اخر الاخبار

العراق وعواصف المنطقة

نشر موقع argus المهتم بقضايا الطاقة، تقريراً لمراسليه بشار حلبي وجون مينوارينغ، أشارا فيه إلى قيام شركات النفط العالمية العاملة في الجنوب بتقليص أعداد موظفيها الأجانب بسبب عدم الاستقرار الإقليمي، لاسيما بعد الغارات الجوية الأمريكية على مواقع نووية إيرانية في وقت مبكر من صباح الأحد الماضي، حيث قلصت شركة إيني الإيطالية عدد موظفيها في حقل الزبير الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 480 ألف برميل يوميًا، من 260 موظفًا إلى 98 موظفًا، مشيرة إلى أن هذا التخفيض جاء كإجراء احترازي، وأنها تراقب الوضع بالتنسيق مع السلطات الإيطالية والمحلية، فيما يعمل موظفوها الباقون بشكل طبيعي في الحقل إلى جانب الفرق العراقية لإدارة العمليات البترولية.

كما خفضت شركة توتال إنرجيز عدد موظفيها - حسبما أفادت شركة نفط البصرة - بما لا يقل عن 60 في المائة، دون أن يؤثر ذلك على العمل في تطوير حقل أرطاوي لزيادة طاقته الإنتاجية بمقدار 85 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا.

لا تأثير على الإنتاج

وذكر التقرير بأن الشركات الصينية المُشغِّلة لحقول غرب القرنة 1 وسيبة والفيحاء لم تُجلِ موظفيها، والعمليات مستمرة بسلاسة، وفقًا لشركة نفط البصرة. كما حافظت شركة لوك أويل الروسية، المُشغِّلة لمشروع غرب القرنة 2، على مستويات التوظيف الاعتيادية ولم تُبلِّغ عن أي انقطاع. كما نقل التقرير عن شركة نفط البصرة العراقية الحكومية بأن تخفيض عدد الموظفين لم يؤثر على الإنتاج، الذي بقيّ يتراوح في حدود 3.32 مليون برميل يومياً.

تسيير ذاتي

وحول نفس الموضوع نشرت صحيفة "ذي ناشيونال" الناطقة بالإنكليزية تقريراً لمراسلها سنان محمود أكد فيه على إن شركات النفط في العراق أجلت معظم موظفيها الأجانب وسط مخاوف من انتشار حرائق الصراع إلى العراق، مشيراً إلى أن الموظفين العراقيين واصلوا تنفيذ العمليات والمراقبة، بالتنسيق الكامل مع المشغلين عن بُعد. وذكر التقرير بأن موظفي شركة بي بي البريطانية، وشركة إيني الإيطالية، وشركة توتال الفرنسية للطاقة، كانوا في مقدمة الراحلين.

وذكرت الصحيفة بأن المخاوف من تواصل واتساع الحرب قد تزايدت، حيث حذرت حكومات المنطقة الأجانب المقيمين فيها من التنقل، كما جاء في إعلانات حكومات المنامة والدوحة، التي طلبت حتى من مواطنيها العمل عن بُعد خشية من سقوط صواريخ رغم استقرار الوضع الأمني.

مخاطر جدية

ونشرت الصحيفة تقريراً للكاتبة إيفين كريم، أشارت فيه إلى أن بعض الحلفاء من العراقيين قد أطلقوا تحذيرات من استئناف هجماتهم على القوات الأمريكية في المنطقة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وإيران، وهو ما يتقاطع مع حرص الحكومة على عدم الانجرار إلى الصراع، وهو ما دفعها للطلب من الولايات المتحدة وإيران بعدم تحويل بلادها إلى ساحة معركة.

وبينت الصحيفة بأنه ورغم تصاعد هذه المخاوف وانخراطها في الحرب الجوية المتفاقمة بالقرب من إيران، فقد أبقت واشنطن سفارتها في بغداد مفتوحة مع مغادرة بعض الموظفين الأمريكيين بشكل منظم وقبيل الهجوم الإسرائيلي على إيران.

أضرار سريعة

وكشف مقال نشره موقع S&P Global عن اضطرار العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك+، إلى تأجيل تطوير بعض مشاريع النفط، جراء توقف شركات الخدمات الإيرانية عن العمل وعدم قدرة العمال الأجانب من دخول البلاد في ظل استمرار إغلاق المجال الجوي العراقي بسبب الصراع في المنطقة. كما تحدث المقال عن تحركات عراقية لإيجاد بديل في حال إغلاق مضيق هرمز، رغم أن إنتاج البلاد من النفط وتصديره من موانئها النفطية بقي مستمراً وفقًا للمعدلات الاعتيادية، التي تبلغ 4 ملايين برميل يوميًا.

وأخيراً، أشار الموقع إلى أن قطع إيران لإمدادات الغاز عن العراق، سيؤدي إلى فقدان 3.5 جيجاوات من إمدادات الطاقة الكهربائية، وسيرفع استخدام السوائل لتوليد الطاقة من 270 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود إلى 450 ألف برميل يوميًا، بافتراض استقرار استخدام الغاز شهريًا.