطن ان شوارع منطقته “تغرق مع أول الغيث، وتتحول الى برك طينية تصعب الحركة معها”، مضيفا ان المواطنين وحدهم من يتحمل أعباء هذه الازمة.

وأشّر المتحدث أسبابا كثيرة تخلق تلك الأزمة، منها: “تخسفات الطرق وعدم صيانة مشاريع الصرف وشبكات المياه”.

واستطرد سعد قائلا “نحن هنا نتحدث عن مدينة يسكنها ملايين الناس، فيما يتم التعاطي مع الملف الخدمي بطريقة سياسية، ويتم استغلاله من جهات معينة لمكاسب حزبية”.

حلول ترقيعية

ورهن المواطن أشرف علاء ـ يسكن منطقة الشعب ـ سبب غرق مدينته والمحافظات أيضا الى “عدم التخطيط وغياب الرؤى”.

ولفت علاء في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى أن “امانة بغداد لا تتذكر تنظيف قنوات تصريف المياه، وصيانتها إلا في نهاية موسم الصيف، وتحديدا مع بدء الدراسة”، مضيفا ان تداعيات كثيرة ترافق عملها “تحفير الطرق، وخلق تخسفات بعضها يكون كبيرا، وبالتالي يتحول بركة مياه عند أول زخة مطر”.

واضاف “في بعض الأوقات يترك العمل ويهمل”.

ونوّه علاء بأن منطقة الشعب “تعاني منذ سنوات طويلة من فيضانات مياه الامطار في موسم الشتاء”، مشيرا الى وجود مضخة لتصريف المياه في منطقته “لكنها متوقفة”.

واضاف، ان اهالي المنطقة وجهوا مناشدات كثيرة للجهات المسؤولة لكنهم لم يلقوا آذانا تصغي لهمومهم.

ووصف المواطن حلول دائرة أمانة بغداد بأنها “ترقيعية”، مبينا ان الامانة تفتقد “رؤية مستقبلية، ولا تضع خططا طويلة الأمد من اجل حسم قضية فيضانات الامطار. بل ان كل ما تفعله هو الاكتفاء بسحب مياه الامطار من الشارع، بينما قنوات تصريف المياه معطلة وبعضها الاخر مغلق”.

عرض مقالات: