اخر الاخبار

تزامنت الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين مع موعد محاكمة قتلة الشهيدين الاعلاميين احمد عبد الصمد وصفاء غالي في محافظة البصرة، ولم يفُت المحتجين الفرصة احياء المناسبة، للتذكير بمطالبهم المشروعة في انهاء منظومة المحاصصة والفساد، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن الجهات الداعمة لهم.

المجلس التشاوري

اعلن المجلس التشاوري لقوى تشرين عن تنظيم مهرجانا شعريا ومسرحيا على  حدائق (ابو نؤاس) يوم السبت ٣٠/١٠/٢٠٢١ الساعة الثالثة عصرا، وذكر المجلس ان الفعاليات ستكون جماهيرية لغرض التذكير بأهداف الانتفاضة وشهدائها الشجعان.

امام منزل عبدالصمد

وفي محافظة البصرة، احتشد مئات الشباب امام منزل عائلة الشهيد احمد عبدالصمد للمطالبة بانزال القصاص العادل بحق القتلة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “اعدادا كبيرة من المحتجين تجمعوا قرب ساحة البحرية وسط البصرة، موقدين الشموع لاستذكار شهداء البصرة، ولا سيما الشهيدين احمد عبدالصمد وصفاء غالي”، مشيرا الى ان “المتظاهرين توجهوا صوب منزل عائلة الشهيد احمد عبدالصمد للتأكيد عل مطالبهم بأنزال القصاص العادل بحق القتلة والكشف عن بقية مرتكبي الجرائم بحق شهداء البصرة”.

وحضرت والدة الصحفي الذي اغتيل مع زميله المصور صفاء غالي على يد “فرقة الموت”، وفق البيانات الرسمية، إلى مبنى محكمة استئناف البصرة بالتزامن مع الجلسة التي خصصت للاستماع إلى إفادات المتهمين وتوجيه التهم.    

وذكرت بالتزامن مع جلسة المحاكمة، إنّ “أحمد لم يكن يقول سوى الحق، وقد دفع حياته ثمناً لذلك”، مطالبة بـ”إعدام الجناة المتورطين بقتل ولدها، وناشطين آخرين في البصرة”.    

هذا ووجهت السلطات القضائية في البصرة يوم الاثنين الماضي تهمة القتل بدواعي إرهابية (4 / إرهاب) لأحد المتهمين بقتل الصحفي أحمد عبد الصمد وزميله المصور صفاء غالي اللذين اغتيلا برصاص مسلحين، في العاشر من كانون الثاني 2020.

وحددت محكمة الاستئناف الأول من تشرين الثاني المقبل موعداً للنطق بالحكم ضد أحد المتهمين الذي وجهت إليه “تهمة القتل العمد بدوافع إرهابية”.    

اين قتلة قدوس وامجد؟

وجدد متظاهرو محافظة ميسان مطالبتهم بالكشف عن قتلة رفاقهم المتظاهرين، والكشف عن مصير الناشطين المغيبين، خلال تظاهرة امام ديوان المحافظة.

وطالبت منسقية تظاهرات تشرين في ميسان وفقا لبيان طالعته “طريق الشعب”، بكشف مصير قضايا مقتل عدد من المتظاهرين والناشطين في ميسان والبالغة أكثر من 20 قضية تنوعت بين دعاوى قتل وشروع بالقتل، مؤكدين عدم تراجعهم عن مطالبهم الرامية للقصاص من مرتكبي جرائم القتل والاغتيال بحقهم.

ورفعت خلال التظاهرة صور للشهداء امجد الدهامات، وعبدالقدوس قاسم، وجاسم الهليجي، فضلا عن صورة للمحامي المغيب علي جاسم.

ماذا عن مصير سجاد العراقي؟

وفي ساحة الحبوبي وسط الناصرية، توافد الالاف من المتظاهرين لاحياء الذكرى، والمطالبة بالكشف عن مصير الناشطين المغيبين، ومحاسبة قتلة المحتجين.

وقال الناشط المدني ميثم حمزة، لـ”طريق الشعب”، ان “متظاهري الناصرية يؤكدون استمرار احتجاجاتهم المطالبة بمعاقبة الفاسدين، والكشف عن قتلة المتظاهرين، ومعرفة مصير الناشطين المغيبين وعلى رأسهم سجاد العراقي، وحصر السلاح بيد الدولة والعمل على إصلاح الوضع الخدمي والاقتصادي”.

فيما شهد قضاء الشطرة تظاهرة كبيرة شارك فيها المئات من المحتجين، للتأكيد على مطالب الانتفاضة المشروعة.

“كشف القتلة واجبي الاهم” 

من جهتهم، شدد المئات من المواطنين في محافظة واسط خلال استقبالهم للمتظاهرين الوافدين من محافظة بابل، على ضرورة محاسبة القتلة والكشف عن الجناة ومن يقف وراءهم.

وتعهد المرشح الفائز في الانتخابات عن المحافظة سجاد سالم خلال التظاهرة، بأن “قضية محاسبة المتسببين في مقتل المتظاهرين، ستكون هي الواجب الأهم له خلال عمله تحت قبة البرلمان”.

من يقف وراء القتلة؟

الى ذلك، شارك المئات من المحتجين في محافظة بابل في مسيرة احتجاجية، للمطالبة بالقصاص من القتلة والفاسدين.

وأفادت مراسلة “طريق الشعب”، مائدة جميل، ان “اعدادا كبيرة من المحتجين في المحافظة، يتقدمهم عوائل الشهداء، احيوا الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة، مرددين هتافات تطالب بالقصاص من قتلة المتظاهرين وكشف الجهات الداعمة لهم، عاقدين العزم على تجديد احتجاجاتهم”.

“كل تشرين واحنا احرار”

وبشعار “كل تشرين واحنه أحرار” حشّدت جموع المحتجين في محافظة النجف، لاحياء الذكرى في ساحة الصدرين.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “المتظاهرين المتجمهرين في الساحة هتفوا بالردة (كل تشرين واحنه أحرار، نطلع بالشارع ثوار، ضد الظالم والأشرار، والفاسد ما يهنه بليلة)”، مشيرا الى “إقامة معرض (صنع في تشرين) للفن التشكيلي وتنظيم مهرجان (عرس الوطن تشرين) امام بوابة جامعة الكوفة”.

كربلاء والديوانية

والى كربلاء، حيث توافدت اعداد كبيرة من المحتجين الى فلكة التربية وسط المدينة، للتأكيد على مطالب الانتفاضة المشروعة، وللمطالبة بالكشف عن مصير قتلة المحتجين.

وطالب المحتجون في المحافظة بالإسراع في الكشف عن قتلة نشطاء الحركة الاحتجاجية في المحافظة، لاسيما الشهداء فاهم الطائي، وايهاب الوزني، وعلاء مشذوب.

وفي الاثناء، شهدت ساحة الساعة وسط مدينة الديوانية تظاهرة كبيرة شارك فيها المئات من المحتجين للمطالبة بالقصاص من القتلة.

واشار مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، الى ان “المتظاهرين حملوا نعوشاً رمزية للشهداء، حاملين صورهم وبمشاركة عوائلهم المطالبة بالقصاص من القتلة”، مبينا ان “المنتفضين في المحافظة اكدوا على استمرارهم في نهجهم الرافض لنظام المحاصصة والفساد”.

في المثنى

وأحيا ناشطون في المثنى الذكرى الثانية من خلال تنظيم مهرجان شعري وخطابي ومسرحي حضره المئات من المواطنين.

وتخلل المهرجان معرضا للكتاب وصورا للشهداء للتعبير عن الوفاء لمن قدم التضحيات الجسام في سبيل الوطن.

ورغم قرار المحتجين عدم تنظيم تظاهرة في العاصمة بغداد بسبب الأوضاع الحالية، احيا عدد من شباب مدينة المعامل الذكرى من خلال مسيرة للسيارات شارك فيها عدد كبير من المواطنين، فيما رفع عدد اخر من المحتجين لافتات لتمجيد الذكرى.. كما نظم يوم امس فعالية واسعة في قاعة مسرح الرافدين لاستذكار شهيد الانتفاضة “ صفاء السراي”.

تضامن في الخارج

ولم يقتصر احياء الانتفاضة على داخل العراق، حيث نظم عدد من العراقيين في بريطانيا، وقفة صامتة في ساحة الطرف الأغر في لندن، شارك فيها العديد من بنات وأبناء الجالية العراقية الذين رفعوا لافتات تحمل صور الشهداء، وشعارات تطالب بوقف قتل المتظاهرين السلميين، ووقف ممارسات الخطف والتغييب. 

ووزع المشاركون في الوقفة بيانا جاء فيه: إن “مظاهرات شعبنا هو احتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة وإنعدام الخدمات التي يعاني شعبنا منها منذ عام 2003 بسبب الحكومات الفاشلة المتعاقبة وأحزابها الطائفية الفاسدة”.

ونظم عدد من المنظمات المدنية والفعاليات الاجتماعية العراقية في الدنمارك، وقفة تضامنية واحتجاجية امام مبنى السفارة العراقية في كوبنهاكن، للمطالبة بمحاسبة القتلة وتنفيذ مطالب المحتجين.

فيما دشنت الجالية العراقية في كندا المناسبة مهرجاناً تضامنياً، القى فيه عدد من ممثلي الجالية العراقية، وكذلك الاستاذ محمد فتيح من الجالية المصرية، كلمات واشعارا تحيي انتفاضة تشرين وتمجد شهداءها. 

وعلى هامش المهرجان، جرى عرض بعض اللوحات الفنية، وتمت استضافة والدة الشهيد مهند القيسي بواسطة منصة الزوم التي اسالت كلماتها الحزينة دموع معظم الحاضرين.