اخر الاخبار

اكدت وزارة التربية، مؤخرا، بدء الاستعدادات الفنية واللوجستية الخاصة بالامتحانات الخارجية، في الوقت الذي تشهد فيه مديريات التربية في بغداد والمحافظات زخما كبيرا لطوابير بلا نهايات للمواطنين الراغبين في التقديم على الامتحانات الخارجية.

وفي حالة غير مألوفة، ساد جو من الفوضى وعدم التنظيم خلال التقديم لأجل اداء الامتحان الخارجي، وسط شكاوى واتهامات من قبل المتقدمين بوجود حالات فساد وعدم جدية من قبل مديريات التربية في معالجة الموقف وانجاز معاملاتهم.

 

موعد الامتحان التمهيدي

وكانت وزارة التربية قد فتحت التقديم على الدراسة الخارجية في 29 من الشهر الماضي على ان يغلق اليوم الخميس (بالرغم من حديث عدد من المراجعين عن تمديده لنهاية الشهر الجاري)، فيما حددت موعد الامتحان التمهيدي يوم 6 من الشهر المقبل، على ان ينتهي في اليوم الحادي عشر منه. 

وأعلنت الوزارة، بدء الاستعدادات الفنية واللوجستية الخاصـة بالامتحانات الـخـارجـيـة للعام الدراسي الحالي.

وقال الوكيل الإداري في الوزارة فلاح القيسي في حديث صحفي، إن وزارته “ومـن خلال مديريات التربية في بغداد والمحافظات، باشرت تهيئة الاستعدادات الفنية واللوجستية لأداء الامتحانات الـتـمـهـيـديـة للطلبة الخارجـيين وامتحانات نصف السنة للطلبة المنتظمين للعام الدراسي الحالي (2020 ـ 2021)”.  

وأضاف، أن “المديريات ستعـمل مــن خلال جهاز الإشراف الـتـربـوي والاخـتـصـاصـي على متابعة آلية اجراء الامتحانات بالتعاون مع المديرية العامة للتقويم والامتحانات لتسوية جميع المتعلقات الخاصة بأداء الامتحانات في ظل جائحة كورونا”. 

 

مكافحة الشغب

ونقل عدد من الطلبة احاديث عن تواجد قوات مكافحة الشغب لغرض تنظيم طوابير المتقدمين.

وبيّن الطلبة ان هذه القوات استخدمت الهراوات لتفريق المتقدمين المتجمهرين امام بوابة مديريتي تربية الرصافة الاولى والثانية.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لطالب وهو يصعد في اعلى شباك دائرة تربية النجف، لغرض الوصول الى الموظف المسؤول عن تسلم استمارة الامتحان الخارجي.

 

عراقيل غير مبررة

من جانبه، تساءل اثير عبد السادة (متقدم للامتحان الخارجي)، عن جدية الوزارة في “تحديد موعد الامتحانات، في حين ان الطلبة مشغولون منذ بداية الشهر الحالي بإكمال معاملاتهم التي تواجه عراقيل عديدة وغير مبررة”، مشيرا الى ان “اجراءات المعاملة تبدأ من اعطائك موعدا لاستلام واقع الحال، لغرض ملئه من المدرسة وتسليمه للتربية، ثم العودة من جديد الى المدرسة لغرض جلب الوثيقة، علما ان هذه العملية تستغرق اياما عديدة ومعاناة كبيرة”.

واضاف عبد السادة لـ”طريق الشعب”، أن “هذه الاجراءات تفتح الباب امام الفاسدين وضعاف النفوس في استغلال المتقدمين للامتحان وابتزازهم”، مقترحا “الاستفادة من التكنولوجيا واعطاء الحجوزات عبر الحجز الالكتروني وتسهيل المعاملة عبر نظام الكتروني يتيح للمديريات الرقابة والمتابعة ويسهل من مهمة المتقدمين للدراسة دون تعريض حياتهم للخطر خاصة في ظل الازمة الصحية الحالية”.

 

فوضى عارمة 

نصير عباس (متقدم آخر على الامتحان الخارجي في محافظة واسط)، قال ان “مديرية التربية في المحافظة تشهد فوضى كبيرة نظرا للعدد الكبير من المتقدمين وعدم التنظيم والعمل وفق السياقات القانونية”، مبينا ان “مديرية التربية لا تعمل حتى على الضوابط التي تصدرها فقد أعلنت في وقت سابق عن فصل أيام التقديم إلى الامتحان الخارجي بتحديد يوم للذكور، واخر للإناث لتخفيف الزخم الذي تشهده هذه العملية”.

وأردف “لكنها عادت لعدم تطبيق قرارها ما خلق ارباكا كبيرا وزيادة في اعداد المراجعين، بينما لم تكن المديرية جادة في إيجاد حل للفوضى العارمة التي تشهدها المديرية”.

وتابع عباس في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “التربية اشترطت في بداية الامر وجود كفيل من اجل التقديم ثم عادت لتلغي هذا الشرط دون مبرر اصلا لفرضه”، متسائلا عن “سبب فرض هكذا اجراءات غير منطقية؟”.

 

اتهامات بالفساد

الى ذلك، اكدت المتقدمة للامتحان الخارجي في مديرية تربية الرصافة الاولى هدى كاظم، ان “الفوضى عارمة وهناك عدم تنظيم لاستلام الملفات واكمال المعاملات وتعقيدات كثيرة استغلها عدد من ضعاف النفوس لاستغلال المراجعين عن طريق تقديم عروض لإكمال معاملاتهم مقابل مبلغ 50 الف دينار”.

واشارت الى “وجود سماسرة لترويج المعاملات بالتعاون مع عدد من الموظفين في مشهد غير مألوف، خلال السنوات الماضية، كوني سبق لي أن قدمتُ مرتين، قبل ذلك”. واشارت كاظم الى “عدم توضيح اماكن التقديم والاعلان عنها ما جعلنا نذهب الى اكثر من مكان لغرض معرفة مكان التقديم ما كلفنا جهدا ووقتا طويلين، وسط عدم تعاون من قبل الموظفين وعدم وجود من يرشد المراجعين”، منتقدة “غياب دور وزارة التربية ومدراء التربية في الالتفات للمشكلة ومعالجتها سريعا”.

 

معاملات ضائعة

أما فاطمة حمزة، (متقدمة للامتحان الخارجي في مديرية تربية الكرخ) فقد اشتكت من “ضياع معاملتها رغم دفعها لمبلغ التسجيل البالغ 50 الف دينار، واكمال المعاملة بصعوبة كبيرة، لكن الموظفين في المديرية يقولون ان المعاملة غير موجودة”.

وانتقدت حمزة “غياب التنظيم وعدم احترام المراجعين من قبل الموظفين”.

 

مطالبات بتأجيل الامتحان

في المقابل، ناشدت المتقدمة للامتحان الخارجي ندى محسن، عبر “طريق الشعب”، وزارة التربية “بتأجيل الامتحانات لغاية شهر آذار، لأجل اتاحة الفرصة امامهم بالاستعداد الجيد للامتحان، كون اجراءات معاملة التقديم للامتحان اخذت الوقت الكثير”.

عرض مقالات: