أعلنت قوى مدنية ووطنية في بغداد عن تشكيل تحالف انتخابي مدني كبير، يضم أحزابا وشخصيات سياسية بارزة، استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويضم التحالف الجديد الذي حمل اسم "البديل"، الحزب الشيوعي العراقي، حركة الوفاء ـ عدنان الزرفي، حزب الاستقلال ـ سجاد سالم، حزب البيت الوطني ـ حسين الغرابي، الحركة المدنية ـ شروق العبايجي حركة كفى ـ رحيم الدراجي، التجمع الجمهوري ـ سعد عاصم الجنابي، بناة العراق برئاسة رياض الإسماعيلي، تحالف الاقتصاد العراقي - عدي العلوي، حركة المثقف العراقي ـ ضرغام علاوي، حركة ريادة ـ طارق اللهيبي، والتيار الديمقراطي ـ منسقه العام أثير الدباس.
وقال التحالف في بيان، أن "هذه الخطوة تشكل ولادة خط سياسي جديد طال انتظاره، يعبر عن أمل المجتمع العراقي، ويجسد حلم الأجيال بوطن يحتضن الجميع دون تمييز"، مشيرا الى انه "ينبذ الطائفية والمكوناتية، ويرفع راية المواطنة والعدالة والكرامة، ليكون البديل الحقيقي الذي يستحقه".
وأضاف أن "التحالف سيقود مسيرة إصلاح جذري ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي القائم على النزاهة والكفاءة والانتماء للوطن فقط".
السعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية
وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، علي صاحب، إن "الحزب سيخوض الانتخابات ضمن تحالف البديل الذي حصل على الاجازة والمصادقة من قبل مفوضية الانتخابات، ويعتزم دخول المعترك الانتخابي في 15 محافظة"، مبينا ان "التحالف يضم قوى وأحزابا وشخصيات وطنية ومدنية، وسيعمل على مختلف المساحات الممكنة، فضلا عن كونه واحدا من اكبر التجمعات الوطنية والمدنية ضمن خارطة التحالفات".
وأضاف صاحب في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "التحالف ينطلق من برنامج يسعى الى بناء دولة مدنية ديمقراطية ويعمل على حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد، والعمل على انهاء المحاصصة الطائفية والاثنية. كما انه يقدم برنامجا يتضمن تفصيلات عديدة ستأخذ مجالها للتنفيذ في مختلف الموضوعات التي يحتاجها العراق".
وشدد القيادي في الحزب على ان "التحالف يؤكد على موضوعة التغيير باعتبارها ضرورة ملحة لتجنيب البلد مزيدا من المآسي والدمار والخراب، وانقاذه من الازمات التي يعيشها"، منبها الى ان "الحزب يعمل حاليا على تشخيص المرشحين الاكفاء الذين سيكونون عنوانا للنزاهة، ولا شائبة على وطنيتهم، ومن مختلف مدن ومحافظات العراق من رفاق واصدقاء الحزب، وسيكونون من الشخصيات التي لديها باع طويل على المستوى المهني والسياسي والاجتماعي".
واكد ان "مرشحينا يسعون الى تمثيل تطلعات الشباب والطبقات والفئات المهمّشة، بعيدا عن قوالب التحاصص التقليدية التي حكمت العملية السياسية منذ 2003".
ووفقاً للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن عدد الناخبين الكلي في العراق بلغ أكثر من 29 مليون ناخب، بعد شمول مواليد 2005 و2006 و2007 الذين أتموا أو سيتمون السن القانونية (18 عاماً) بحلول موعد الانتخابات المقرر في 11 تشرين الثاني 2025.
"ضد نوعي" لقوى السلطة
حسين الغرابي، أمين عام البيت الوطني، المنضوي في تحالف البديل، قال لـ"طريق الشعب"، ان "التحالف يضم اغلب القوى المدنية والتشرينية، وبالخصوص في محافظة ذي قار"، مبينا ان "وجهة التحالف تنطلق من جمع غالبية القوى المدنية، وبالتالي لا يمكن جمع كل القوى المدنية، وهذا الامر مفهوم. وبعض المحسوبين على القوى المدنية حسموا امرهم باتجاهات أخرى لا نستطيع ان نمضي معها، لاسيما مع قوى السلطة او القوى التي لدينا معها إشكالات قوية في مسألة التعاطي مع الاحتجاجات".
وأضاف الغرابي، "الآن اكتمل تسجيل التحالف، وبدأنا مرحلة اختيار المرشحين وهي مرحلة صعبة وخطرة. إذ نريد ان نختار مرشحين يمثلون فعلا الواجهة المدنية والقيم المدنية ويؤمنون بدولة المواطنة، وبعيدين عن المحاصصة وينبذون السلاح والطائفية ويرفعون الهوية الوطنية، وهذا ما سننجح به بالتأكيد".
وشرح الغرابي اختيار اسم تحالف البديل بأنه "جاء لكوننا ضد نوعي لما موجود في المنظومة الحاكمة من أحزاب لديها ولاءات خارجية. سنقدم الضد النوعي الحقيقي لهذه الأحزاب".
مزاج الناخبين ينبذ قوى المحاصصة
من جهته، أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ان تحالف البديل يحتكم لمعيارين: المدني والوطني، متوقعا ان ترافق التحالف "حظوظ جيدة" في الانتخابات المقبلة، برغم التنافس الشديد مع القوى الأخرى، على اختلاف أسمائها، التي تنتهج المحاصصة.
وقال فهمي في تصريح صحفي، ان "المزاج العام لدى العراقيين اليوم يدعو إلى التغيير في الأوضاع نحو البعدين المدني والوطني، والتخلص من تداعيات نهج المحاصصة"، مضيفاً "نحن كحزب شيوعي ننظر إلى العملية الديمقراطية باعتبارها ليست بمعزل عن الصراع داخل البلد ككل، ونحن عملنا ونستمر بالعمل من أجل مواجهة قوى المحاصصة وكل ما يترتب على هذا النهج".
واضاف فهمي، ان "الوضع العام لقوى المحاصصة أضعف من السابق: هناك انفضاض شعبي عنها، لكن هل هذا التذمر في المواقف سيتحول إلى أصوات انتخابية؟ هذا هو التحدي، ونحن نعرف أن قسماً كبيراً من الناس رافضين لنهج المحاصصة ولما سائد اليوم".
وأشار سكرتير الحزب الى ان "أحزاب الإطار التنسيقي يتحدثون عن إنجازات كبيرة هنا وهناك، لكن الدولة العراقية تواجه مشاكل كبيرة جداً على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكثير من المرتكزات التي قام عليها الإطار التنسيقي اهتزت بسبب التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخراً، والجهات المرتبطة بالسلاح والجماعات المسلحة وضعهم ليس كالسابق. والمكاسب الجزئية التي حققوها موضع تساؤل".