اخر الاخبار

العراق وحرب الكيان ضد إيران

نشرت صحيفة The Japan Times مقالاً حول ما تعيشه المنطقة من توتر شديد جراء العدوان الإسرائيلي على إيران، أشارت فيه إلى أن الأجواء العراقية شهدت في الأيام الماضية تقاطع صواريخ وطائرات إيرانية مُسيّرة مع طائرات حربية إسرائيلية، مما أجبر بغداد على تكثيف جهودها لتجنب الانجرار إلى هذا الصراع، خاصة وهي تتمتع بعلاقة تحالفية مع طهران وتُعّد شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، أقرب داعمي إسرائيل.

مخاطر لانتشار الحريق

ونقل المقال عن محللين سياسيين تحذيرهم من امتداد القتال إلى العراق، سواء إذا ما تحول إلى حرب إقليمية شاملة أو إذا ما تدخلت فيه قوى عسكرية عراقية حليفة لطهران، وهي القوى التي ما تزال تتعاون مع الحكومة لإبعاد العراق عن الصراع، لكنها ربما لن تواصل ذلك إذا ما شاركت الولايات المتحدة في المعارك. واستشهد الكاتب بعدد من التصريحات التي أدلى بها عراقيون، وأعربوا فيها عن عدم حاجة إيران إلى دعم عسكري الآن، مؤكدين جهوزيتهم للتحرك ضد قوات وقواعد امريكية إذا ما تطلبت التطورات ذلك.

مساع عراقية مكثفة

وكي لا تكرر هذه القوى ضرب المعسكرات التي يقيم فيها الأمريكيون بشكل يدفع واشنطن إلى الرد على هجماتها، وبالتالي امتداد أعمال العنف الأخيرة إلى أراضيها، لجأت بغداد إلى قنوات دبلوماسية، فدعت واشنطن إلى منع الطائرات الإسرائيلية من استخدام المجال الجوي العراقي لشن هجمات على إيران، وطلبت من الأخيرة عدم ضرب أهداف أمريكية على أراضيها. ووفقًا لمسؤول عراقي رفيع المستوى، تحدثت معه الصحيفة دون أن تذكر أسمه، تلقت بغداد وعوداً إيجابية، وقامت بحثّ جميع الأطراف لحماية البعثات الدبلوماسية، وكذلك الأفراد العسكريين الأمريكيين، مشدّدة على أن استقلال العراق في مجال الطاقة سيجعله يحظى بمزيد من الاستقرار والسيادة.

كما نقل المقال عن مسؤولين عراقيين قولهم بإن لبلادهم، التي لم تعش إلا مؤخرًا بعض الاستقرار، بعد عقود من الصراعات والاضطرابات المدمرة، خططاً أخرى، وهي تستعد للانتخابات التشريعية في تشرين الثاني، والتي غالبًا ما تتسم بصراعات سياسية محتدمة، لاسيما وإن القوى المسلحة تعّدها ساحة معركة مهمة لتأمين المزيد من المقاعد في البرلمان.

بغداد تحت الضغط

ونشر موقع (The new region) الإخباري تقريراً حول العلاقة بين موقع العراق الاستراتيجي والحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، والتحديات الأمنية التي تطرحها والتي تثير الكثير من المخاوف من عواقب اقتصادية وخيمة، خاصة إذا ما أغلقت طهران مضيق هرمز، أو إذا ما اشتركت الفصائل العراقية المسلحة في الصراع بشكل مباشر أو غير مباشر.

وذكر الموقع في تقريره بأن جميع المتغيرات قد أكدت على سعي العراق، ومنذ بدء العدوان الذي شنته إسرائيل، إلى تجنب الأذى وحماية شعبه، بسبب وقوعه في مرمى النيران المتبادلة، في وقت لم يتمكن فيه، وبسبب ضعف دفاعاته الجوية، من منع أو إعاقة الطائرات الإسرائيلية من اختراق مجاله الجوي، واكتفى بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي. وأشار التقرير إلى أن العراق لم يواجه هذا التحدي الدفاعي فقط بل واجه تحدياً أخر يتمثل في الحفاظ على الأمن الداخلي ومنع أي مخاطر تهدده كالإرهاب أو العنف، وحماية حدوده الطويلة مع سوريا، ومنع اختراق إرهابيي داعش والقاعدة لهذه الحدود.

تحديات اقتصادية

وأكد التقرير على أن تطورات الحرب الدائرة يمكن أن توقع العراق في أزمة اقتصادية ومالية، خاصة إذا ما ارتفعت أسعار الدولار والذهب، أو إذا ما نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز للضغط على خصومها الغربيين.

ورغم إن هذا التطور الأخير لا يعتبر مشكلة عراقية فقط، حسب رأي مستشار رئيس الحكومة، بل مشكلة عالمية، لأنها ستحجب حوالي 30 في المائة من تدفق الطاقة إلى السوق العالمية، فإنه سيضر كثيراً بالوضع المالي للعراق، الذي يبيع ثلثي انتاجه عبر خليج البصرة. كما إن إغلاق المضيق سيرفع تكاليف الشحن، وبالتالي تزداد مخاطر النقل والتأمين، وستتأثر التجارة والاستثمار في المنطقة بأكملها.