اخر الاخبار

ضحايا الإرهاب

مجاميع مختلفة ومأساة مستمرة

لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية، نشر سنان محمود تقريراً عن مأساة الإيزيديين في العراق، أشار فيه إلى أنه وبعد أكثر من عقد من الزمان على الإبادة الجماعية الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش، لا يزال أبناء هذا المكّون يعانون من العواقب المدمرة ومنها بقاء الآلاف منهم في عداد المفقودين واكتشاف العديد من المقابر الجماعية التي دُفن فيها آلاف آخرون من الضحايا.

مأساة لم تنته

ونقل التقرير عن مكتب إنقاذ الأيزيديين المختطفين، إحصائية تفيد بأن أكثر من 5000 إيزيدي قُتلوا على يد داعش، تاركين وراءهم 2745 طفلاً يتيمًا. كما اختطف الإرهابيون 6417 امرأة ورجلًا، تعرض العديد منهم للعبودية الجنسية والعمل القسري، حيث لم يُنقذ منهم سوى 3585 فقط، 1211 امرأة و339 رجلاً و1074 فتاة و961 فتى. وذكرت الإحصائية بأنه تم حتى الآن استخراج 93 مقبرة جماعية لإيزيديين قتلوا بين عامي 2014 و2017 في سنجار، واستعيدت رفات 274 إيزيديًا - 237 رجلاً و37 امرأة – وسلّمت إلى أسرهم.

مكوّن عراقي قديم

وأكد التقرير على أن الإيزيديين -الذين يتبعون ديانة توحيدية قديمة- قد عاشوا على مدى قرون في جبال شمال غرب العراق، حيث تقع قراهم ومعابدهم وأضرحتهم، ويقولون بأنهم تعرضوا للتمييز والمعاملة كمواطنين من الدرجة الثانية من قبل الحكومات والمجتمع، وبمستوى أدى إلى تحولهم لمجتمع مغلق.

وأضاف التقرير بأنه ورغم تشريع البرلمان العراقي قانوناً يعترف بالجرائم التي ارتكبها داعش ضد الأقليات باعتبارها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، ودعا لتوفير "تعويض مالي ومعنوي" و"تأمين حياة كريمة" للناجيات الإيزيديات من خلال إعادة التأهيل والرعاية الصحية والنفسية، فما زال هناك الكثير مما يجب عمله لإنهاء هذه المأساة وتطبيب الجروح المفتوحة.

مجاميع أخرى من الضحايا

ولموقع أمواج البريطاني كتب عمار الشمري مقالاً حول برنامج تأهيل عوائل داعش المحتجزين في معسكرات سورية، بحماية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، فذكر بأنه وبعد أكثر من سبع سنوات على إعلان بغداد النصر على تنظيم (داعش)، لا يزال 16000 عراقي - بما في ذلك أفراد أسر المتهمين بالإرهاب – يعيشون في مخيمات، وتتطلب إعادتهم إلى مناطقهم مرورهم ببرامج تأهيل من قبل السلطات العراقية وبالتنسيق مع قسد.

وأشار المقال إلى تعرض هذه الخطوات لحملة انتقادات كبيرة، جراء رفض البعض في العراق عمليات إعادة الإدماج بالكامل، وتشكيكه بنجاح العملية وبجدوى الجهود التي تبذل في التأهيل، وتخوف البعض الأخر من احتمال هرب هؤلاء من المخيمات، غير المراقبة بدقة، وتحولهم إلى حواضن للإرهاب في العراق، وبشكل خاص في المناطق المنعزلة.

اعادة التأهيل

وتزامنا مع هذا الجدل، وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المخيم بأنه "سجن في الهواء الطلق"، وأنه يعاني من العنف المزمن الذي ترتكبه الجماعات المسلحة التي ما زالت تحتفظ بولائها لرؤية داعش.

ولما يسببه ذلك من مخاوف أمنية، عمدت السلطات العراقية لنقل هؤلاء على دفعات إلى مخيم انتقالي في منطقة الجدعة الواقع على بعد حوالي 65 كيلومترًا، بغية إعادة تأهيلهم، واضطرت إلى حمايتهم من محاولات الثأر منهم من قبل السكان الإيزيديين وقبائل أخرى في محافظة نينوى، من الذين سبق وتعرضوا لعمليات قتل واختطاف جماعية عندما اجتاح داعش منطقتهم في عام 2014.

وبيّن المقال بأن برنامج التأهيل يتضمن الاستماع كل صباح إلى النشيد الوطني العراقي عبر مكبرات الصوت ودروس "لتعزيز ارتباط سكان المخيم ببلدهم وإيقاظ شعورهم بالانتماء إلى الأمة"، إضافة إلى برامج الرعاية النفسية الاجتماعية، ودورات تعليمية ومهنية للنساء في الخياطة والرسم وسوق للتسوق لتعزيز الإيجابية وإبعاد عقول هؤلاء النساء عن الظروف التي واجهنها.

وتفتقر أغلب هذه البرامج للتمويل الكافي ولضعف التنسيق بين الإدارات المختلفة ومن نقص المعلمين اللازمين للبرامج التعليمية، وتدني كفاءة المدربين وعدم استيعاب جميع المحتاجين للتأهيل، مما يثير قلق البعض من أن تتحول هذه المخيمات لأرض مناسبة لنمو التطرف من جديد، خاصة إذا ما تفاقمت معاناة العائدين، أو اقترنت إعادة تأهيلهم بالتسيس.