يقول المناضل سليم إسماعيل البصري في كتابه الصراع - مذكرات شيوعي عراقي - عن النشاط الحزبي في البصرة في بداية الخمسينيات، "...كان الرفيق حميد بخش سكرتير محلية البصرة آنذاك، بأنه الداينمو المحرك للعمل، فهو ذو جهادية عالية وتفان وإخلاص منقطعي النظير، كما كان يمتلك شجاعة نادرة، كنت تراه في أي تجمع عمالي، ويعتمد على الصلات الفردية في عمله، اعتقل وسجن وجرى تعذيبه، الا انه اجتاز كل الصعوبات بأمانة".
وحينما اعتقل من قبل السلطات الحكومية في تلك الفترة، حول إلى المحكمة الخاصة بمحاكمة الشيوعيين، كان موقفه بطوليا حيث هتف باسم الحزب وأدان الحكومة الملكية وتصرفاتها اتجاه المعارضين من الحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية الأخرى.
انضم الرفيق أبو زكي إلى الحزب في المنتصف الثاني من الأربعينيات، وقيل إنه استلم بطاقة عضوية الحزب موقعة من الرفيق فهد سكرتير الحزب. وخلال عمله الحزبي ونشاطه أصبحت له خبرة تنظيمية وحزبية كبيرة. وهو منظم في حياته دقيق في اختياراته، وله إمكانيات فكرية وسياسية وثقافية في المعارف والعلوم الماركسية والفلسفية.
عمل في إذاعة صوفيا في إذاعة العراق الحر في بلغاريا من سنة 1963 إلى سنة 1968 مع مجموعة من الرفاق ومنهم الرفيق عبد الرزاق الصافي. كما عمل في صحيفة طريق الشعب بين الفترة 1974 إلى الفترة 1976.
تعرفنا نحن الأنصار على الرفيق أبو زكي في كردستان في عام 1985، فبرغم عمره الكبير بالنسبة لنا، التحق بالحركة الانصارية في بهدينان، وعمل بالقرب من المكتب السياسي، وكان في هيئة تحرير مناضل الحزب وله الدور الكبير في استمرار إصدار هذه النشرة التنظيمية السرية التي توجه العمل الحزبي والتنظيمي وبإشراف من المكتب السياسي، خاصة وهو الضليع في القضايا التنظيمية، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في المبادئ التنظيمية (بناء الحزب) للحزب الشيوعي من أكاديمية العلوم الاجتماعية في بلغاريا في عام 1980. وطبعت هذه الاطروحة باللغة البلغارية وقد ترجمت إلى اللغة العربية وطبعتها مؤسسة المدى.
لديه خبرة حزبية طويلة في العمل بين الجماهير وفي قيادة التنظيم الحزبي وبالأخص نشاطه بين العمال ومنهم عمال النفط والميناء إضافة إلى الطلبة والمعلمين. وقد سعى مع رفاقه إلى احترام الناس والسمعة الطيبة للشيوعيين في نضالهم ومطالبهم في القضايا الوطنية وفي الاستقلال والسيادة الوطنية.
يذكر الكاتب صادق محمد عبد الكريم الدبش (...حين أتذكر الرفيق أبا زكي، هذا المقدام النبيل والمناضل الزاهد الصابر القوي في تحمله وقدرته على مقارعة نوائب الزمن وصعوباته، والتي تخطاها برجولة واقتدار!).
في آخر السنوات وبسبب الظروف المعيشية، عمل حارس وعامل في محل مخزن بيع الملابس في مركز صوفيا.
عبد الحميد بخش من مدينة البصرة من محلة البلوشي متزوج وله ولد (زكي) وأثناء دراسته في بلغاريا تزوج من السيدة البلغارية دورا وله منها الأبناء (منير وندى)، وحفيدته (ادريانا 33 سنة)، انهت الدفاع عن اطروحتها للحصول على شهادة الماجستير (السمات المعجمية الدلالية في الخطاب الإعلامي والإعلاني" باللغة البلغارية واللغة التركية).
يبقى رفيقنا المناضل عبد الحميد بخش امثولة للمناضل الملتزم والأمين على الحزب وقيمه واخلاقه الشيوعية، مصدر الهام لنا جميعا.
ألف تحية لرفيقنا المقدام أبو زكي