اخر الاخبار

العراق والتطور النووي للأغراض السلمية

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالاً للصحفي مايكل نايتس حول مشاريع العراق للتعاون مع روسيا والصين في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، أشار فيه إلى أن بغداد قد أعلنت مؤخراً عن اتفاقية مع روسيا لتطوير مفاعلات نووية صغيرة مشتركة في مواقع غير محددة داخل العراق لإنتاج الكهرباء. كما بينت بأن هيئة الطاقة الذرية العراقية تتشارك مع هيئة الطاقة الذرية الصينية لإنشاء مفاعل للتدريب في مجمع التويثة للصناعات النووية الواقع في ضواحي بغداد.

حاجة ماسة

وذكر المقال بأن سعي العراق للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية لتوليد الطاقة خيار منطقي للبلاد التي تحتاج عادة من 40 إلى 50 غيغاواط من الكهرباء لتلبية الطلب في موسم الذروة الصيفية، في وقت لا تتجاوز فيه الطاقة المنتجة والمستوردة حالياً 28 إلى 30 غيغاواط. ومن المتوقع أن تزداد الحاجة للكهرباء في المستقبل، جراء ارتفاع درجات الحرارة ونمو السكان، وتزايد رغبة البلاد في تعظيم صادراتها المربحة للغاية من المواد الهيدروكربونية، كما هو الحال مع غيرها، مع السعي لتحويل أكبر قدر ممكن من هذه الطاقة إلى الطاقة النووية والطاقة المتجددة.

 واستدرك الكاتب بالقول إن مشكلة الكهرباء في العراق لا تتعلق بكمية المنتج منها فقط بل وأيضاً بتقادم شبكات النقل والتوزيع والتخلف التقني وضعف جباية التكاليف من المستهلكين، وبالتالي فإن معالجة المشكلة خلال السنوات القليلة القادمة، يتطلب مساراً أسرع يشمل التقاط الغاز، واستيراد الكهرباء، وحرق النفط المتاح بسهولة في محطات الطاقة، والتطوير المتسارع للطاقات المتجددة، وإصلاحات قطاع الكهرباء.

صعوبات غير قليلة

وأكد المقال على أن المسار النووي للإستخدام السلمي يستغرق وقتاً طويلاً، حتى مع القدرات الصينية على الإنشاء السريع، ويواجه الكثير من العقبات من أبرزها عدم الاستقرار، وبقاء الحكم عند حافة الفشل، والتوترات المتكررة مع واشنطن والتي يمكن أن تصل إلى فرض عقوبات على الحكومة كلها او أطراف منها.

وأشار المقال إلى أن البيت الأبيض لم يعلق حتى الأن على الصفقات العراقية مع بكين وموسكو، ربما لأنها لا تتعلق سوى بمفاعل تدريبي صغير، متسائلاً عما هو متوقع إذا ما إتسع نطاق الأمر لاحقاً، خاصة وإنه يجري مع عدوتين لدودتين للولايات المتحدة، حسب تقدير الكاتب، الذي ذكر عدداً آخر من الصعوبات التي تواجه المشروع كالفساد المستشري وضعف هيبة الدولة وانتشار السلاح خارج سيطرتها وعدم انسجام مكونات الحكومات المتعاقبة. ونصح الكاتب إدارة ترامب بالتدخل في تشكيل الحكومة، بعيد الانتخابات المزمع إجراؤها في تشرين الثاني القادم، لضمان مصالحها في العراق!

الصداقة مع الصين

وادعى الكاتب بأن الحكومة الحالية أظهرت ميلاً لتعزيز الصداقة والتعاون مع الصين، خاصة في قطاع الطاقة التقليدية، حيث ذهبت ثلاثة عشر من ستة عشر عقداً رئيسياً وُقعت في نيسان-أيار الماضي إلى شركات صينية. ورأى بأن من حق بغداد عدم الوثوق بصناعة المفاعلات الأمريكية، التي تكون مثقلة بالشروط فيما يتعلق بالطاقة النووية واستخداماتها، مع محاولة التحرر من سيف العقوبات الذي قد تشهره واشنطن عليها.